ندوة سياسية ثقافية في الجديدة- المكر في ذكرى النكبة

-

ندوة سياسية ثقافية في الجديدة- المكر في  ذكرى النكبة
استمرارا لسلسله النشاطات المتواصله في الذكرى الستون للنكبة، نظم التجمع الوطني الديمقراطي في مقر فرع جديده المكر في الجليل الغربي امس الجمعة ندوه سياسيه ثقافيه، وذلك بحضور جمهور من المهتمين من اصدقاء و انصار التجمع الى جانب عدد من الشخصيات السياسية و الاعتباريه.

افتتح الندوه سكرتير منطقة الجليل الغربي محاسن قيس حيث استعرض محطات من المسلسل الدموي المتواصل علىالشعب الفلسطيني لاكثر من ستين عاما، والذي استهدف كسر ارادة شعبنا والنيل من عزيمته، قائلا: واحد وستون عاما مضت على النكبه و ما زال الجرح مفتوحا و نازفا.. وما زال شعبنا الفلسطيني في كل اماكن تواحده قابض على كواشين و مفاتيح بيوت وتراب آبائه واجداده. مضيفا، إن تهجير الشعب الفلسطيني عام 48 كان مخططا اعتمد اساليب الارهاب و القتل والمجازر في القرى و المدن الفلسطينيه، وهو جريمه تطهير عرقي كأكبر عملية سطو مسلح في العصر الحديث على شعب آمن يعيش في وطنه.. واحد و ستون عاما و هامات شعبنا لم تنحني و صموده لم ينكسر.

نغم داوود كلمة اتحاد الشباب:

استعرضت في كلمتها استمرار تداعيات النكبه واسقاطاتها قائله يعتقد البعض ان النكبه قد حدثت عام 48 وتوقفت هناك، ويتعامل معها البعض وكانها حادثه، لكن النكبه لا زالت مستمره باسقاطاتها وتداعياتها، وهي ماثلة ببقاء المهجرين خارج وطنهم، ومعاناتهم، هي ماثلة في هدم البيوت و مصادره الاراضي و التمييز المتواصل ضد بقية ابناء شعبنا الفلسطيني، في قتل الاطفال والنساء و هدم البيوت.

الشاعر يحيى عطا الله : القى قصائده المجمورة بالذاكرة والمستشرفة بالمستقبل
افتتح بغنائياته الغاضبة.. بالقول مثلما انكم لم تنسوا محرقتكم فاننا لن ننسى نكبتنا، وانتقل ليلقى قصائده المشحونه بالغضب والالم والامل كما القى قصائده وسط اعجاب وصمت الحضور التي حكت الغضب والامل بايمانه بالمستقبل بقدر ايمانه بقضيته، واختتم وسط انفعال وتصفيق الجمهور الحاد.

الصحفي و الكاتب انطوان شلحت:

تحدث حول معاني النكبة قائلا، إننا عندما نحيي الذكرى السنوية للنكبة فليس لمجرد العودة إلى الماضي وإنما لأننا نربد أن ننظر ونستشرف المستقبل، الذي يرتبط بدوره بالماضي . كما أشار شلحت إلى إرث الشاعر الراحل محمود درويش الثقافي والسياسي وعودته للماضي من خلال ذاكرته الشخصية، التي أفلح في أن يحولها الى ذاكرة جمعية للشعب الفلسطيني. كما تطرق الى الحياة الطبيعية التي سادت المدينة الفلسطينية ما قبل عام 48 حيث كانت تشهد نشاطا وازدهارا للحياة الاجتماعية والثقافية والفنية بالاشارة الى ان المسارح قبل عام 48 كانت اكثر مما هو موجود اليوم وبعدها تحولت الحياة غير طبيعية وجاء بعدها عدوان 1967 متسا ئلا وهل هناك قضية اكثر عدلا لان نناضل من اجل المستقبل، وهذا هو الدافع الاساسي الذي يحفزنا على العودة للماضي.

واشار الى ان حل دولتين لشعبين لم يعد يكفي لكونه يخفي وراءه تكريس الدولة اليهودية وينسف حق المهجرين وحق العودة واذا كان هذا يعني تقسيم فلسطين الى دولتين فانه معروف تاريخيا ان اسرائيل رفضت فكرة التقسيم بداية وموافقتها لم تكن الا تكتيكية والحركة الصهيونية ارادت أن تحل الارض محل التاريخ، فليكن بالنسبة لنا الحكم هو التاريخ قائلا هذا هو المعنى الحقيقي للنكبة الذي يجب ان نستعيده وغير ذلك يعني اننا سنبقى خارج التاريخ ودعونا نتكاتف كي لا نحكم على انفسنا البقاء خارج التاريخ.

