مؤتمر اقتصادي في تل ابيب يؤكد عنصرية معظم شركات الهايتك تــجاه العرب

-

مؤتمر اقتصادي في تل ابيب يؤكد عنصرية معظم شركات الهايتك تــجاه العرب
كشف المؤتمر الإقتصادي الذي عقده المركز اليهودي العربي للتطوير الإقتصادي الذي عقد في هرتسليا الثلاثاء الفائت بمشاركة صندوق أدنوار، والذي يشارك فيه بالأســـاس مديرون لصــــناعة الهايتك في إســـرائيل وقليلون من العـرب - كــشف عن أن نحو 1375 من العرب خريجي الجامعات لا يعملون في مهنتهم التي درسوا لها وذلك برغم أن الســــوق الإسرائيلية تحتاج الى نحو ألف من العاملين المهنيين بشكل ملحّ..

فقد أعرب حازم غرّة عن خيبة كبيرة كونه يقعد في البيت منذ تخرجه قبل نحو تسعة شهور علما أنه أرسل سيرة حياته الى نحو خمسين شركة لم تكلف إحداها حتى أن تردّ عليه.. حيث أنه على قناعة تامة بأن إسمه هو الحائل بينه وبين العمل الذي درس له لمدة خمس سنوات..

وحازم هو واحد من قرابة الألف وأربعمائة خريج أنهوا دراستهم في السنوات الخمس الأخيرة، لكن لم يحالفه الحظ لأن يكون من بين الخريجين الثلاثمائة الذين وجدوا لهم مكانا في سوق العمل في الهايتك.. وذلك برغم أن المسؤولين عن هذا الفرع يؤكدون أن السوق ما زال بحاجة الى نحو 1000 عامل في هذا المجال.

حيث تشير المعطيات أن نحو 125 ألف طالب يدرسون سنويا في الجامعات الاسرائيلية يدرس من بينهم نحو 38 ألفا موضوع الهندسة والعلوم الدقيقة.. وتضيف المعطيات أن نحو 8،9% من مجموع الطلاب هم من العرب، علما أن نسبتهم من بين السكان تصل الى نحو 20%، لكن نسبة الذين يدرسون الهندسة والعلوم الدقيقة من بين الطلاب العرب لا تتعدى الـ 6%.. هذا في حين يدرس في الكليات والمعاهد العليا نحو 75 ألفا سنويا، منهم 17 ألفا يدرسون العلوم الطبيعية وعلم الحاسوب والهندسة، بينما تصل نسبة العرب من بين هؤلاء 10%.. وبالخلاصة، تشير المعطيات الى أن نحو 275 ألف طالب ينهون تعليمهم سنويا في الجامعات والكليات على حد سواء، ولقد تم تخريج 1375 خريجا عربيا في هذه المواضيع في السنوات الخمس الأخيرة، لكن تم استيعاب 300 فقط من بين هؤلاء في فرع الهايتك.

وقال ياسر عواد، من جمعية سيكوي، إن نحو 197 ألفا يعملون في مجال الهايتك في البلاد، لكن مجموع العاملين من العرب المسلمين والدروز والمسيحيين ومن ديانات أخرى يصل الى 8 آلاف، ويقدر عواد أن عدد العاملين العرب الفعلي لا يتعدى ثلثي هذا الرقم.. ما يعني، بحسب تقديره، أن نسبة الأجيرين العرب في الهايتك لا تتعدى الـ 8،2 %..

واعترف المشاركون في المؤتمر أن هنالك شركات يغيب فيها الأجير العربي حيث لا يتم قبول العرب فيها، مثل شركة «أوركال» التي يعمل فيها 170 عاملا من غير العرب، فيما هنالك شركات، قليلة، مثل شركة «إنتل» التي يعمل فيها عرب يشكلون نحو 5% من مجمل مهندسي الشركة..
ولقد اتفق رأي المؤتمرين على وجوب إيجاد حل لظاهرة غياب العرب عن هذا المجال بسبب رفض الشركات استيعابهم فيها مسبقا، فتحدث الجميع عن ضرورة وقف هذا النهج وذلك عن طريق الإقناع لمتّخذي القرار في الشركات المختلفة ومزوّدي القوى العاملة في الشركات وربما عن طريق الدعم الحكومي وعقد الاتفاقيات مع الشركات التي تفتح أبوابها للعاملين العرب.

ولقد التقت «فصل المقال» السيد حلمي كتانة، مدير مشترك للمركز اليهودي العربي للتطوير الإقتصادي، الذي قال إن المركز قد عقد مؤتمره الأخير يوم الثلاثاء لغرض «إقامة مجموعات عمل تعمل على زيادة العرب العاملين في مجال التكنولوجيا المتطورة.. فقد تم عرض دراسات تؤكد عدم تشغيل المهندسين العرب في الشركات الاسرائيلية والأجنبية العاملة في إسرائيل، فيما تؤكد على وجود القوى العاملة العربية المناسبة لهذا الغرض».. أضاف كتانة، «الجديد في هذا المؤتمر أن جميع رؤساء الشركات ورياديين في شركات التكنولوجيا أكدوا اهتمامهم بالأمر وقاموا باتخاذ خطوات عملية من أجل دفع هذا الموضوع وإصلاح الغبن اللاحق بالعاملين العرب»..

وزاد السيد كتانة «إنه قد تقررت إقامة مجموعة عمل تعمل على مشاريع خاصة في الوسط العربي لتشغيل مهندسين وهندسيين عرب.. من جهته، يقول كتانة، إن المركز اليهودي العربي للتطوير الاقتصادي يبادر الى إقامة شركة قوى عاملة لتجميع سير ذاتية لغرض مساعدة المتقدمين العرب وتوجيههم الى الشركات.. وقد بدأنا العمل على ذلك مع عدد من الشركات الخاصة»..

وحول سؤال «فصل المقال» من أن الإحصائيات التي عرضها المؤتمر تشير الى أن بعضا قليلا من الشركات يشغل نسبة ضئيلة من العرب شركة أنتيل مثلا، فيما الغالبية لا يشغلون عربا بتاتا، ردّ حلمي كتانة: «لقد فتحت شركة أنتيل أبوابها للمهندسين العرب منذ بدايتها حيث كانت ريادية في هذه الناحية.. من المعروف أن القسم الأكبر من العاملين في هذه الصناعة بدأوا العمل عن طريق أصدقاء لهم يعملون في هذا المجال أو في الشركة ذاتها، صديق يحضر صديقا، حيث يلاحظ أن معظم المهندسين ينتمون الى شرائح اجتماعية متشابهة.. عليه، فإن غياب نواة لهذه الشرائح العربية في الشركات حال دون تشغيل مهندسين عرب أو موظفين عرب، هذا إضافة الى غياب الاستعداد لدى العاملين في قسم القوى العاملة لتشغيل الموظفين والعاملين العرب»..

هذا، وقدر كتانة، علما أنه لا تتوفر أرقام وإحصائيات دقيقة حول الموضوع، أن هنالك أكثر من أربعة آلاف عربي يمكن استيعابهم في هذه الصناعة..

التعليقات