مؤتمر التجمع الأول لمنطقة شفاعمرو: أضخم مهرجان شعبي تشهده مناطق التجمع الحزبية!

-

مؤتمر التجمع الأول لمنطقة شفاعمرو: أضخم مهرجان شعبي تشهده مناطق التجمع الحزبية!
لم تتسع مقاعد قاعة "العوادية" في مدينة شفاعمرو للحضور، واحتشد العشرات وقوفاً على مداخل وجنبات القاعة، في أضخم مهرجان شعبي مناطقي شهدته مناطق التجمع الحزبية الثلاثة عشر، والذي يعقد على شرف المؤتمر الأول للمنطقة، يوم الخميس الماضي.

وطغى الحماس على أجواء المهرجان، وبدا جمهور الحضور منشداً لكل كلمة تقال، متفاعلاً مع الكلمة والموقف الذي يعكس أماني وتطلعات شعبنا.

وكان من الواضح أن المعركة الإنتخابية القادمة، التي داهمتنا بعد 7 شهور من إتخاذ القرار في التجمع بعقد المؤتمرات المناطقية، قد احتلت الصدارة في مواضيع المهرجان.
إفتتح المهرجان وتولى عرافته، السيد أسعد تلحمي، رئيس تحرير صحيفة فصل المقال، حيث رحب بالحضور، وافتتح المهرجان بالتأكيد على أن هذا المؤتمر يأتي في إطار سعي التجمع إلى تدعيم بنائه وإقامة مؤسساته، إنطلاقاً من رؤيته بأن تنظيم العرب في الداخل من خلال تنظيم حركته الوطنية هو الجدار الواقي أمام محاولات الأسرلة والشرذمة وتفتيتنا إلى قبائل وطوائف.

وأشار تلحمي في كلمته إلى اتساع التأييد الجماهيري للتجمع وانتشار خطابه السياسي بحيث أصبح الخطاب الأساسي للجماهير العربية، لمصداقيته وكونه يستند إلى الهوية القومية والمواطنة العادلة، ويؤسس لتنظيم فلسطينيي الداخل قومياً وتعميق الإنتماء القومي.

وتطرق في كلمته إلى الخطر الكامن في الحملة المسعورة التي تشنها أحزاب صهيونية في بلداتنا العربية بحثاً عن الأصوات، وتدعي الإعتدال والغيرة على جماهير شعبنا. وتبلغ الوقاحة مبلغها حين يأتي هجومهم على النواب العرب بزعم أنهم لا يقدمون شيئاً لجماهيرنا، وكان من بينهم غدعون عزرا ومجلي وهبي ومثقفون قابعون في أبراج لا يجيدون سوى التنظير والتهجم، ولفت إلى أن وسائل الإعلام العبرية ترحب بهم بحرارة.

وقال:" بوقاحة يسأل هؤلاء ماذا فعل النواب العرب، وهم أكثر من يعلم بنشاط النواب. يعلمون جيداً أن النائب عزمي بشارة هو صاحب قانون التمثيل المناسب للعرب في الدوائر الحكومية، وهو صاحب قانون تعويض مرضى شلل الأطفال، وهو وراء تشريع قانون ووضع تسوية لضريبة الأملاك. هم يعلمون أن بشارة تدخل لدى رئيس الحكومة في قضية تعويض أسر ضحايا مجزرة شفاعمرو، وتدخل في إلزام مستشفى "رمبام" في حيفا بوضع لافتات باللغة العربية، وتسيير خط باصات من الناصرة إلى القدس، وتحويل الميزانيات إلى مركز الفطام في شفاعمرو. كما يدركون أن النواب د.جمال زحالقة وواصل طه نشطوا في مختلف القضايا من مشاكل مزارعي التوت الأرضي في الطيرة، إلى عدم إغلاق فرع التأمين الوطني في قرية المغار، وإلغاء الضريبة على لوازم الأمان على الطرق، حتى في قضية أيام العطلة لأقارب متوفى".