عوض عبد الفتاح امين عام التجمع:

قدم لمحة تاريخية حول استعمار فلسطين، قائلا إن المشكلة السكانية الديمغرافية كانت التحدي الاكبر للصهاينة وان المذابح والتشريد لم تكن نتيجة خطا إنما مخطط يخدم استراتيجية الحركة الصهيونية، وهناك ممن يعتبر بقاءنا خطأ، الا ان الطرد اصبح غير ممكن بعد الاعتراف الدولي باسرائيل بعد إنشائها.

كما اجرى عبد الفتاح مقارنة بين فلسطين وجنوب افريقيا بالقول ان الاحتلال الاسرائيلي اسوأ من الابرتهايد في جنوب افريقيا على اعتبار ان الصهيونية اتت بتخطيط مسبق لتقتلع شعب وتحل مكانه، كما اعتبر البعض ان المقارنة فيها إهانة لجنوب افريقيا لان الاخيرة لم تشرد السكان الاصليين ولم تطردهم .

كما اشار إلى بعض المؤرخين الجدد " الذين ارتدوا الى جحورهم" قد سبق وفندوا اكذوبة ان الفلسطينيين هم الذين هربوا انما اقتلعوا من ارضهم تحت وطأة جرائم الحركة الصهيونية.

كما استعرض عملية التحايل على اقامة الدولة الفلسطينية الافتراضية التي ليس لها مقومات ولا أرضية على أرض الواقعفي ظل بناء الجدار والسيطرة على حدودها وميائها وفضائها. ومن هنا يأتي ضرر طرح فكرة الدولتين لشعبينحيث تواصل إسرائيل في نسف مقومات الدولة في مناطق 67. وهي في الوقت ذاته تسعى لمحو التمايز الذي رسمته هي بيننا وبين وبين إخواننا في الأراضي المحتلة عام 67. مضيفا أن إسرائيل خسرت المعركة على الولاء التي تحاول أن تفرضه مجددا على أبناء الشعب الفلسطيني داخل الخط الأخضرمن خلال مخططات الخدمة الوطنية والمناهج التعليمية. وقال غن المعلم العربي كان مضطرا أن يمارس الكذب على طلابه من الصباح حتى المساء. إن معركتنا الآن هي الحفاظ على الرواية الوطنية وعلى تاريخنا وانتمائنا حتى نتمكن من الاستمرار في الكفاح والنضال. وقال علينا أن نعيد اكتشاف والعمل على إعادة صياغة استراتيجية نضالية ناجعة تقوم على عمل منظم وبناء مؤسسات وطنية حقيقية. واختتم القول ان برنامج التجمع منفتح وقابل للتطوير والتجمع هو رأس حربة في النضال.

النائب جمال زحالقة :

استعرض زحالقة أهم محطات الكفاح الوطني الفلسطيني والثورة الفلسطينية منذ ايلول الاسود والانتقال الى لبنان وبعدها حرب 1982 وصولا الى اوسلو الذي وصل الى طريق مسدود بدلا من تصحيح الغبن التاريخي بحل عادل وشامل. وقال: لكن رغم الظروف الصعبة والحالكة سينهض شعبنا وهو اقوى واكثر تنظيما في سبيل التحرر وحق العودة، وأضاف عندما اسسنا التجمع انما كان رد على نكبتنا وبعدما كان الحديث يدور حول فلسطين 67 اصبحت النكبة موضوع كل الشعب الفلسطيني وفي كل مكان. ولفت إلى اختلاف الرواية بان على مر التاريخ هناك فرق بين رواية المجرم ورواية الضحية اذ بطبيعة الحال ان الجلاد يكذب ويريد ان يقنع العالم بكذبته ونحن نقول الحقيقة وفي شقي المعادلة نستطيع ان نقف امام العالم لنقول نحن ضحية العنصرية وانها يجب ان تهزم وقضية فلسطين يجب ان تنتصر على العنصرية. واختتم بالقول ان التجمع مصر على مشروعه وسينتصر رغم ان مواجهته تاتينا من البيت لكن سنستمر في مواجهة الحركة الصهيونية ولدينا طاقات جبارة تحتاج الى تنظيم .

الفقرة الفنية:

تخللت كلمات المتحدثين فقرات غنائية ملتزمة قدمتها الفنانة سلام ابو امنة وفرقتها الموسيقية التي تالقت بعرض فني يحكي القدس الجريحة لفيروز ويحكي وجع الوطن النازف والامل بالحرية والعودة مما نال استحسان واعجاب الجمهور الذي تفاعل مع لوحة فنية ترسم الالم والامل والثقة بالمستقبل .


.........

التعليقات