وتابع:" صدقوني القائمة تطول، وأمثال عزرا ووهبي ووزراء ونواب الأحزاب الصهيونية يعلمون بكل هذه النشاطات، ومع ذلك يتساءلون محرضين؛ ماذا فعل النواب العرب؟ لكننا نسأل؛ بل ماذا فعلتم أنتم للعرب أو بالأحرى ماذا فعلتم بالعرب؟..

كما أكد في كلمته على أن ما يسمى "حمائمية" عمير بيرتس لن تنطلي على أحد، وساق مثالاً على شركتي الكهرباء وبيرك، حامي حماها وعرابها، بأنها لا تستوعب موظفين عرباً، علاوة على أنه من موقعه في الهستدروت لم يفعل شيئاً من أجل تخليص القرى والمدن العربية من البطالة.

واختتم تلحمي كلمته بالقول:" فلنحشد القوى ونشد العزائم ليخرج التجمع الوطني الديمقراطي منتصراً في الإنتخابات المقبلة، جاعلاً من الإحتفال بمرور 10 أعوام على تأسيسه إحتفالين، ويسجل التجمع إنتصاراً نفخر به ليواصل دربه ويحقق مشروعه، مشروع مجتمعنا العربي برمته".
في تحيته للحضور بإسم مدينة شفاعمرو، خص السيد إبراهيم شليوط، عضو لجنة المراقبة المركزية وعضو البلدية ممثلاً للتحالف الوطني، بالذكر شهداء شفاعمرو البررة؛ ميشيل بحوث ونادر حايك وهزار ودينا تركي، وجرحى مجزرة شفاعمرو الذين تصدوا للإرهابي الذي ارتكب المجزرة قبل خمسة شهور.

وفي سياق كلمته تطرق إلى الظروف التي وقعت فيها المجزرة، مشيراً إلى أنه كان بالإمكان منع وقوعها إلا أن أحداً لم يحرك ساكناً رغم التحذيرات الكافية والكثيرة، كما أشار إلى عدم الإعتراف بضحايا المجزرة كضحايا لعملية إرهابية، ولفت إلى تشكيل لجنة محلية لمتابعة الموضوع بالتنسيق مع لجنة المتابعة.

كما أشار شليوط في كلمته إلى المفارقة في تصريحات رئيس بلدية شفاعمرو، وهو عضو في حزب الليكود، حيث اتهم النواب العرب بعدم منع هدم البيوت، في حين أن حزبه هو الذي يقوم بعملية الهدم! وفي هذا السياق ذكّر أن النائب بشارة قد أصيب بالرصاص قبل سنوات أثناء مواجهات مع الشرطة في مدينة اللد لمنع هدم البيوت هناك، وكذلك المواجهات الأخيرة في حيفا لمنع هدم بيت عائلة بوشكار....

وأنهى حديثه بالتأكيد على الحفاظ على الهوية القومية والكرامة الوطنية، وضرورة كنس الأحزاب الصهيونية من الشارع العربي.
وألقى كلمة إتحاد الشباب الوطني الديمقراطي، الشاب معتصم عياشي من قرية كابول، حيث بدأ حديثه مشيراً إلى أنه قد تربى في أحضان التجمع ورافقه في المخيمات والندوات والمظاهرات والإعتصمات، وتعلم الوقوف معتزاً بجذوره شامخاً بانتمائه.

وأكد على أن مسؤولية بناء غد جديد وصياغة مستقبل واعد تقع على عاتق الشباب، وعليهم أن يكونوا أوفياء لهذا الواجب، بوصفهم الجيل القادم الطموح لأخذ دورهم الفاعل في المجتمع.

ودعا عياشي في كلمته الشباب إلى الإنضمام إلى شبيبة التجمع كل في بلده، وقال:" لا شيء يحمي مشروعنا المستقبلي إلا تمسكنا الحقيقي بالإنتماء لشعبنا وإصرارنا على التشبث بجذور قضيتنا العادلة والإيمان بكرامتنا الوطنية والقومية".

وألقت كلمة إتحاد المرأة التقدمي، الأخت ردينة شقير، فأكدت على موقف الإتحاد بأن المرأة الفلسطينية في الداخل بحاجة إلى مشروع واضح يحارب القمع القومي والطبقي، فضلاً عن القمع الإجتماعي (الذكوري في الغالب).

كما أكدت في كلمتها أن المرأة تستحق أكثر من حفل تكريم هنا وهناك، وكأن المرأة بمعزل عن قضايا شعبها، بوصفها أماً حنونة وأختاً عزيزة وإبنة غالية وزوجة صالحة ورفيقة درب وشريكة حياة ورائدة وقائدة في المجتمع.

وأضافت:" نريد للمرأة أن تناضل في مختلف القضايا، من أجل القضية الفلسطينية وقضية المرأة والقضية الإجتماعية. كذلك نؤكد وجوب العمل على تسييس قضية المرأة وأن يتم ذلك في إطار تنظيم النساء في إطار إتحاد المرأة التقدمي".

في أجواء من الصمت تارة والحماس والانفعال تارة أخرى قدمت الفرقة مجموعة من الأغاني الملتزمة الخاصة بفرقة العودة العرابية من ألحان الفنان بلال بدارنة، وكذلك بعضاً من أغاني سميح شقير، مرسيل خليفة، فرقة العاشقين، أحمد قعبور، بأسلوبها الخاص، وأدائها الصادق حيث هزت مشاعر الجماهير، مثل أغنية إن عشت فعش حراً، صرخة ثائر، العودة، هدي يا بحر، يا رايح صوب بلادي، رجع الخي وغيرها.

وتضم الفرقة عدة عازفين ومغنين بالإضافة إلى الأعضاء المشاركين في هذه الأمسية، اليوم:
- لبيب بدارنه – غناء
- عمر شلش – غناء
- تماضر سويطات – غناء
- فاطمة أبو النيل – غناء
- محمد أبوصالح - بزق وغناء
- صافي مسلم - درامز
- فؤاد عبد الفتاح - عود
- بلال بدارنه - عازف كمان ومدرّب الفرقة

وتجدر الإشارة إلى أن فرقة العودة هي فرقة فريدة من نوعها في البلاد وقد بدأت مشوارها الفني منذ سنة 1997 بمبادرة من الفنان بلال بدارنه الذي ضم إلى الفرقة عازفين من مختلف المناطق والذين رأوا ضرورة دعم الفرقة وتأسيس جمعية الزيتون، لتكون سبيلاً للتثقيف ورفع المستوى الفني في مجتمعنا العربي الفلسطيني، والعمل من خلالها على تعزيز وتوثيق علاقتنا بحضارتنا العريقة، ثقافتِنا وفنِنا، وخلق مستوىً موسيقي وفن يعبران عن مشاعرنا، معاناتنا، وواقع حياتنا.

وكانت قد شاركت فرقة العودة خلال مشوارها الفني بعدة عروض، في الجامعات، المخيمات، المهرجانات المحلية، وعروض أخرى خاصة بالفرقة.

وللفرقة أغانيها الخاصة من ألحان بلال بدارنه والتي قدمت لأول مرة في عروضها في كندا وأمريكا في الصيف الماضي، كما تلقت الفرقة دعوات أخرى للمشاركة في عروض أخرى خارج البلاد. والفرقة اليوم بصدد إصدار قرص مدمج (CD) خاص يحمل أغانيها وألحانها الخاصة بها.
بعد كلمة إتحاد المرأة جرى تكريم ذوي شهداء مجزرة شفاعمرو وجرحى المجزرة، حيث قام كل من النائبين د.عزمي بشارة وواصل طه وعضو بلدية شفاعمرو إبراهيم شليوط بتكريم والد الشهيدتين الشقيقتين هزار ودينا وتركي، والسيد منذر حايك شقيق الشهيد نادر حايك، والنجل الأكبر للشيهد ميشيل بحوث.

كما جرى تكريم الجرحى؛ الشابة فيفيان جمال، والشابة بديعة شعبان، والشاب صبري محسن، والشاب هايل جنحاوي الذي منع توسع المجزرة وسارع إلى شل حركة الإرهابي ناتان زادة.

وفي كلمة قصيرة أكد هايل جنحاوي، على ضرورة الإنتباه لإمكانية تكرار المجزرة مرة ثانية في مكان آخر!
ألقى كلمة منطقة شفاعمرو سكرتير المنطقة، المربي أحمد شحادة (أبو حاتم)، فبدأ حديثه بنشاط الأحزاب الصهيونية، مؤخراً، في القرى والمدن العربية لبث السموم ونشر الأكاذيب، وما يمكن اعتباره دعوة صريحة إلى الأسرلة والصهينة وتدمير الإنسان العربي وتمزيق هويته القومية.

وأشار إلى أن الأحزاب الصهيونية تدخل الشارع العربي من خلال حفنة صغيرة من المتعاونين الذين ارتضوا لأنفسهم التنكر لثوابت شعبهم وفقدوا ذاكرتهم الوطنية وحملوا "رسالة" الأحزاب الصهيونية بلسان عربي.

واعتبر أبو حاتم أن مجرد إستخدام اللغة العربية لحمل رسالة الأحزاب الصهيونية يعتبر إرتكاب خطيئة كبيرة بحق اللغة العربية، لغة التواصل الإلهي والقرآن الكريم، لغة الشعر والفروسية، والأخلاق والمروءة!

كما بيّن أن حفنة المتعاونين مع الأحزاب الصهيونية هم اليد الأخرى التي تقتل وتحرق وتقتلع الأشجار وتهدم القرى والبيوت وتحرق الأرض في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهي في عون السلطات في مصادرة الأراضي وهدم البيوت والتهويد والإستيطان في الداخل.

واختتم كلمته بالقول:" لتكن المنافسة بينا وبين الأحزاب العربية فقط، وليكن الصوت العربي للتجمع –للهوية القومية، ولنردد مع الشاعر ألوان علم التجمع:
بيض صنائعنا، خضر مرابعنا ........ سود وقائعنا، حمر مواضينا".
وألقت الشاعرة نهاية عرموش قصيدة كتبت لأهل "المنفى تحمل هموم أجيال تمتد للأجيال اللاحقة"، جاء فيها:

"........
والله مشتاقون
بأن نقطف خدود القمر كل ليلة
ونركض وراء الفراش بين غلال الحصيد
ونتآمر على سرقة قطوف الحصرم
وحبات المشمش الخضراء الفجة
والله مشتاقون للركض في الحارات
وعلى أسطح المنازل عندما يتنفس الصبح
عند صياح الديكة وثغاء الأغنام
والعودة عند المغيب
وشذى عرق أحذيتنا المطاطية
يفوح في أنوفنا الصغيرة الجميلة
والله مشتاقون للعق رحيق الأزهار البرية
ومطاردة الطزيز والهروب من لسعات النحل


أيها الوطن الغالي يا رديف الروح
نعتذر لعدم العودة إليك...
أتدري كم نحن مثقلون بالشوق؟
أتدري كم نحن مثقلون بالخوف؟
بأن نموت ونرحل، ونحن فقط في مقلتيك"!!


وفي مقدمة كلمته رحب الأخ مصطفى طه، عضو المكتب السياسي للتجمع، بجميع الحضور.

وقال:" يأتي المؤتمر الأول لمنطقة شفاعمرو في إطار ثلاثة عشر مؤتمراً بدأها التجمع لصياغة البرنامج التنظيمي بشكل يتلاءم مع التوسع الجماهيري للحزب من ناحية، ويتلاءم مع المهام الكبرى الملقاة على عاتق الحزب كتيار مركزي، من ناحية أخرى.

وفي سياق تأكيده على أن العمل السياسي ليس مهنة، قال أنه " قبل كل إنتخابات تطل علينا جوقة من أنصاف السياسيين وأرباع المثقفين وأشباه الصحافيين، وتملأ الجو زعيقاً ونعيقاً بالسؤال: ماذا فعلت الأحزاب العربية؟ وما استفدنا من أعضاء الكنيست العرب؟"

وأضاف:" إن إمثال هؤلاء لا يفهون أصلاً ما معنى العطاء إلا بالمفهوم الإنتهازي الشخصي. والحركة الوطنية أعطت الكثير لشعبنا، ولولا الحركة الوطنية لكان نصف شبابنا اليوم في الشرطة والجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية. والحركة الوطنية لا تملك سوى الموقف والكلمة فلا نقلل من أهميتها في هذا الوقت بالذات، الذي تغزو فيه الأحزاب الصهيونية وعملاؤها قرانا ومدننا العربية لاقتناص الأصوات".

كما أشار طه إلى جيل الشباب الذي يملأ القاعة، بأنه الجيل الذي تربى في أحضان التجمع منذ 10 سنوات في المخيمات الصيفية والندوات التثقيفية والمرجانات الشعبية وغيرها. وقد "تخرج المئات والآلاف من الشباب في أحضان التجمع، وهذا رصيد وانجاز لا يفهمه الإنتهازيون من جوقة النعيق والزعيق".

كما أكد على أن الحركة الوطنية وقفت سداً منيعاً، ولا تزال، بوجه المؤسسة التي تحاول تلقين أجيالنا الناشئة الرواية المزيفة للتاريخ، وبذلك فقد اسهم التجمع في الدفاع عن الهوية الوطنية التي حاولوا تشويهها، كما دافع عن المخزون الحضاري لشعبنا الذي حالوا شطبه من ذاكرة التاريخ.

وزاد:" في معركة الدفاع عن الذات هذه، يجب أن يسهم كل من موقعه؛ في المدرسة والبيت والشارع والنادي والمسجد". وفي هذا السياق لفت طه إلى إختزال المسجد كمكان للسجود، في حين أنه جامع كانت تجتمع فيه قيادة الدولة الإسلامية وتبحث من خلاله أمور الدين والدنيا السياسية والإقتصادية والعسكرية وغيرها. وقال:" على أئمتنا وشيوخنا الموقرين أن يسهموا في معركة الدفاع عن كرامتنا الوطنية والقومية والدينية، وكنس الأحزاب الصهيونية من شوارعنا العربية".

واختتم طه كلمته بالقول:" نحن كتيار قومي وطني تقدمي ديمقراطي نقصد كل كلمة نقولها، فنحن قوميون لأن الرابط القومي هو ما يجمعنا أولاً وآخراً، ووطنيون لأننا حسمنا ولاءنا لشعبنا الفلسطيني، وتقدميون لأننا نؤمن بالعدالة الإجتماعية وتكافؤ الفرص ومساواة المرأة بالرجل، وديمقراطيون لأننا وأبناء شعبنا كألوان الطيف يكمل بعضنا بعضاً. ولأننا كل هذه الأمور مجتمعة، نرفض ولن نسمح بأن تصبح الخيانة وجهة نظر. ولنجعل من الثامن والعشرين من آذار هدية النصر نقدمها للتجمع في ذكرى ميلاده العاشر على شرف ذكرى يوم الأرض الخالد في الثلاثين من آذار".

بعد تحيته لجميع الحضور، وخاصة ذوي شهداء مجزرة شفاعمرو، بدأ النائب د.عزمي بشارة كلمته بالحديث عن وسائل الإعلام التي تكتظ على مداخل مستشفى "هداسا عين كارم" (وهنا يذكّر د.بشارة بأن قرية عين كارم كانت من أجمل القرى الفلسطينية...!)، وكأن هناك حدثاً عالمياً كبيراً، مشيراً إلى أن ذلك يدخل في إطار "صناعة صور السياسيين"!

وقال:"مثلما حولوا الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الحائز على جائزة نوبل للسلام إلى إرهابي خلال سنتين، حولوا مجرم الحرب المنبوذ شارون إلى رجل سلام، والجميع ينتظرون تطورات وضعه الصحي"!!

وسخر د.بشارة من السؤال الذي دأبت وسائل إعلام عربية على تكراره "ما رأيكم بتأثير هذا الحدث على عملية السلام؟"، مبيناً أنه بفعل شارون لا توجد عملية سلام ولا توجد عملية سياسية، فهو لا يريد أن تكون إسرائيل مرتبطة بأي عملية سياسية، وخطة فك الإرتباط هي خير مثال على ذلك، لأن الهدف منها هو إنفصال ديمغرافي عن غزة لتثبيت الإستيطان في الضفة الغربية!

وأضاف أن منطق شارون هو نسف العملية السياسية ونسف عملية السلام، في حين يستمر طرح السؤال حول "تأثير ما حصل لشارون على تنفيذ خارطة الطريق"!!، وأشار إلى قول شارون نفسه بأن خطة فك الإرتباط هي بديل لخارطة الطريق غير الواضحة والتي تشتمل على التحفظات الإسرائيلية الأربعة عشر.

"فك الإرتباط هي عملياً فرض الإيقاع الإسرائيلي، ورغم ذلك هناك من يصر على جعل شارون رجل سلام في حين هو رجل حرب، وهو مجرم حرب منذ كونه طالباً في الجامعة العبرية، فقد بدأ حياته بقتل 3 نساء عربيات من قرية قطنّة شمال غرب القدس، كن ينتشلن الماء من بئر القرية!!".

وفي هذا السياق ذكر دور مجرم الحرب شارون في مجازر صبرا وشاتيلا، مروراً بـ قبية ونحالين، وجرائم الوحدة "101"، وصولاً إلى تدنيس المسجد الأقصى واستفزاز رد الفعل الفلسطيني لإحباط ما كان جارياً.

كما تحدث د.بشارة عن حزب "كديما" الذي أقامه شارون بوصفه تعبيراً عن هذا الموقف لفرض ما تريده إسرائيل في زمن هذا الرئيس الأمريكي، الأمر الذي رفضه الليكود، فلجأ شارون إلى تشكيل هذا الحزب.
ثم انتقل بشارة إلى الحديث عن تصويت البعض للأحزاب الصهيونية، مبيناً أن التصويت للأحزاب الصهيونية يعني إعطاء الشرعية لسياسة الإحتلال وجرائم الإحتلال، وأنه لا يوجد مع "كديما" شارون، مثلاً، أي مصلحة للعرب مقابل التهويد والمجازر والإستيطان والمصادرة وتدنيس الأماكن المقدسة. كما لفت إلى أن أتباع الأحزاب الصهيونية ليسوا الأكثر تعلماً وثقافة وليسوا الأنجح في حياتهم، وهم في الغالب يعيشون أوضاعاً صعبة لم تغيرها تبعيتهم للأحزاب الصهيونية.

وفي هذا السياق أشار د.بشارة إلى أن العرب كانوا يعيشون تحت الحكم العسكري في الوقت الذي كان 70% منهم، على الأقل، يمنحون أصواتهم للأحزاب الصهيونية منذ النكبة وحتى بداية السبعينيات، بدافع الخوف!. كما لم يحدث وأن أعادت المحاكم الإسرائيلية أي دونم من الأراضي المصادرة إلى أصحابها، وفي المقابل فإن الأراضي العربية التي تمت استعادتها لم يتم ذلك إلا بالنضال، وأراضي الروحة هي خير مثال على ذلك، وأم السحالي قرب مدينة شفاعمرو، وعملية هدم البيوت لم تتوقف إلا بالنضال.

"نحن نطرح موقفاً وطنياً ونحافظ على الهوية القومية، وعندما نطرح موقفنا ضد الإحتلال والإستيطان والحواجز العسكرية، نُتهم بأننا نعمل في الشأن الفلسطيني ونتجاهل قضايانا المحلية. وهنا يجب التأكيد أولاً وقبل كل شيء على أن نقيض الموقف الوطني هو الإنحلال الأخلاقي وانتشار الجريمة والفساد والإرتداد إلى العائلية والطائفية".

وزاد" من يتهموننا بأننا نتجاهل قضايانا اليومية هم الذين يقفون ضد مشاريع القوانين التي نطرحها (مثل قانون ربط البيوت العربية بالكهرباء وغيره). ونحن نواصل البحث عن طرق لمواجهة سياسة التمييز العنصري في كل قضية صغيرة كانت أم كبيرة، وفقط بالصدفة ننجح بتمرير قانون، مثل قانون البوليو (شلل الأطفال) الذي يقضي بدفع تعويضات للمصابين (غالبيتهم من العرب وعدد من اليهود الشرقيين) نتيجة عدم التطعيم أو فساده.... وهم يعترفون بأننا برلمانياً أفضل منهم ونتفوق عليهم، فهم لا يعالجون قضايا الناس مثلما نفعل، ونتعامل مع قضايا الناس من منطلق وطني، في حين أن غالبية النواب اليهود لا يعلمون بمثل هذه القضايا، بل إن بعضهم لا يعرف كيف يقدم استجوابا!!"

كما أكد بشارة على أن الموقف الوطني هو أخلاق وخدمات، ولا يمكن المحافظة على الهوية القومية بدون الإنتخابات، لأن شعبنا مضطر إلى التعامل مع مؤسسات رسمية مثل ضريبة الدخل والتأمين الوطني وضريبة الأملاك والأرنونا، وتجاهل هذه القضايا يدفع الناس إلى الإتجاه إلى الأحزاب الصهيونية!، ولذلك فإن المعركة الإنتخابية هي معركة سياسية من الدرجة الأولى لرفع المعنويات وطرح الموقف الوطني في هذه الظروف بالذات أمام أحزاب تطرح تهويد الجليل والنقب كبطولة تفاخر بها!

وقال:" لم يحدث أن سافرنا ضمن وفود تمثيلية للكنيست إلى الخارج، فنحن لم نقبل أن نكون في لجان صداقة مع دول أخرى، ونرفض تمثيل إسرائيل في الخارج. وفي المقابل نحن نستنبط الموقف الوطني من الداخل، ومرجعيتنا شعبنا وتجارب الماضي، وفي الخارج نُسأل عن رأينا ونعكس التمثيل الأصيل للداخل".
وتطرق د.بشارة إلى حزب "العمل" برئاسة عمير بيرتس، وأشار إلى التراجع الملحوظ في الحزب والضربات التي يتلقاها من الشارع اليهودي، كان أبرزها إنسحاب شمعون بيرس، أحد مؤسسي الحزب، مما جعله يبحث عن الأصوات في الشارع العربي.

وقال إن عمير بيرتس، الذي قد يصبح شريكاً في الحكومة مع "كديما"، لا يمثل الفقراء، وهذه الصورة المغلوطة يقف وراءها "وسائل إعلام تعمم الجهل ولا تعمم المعرفة". ولفت إلى أن العمال والموظفين، الذين يمثلهم بيرتس، في الشركات الكبرى، الموانئ والمطارات وشركة الكهرباء والصناعات الجوية، ليسوا فقراء!!

وذكّر بشارة في هذا السياق بتاريخ حزب العمل الدموي منذ سنوات الحكم العسكري وإطلاق النار على الجماهير الفلسطينية في أوكتوبر 2000 وفي يوم الأرض وفي كفر قاسم .....

واختتم كلمته بالحديث حول الوحدة بين الأحزاب العربية وخوض الإنتخابات في قائمة مشتركة، وأشار إلى حصول أمر مهم على الساحة العربية من جهة العلاقات بين الأحزاب، إذ تحسنت كثيراً في السنتين الأخيرتين و"يمكن القول بأنها أكثر من ممتازة".

وأكد مرة أخرى على أن الوحدة بالنسبة للتجمع هي فكر وحدوي، لأن التجمع مع تنظيم العرب في الداخل على أساس وحدوي. وتشكيل قائمة من هذا النوع من الممكن أن يكون على أساس من الندية والتعاون، وعن طريق إنتخابات تمهيدية وليس عن طريق تحالف من أجل المقاعد، وأضاف "نحن لا نتحمل مسؤولية وجود حزبين لا يتفقان معاً"!

وأضاف أن التجمع يأمل في النجاح في التحالف، وفي غياب التحالف، يجب أن يكون التنافس فقط بين قوائم قادرة على اجتياز نسبة الحسم، لافتاً أن التنافس من شأنه أن يرفع من نسبة التصويت والتمثيل البرلماني للعرب.

كما أكد على أن التجمع يعمل على بناء الحزب وشبيبته ومؤسساته، والحزب ينتخب ممثليه من بين أعضائه وليس من الخارج!

واختتم د.بشارة بالقول:" صوتوا للأحزاب العربية، هناك فرق كبير بين الموقف الوطني وبين نقيضه الذي يشرعن التمييز العنصري ويدعم المصادرة والإستيطان والتهويد والإحتلال...".

استكملت منطقة شفاعمرو مداولات المؤتمر يوم الجمعة الماضي، في مقر التجمع الوطني الديمقراطي في مدينة شفاعمرو.

ترأس الجلسة الإستاذ يوسف فاعور (أبو بلال)، حيث شرح للحضور برنامج المؤتمر. تلاه سكرتير المنطقة المربي أحمد شحادة (أبو حاتم) الذي قدم بدوره بياناً مطولاً حول المنطقة تنظيمياً وجماهيرياً، كما قدم تصوراً لوضع إنتخابات الكنيست القادمة والأهداف التي يجب وضعها والعمل من أجل تحقيق أكبر مكسب إنتخابي جماهيري.

ثم قدم المحامي سعيد نفاع، رئيس الدائرة التنظيمية، بياناً تنظيمياً شرح فيه أهداف عقد المؤتمرات، وآليات العمل الدستورية وضرورة العمل على استيعاب أكبر عدد ممكن من الناس في صفوف الحزب كأعضاء وأنصار.

كما قدم سكرتيرو الفروع في المنطقة بيانات حول فروعهم شملت شتى المجالات التنظيمية والجماهيرية والعمل البلدي وصحيفة فصل المقال، وغيرها، فقدم الأخ يوسف فاعور بياناً حول فرع قرية شعب، والأخ طارق حاج حول وضع الفرع في قرية عبلين، والأخ خالد خليل، عضو اللجنة المركزية، بيناً عن مدينة شفاعمرو نيابة عن سكرتير الفرع د.رياض صليبا، وقدم الأخ على حجيرات بياناً حول قرية بير المكسور، كما قدم الحاج ضرار صبح، عضو اللجنة المركزية، بياناً حول مدينة طمرة، ومن ثم قدم الأخ ذياب عكري بيانه حول فرع قرية كابول، علاوة عن تقرير حول وضع شبيبة المنطقة التي يعمل مركزاً لها.

وقد شارك جميع الحضور في مناقشة العديد من القضايا التنظيمية والسياسية، ولخص الأخ مصطفى طه، عضو المكتب السياسي، النقاش في نهاية المؤتمر، كما رد على التساؤلات التي طرحت، ومن ثم قدم الأخ أحمد شحادة سكرتير المنطقة اقتراحه حول تركيبة لجنة المنطقة التي يجب أن تأخذ بعين الإعتبار تمثيلاً لجميع الفروع، وكذلك بالنسبة للجنة المراقبة.
وانبثق عن المؤتمر لجنة منطقة مؤلفة من 15 عضواً، وهم الأخوة:
مصطفى طه عضو المكتب السياسي، أحمد شحادة سكرتير المنطقة، أعضاء اللجنة المركزية السادة؛ مراد حداد وصبري بقاعي وضرار صبح ومعين عرموش وخالد خليل، ود.رياض صليبا سكرتير فرع شفاعمرو، وذياب عكري سكرتير فرع كابول، ويوسف فاعور وعصام سعدة من فرع شعب، وردينة شقير وسهيلة عبود من فرع شفاعمرو، وعلي حجيرات من فرع بير المكسور، وطارق حاج من فرع عبلين.

كما انبثق عن المؤتمر لجنة مراقبة مؤلفة من ثلاثة، وهم السادة؛ إبراهيم شليوط عضو لجنة المراقبة المركزية للحزب، وأحمد حجيرات من فرع بير المكسور، وترك لفرع عبلين اختيار العضو الثالث لاحقاً لكونهم اضطروا لمغادرة المؤتمر قبل انتهاء المداولات بسبب ظروف خاصة.

ومن المقرر أن تعقد لجنة المنطقة اجتماعها الأول في وقت لاحق لانتخاب سكرتير المنطقة.

.

التعليقات