مهرجانُ الثّوابت في باقة: التّفاوض باسم فلسطينيي الدّاخل مرفوض، ولا تفريط في القدس واللاجئين والأرض

جاء المهرجان تحت عنوان "الحفاظ على الثّوابت الوطنيّة الفلسطينيّة"، رافضًا للمفاوضات العبثيّة، والتّفريط بحقوق الشّعب الفلسطينيّ وبثوابت قضيّته التي نصّ عليها الميثاق الوطنيّ الفلسطينيّ، ورفضًا لسياسات "التّبادل السّكّاني" التي تساوي بين المستوطنين وبين المواطنين الفلسطينيين الأصلانيين.

مهرجانُ الثّوابت في باقة: التّفاوض باسم فلسطينيي الدّاخل مرفوض، ولا تفريط في القدس واللاجئين والأرض

المتحدّثون وجّهوا تحيّاتهم ومباركاتهم لثورتيّ تونس ومصر المجيدتين.

- واصل طه: الأخطر من نشر الوثائق عبر الجزيرة، أن يقول بعض القياديين إنّها حلقات دردشة مع الاسرائيليين حول قضايانا المصيريّة، ونعلن من باقة الغربيّة المستهدفة أنّه لا يحقّ لأحد طرح قضيّة التبادل السكّاني، وأن يعادل بيننا وبين المستوطنين.

- دعابس: من لا يستطع تحمّل وزر القضيّة الفلسطينيّة والحفاظ على الثّوابت، فليفسح للأجيال القادمة، و التّنسيق الأمنيّ عارٌ وفضيحةٌ وخزي، وعلى الفلسطينيين أن ينسّقوا لحماية أنفسهم في كلّ أجزاء الوطن.

- رجا إغباريّة: سنبقى في أوطاننا، ولسنا ضدّ اليهود، إنّما نعارض السيادة الصهيونية بالقوة على أرض فلسطين.

- الشيخ رائد صلاح: نحن في الدّاخل الفلسطينيّ رؤيتنا واضحة تجاه حقّ العودة، ونحن الأمناء على حقوق اللاّجئين، وهذا دورنا. والوجود الاسرائيليّ في القدس احتلاليّ وفاقدٌ للشّرعيّة، ودورنا الحفاظ على المقدّسات الاسلاميّة والمسيحيّة.

- عوض عبد الفتّاح لعرب 48: الهدف الأساسي من المهرجان تشكيل رأي عام فلسطيني للتصدّي لنهج التّفاوض الممتدّ للأبد، وتوحيد قوى الشّعب الفلسطينيّ الحيّة ضدّ التفريط بالثّوابت.

عقدت القوى الوطنّية والقوميّة والاسلاميّة في الدّاخل الفلسطينيّ، اليوم السّبت، 29/01/2011، مهرجانًا شعبيّا حاشدًا في مدينة باقة الغربيّة بالمثلّث، وذلك بالتّعاون مع اللّجنة الشعبيّة في باقة بكافّة مركّباتها المحلّيّة.

وجاء المهرجان تحت عنوان "الحفاظ على الثّوابت الوطنيّة الفلسطينيّة"، رافضًا للمفاوضات العبثيّة، والتّفريط بحقوق الشّعب الفلسطينيّ وبثوابت قضيّته التي نصّ عليها الميثاق الوطنيّ الفلسطينيّ، ورفضًا لسياسات "التّبادل السّكّاني" التي تساوي بين المستوطنين وبين المواطنين الفلسطينيين الأصلانيين، والذين بقوا في أرضهم وصمدوا، واستنكارًا للتّفاوض باسمهم دون الرّجوع إليهم ولقياداتهم السياسيّة، وذلك في أعقاب ما كشفته قناة الجزيرة من وثائق بيّنت حجم التّنازل الكبير الّذي قدّمه الجانب الفلسطينيّ لإسرائيل، واقتراح تبادلٍ سكّانيّ من قبل ليفني، يشمل باقة الغربيّة، وبيت صفافا، وبرطعة وبيت إيل.

حضرت المهرجان حشودٌ كبيرة من المواطنين العرب في الدّاخل الفلسطينيّ، إضافة إلى شخصيّات سياسيّة وجماهيريّة، من بينهم عضوا الكنيست عن التجمّع جمال زحالقة، وحنين زعبي.

وقد تحدّث في المهرجان على التّوالي كلّ من: واصل طه، رئيس التّجمّع الوطني الدّيموقراطي، والشّيخ حمّاد أبو دعابس، رئيس الحركة الاسلاميّة الجنوبيّة، ورجا إغباريّة عن حركة أبناء البلد (أم الفحم)، وألقى محمد مواسي، سكرتير الحزب القومي العربي كلمة باسم عضو البرلمان طلب الصّانع، ومحمّد حسن كنعان، والشّيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الاسلاميّة – الشّقّ الشّمالي، وقد تولّى عرافة الحفل، السّيّد سميح أبو مخ، رئيس اللّجنة الشّعبيّة في باقة الغربيّة، والذي ألقى كلمةً باسم أهالي باقة.

هذا وتغيّبت عن المهرجان قوى وشخصيّات سياسيّة مؤيّدة للرّئيس محمود عبّاس، كانت قدد رفضت قبل أيّام التّوقيع على بيانٍ باسم لجنة المتابعة، يدعو للمحافظة على الثّوابت ورفض التّفريط بها، ويستنكر التّحدّث باسم أبناء الدّاخل الفلسطينيّ والتّفاوض حولهم دون الرّجوع إليهم وإلى قياداتهم.

واصل طهَ: هنيئًا للثّورة التونسيّة، ومصر عبد النّاصر يجب أن ترجع إلى الحظيرة العربيّة قائدة

كانت أولى الكلمات للسّيّد واصل طه، رئيس التّجمّع الوطنيّ الدّيموقراطيّ، الّذي وجّه تحيّة ثوريّة  للثّورة التونسيّة، والهبّة المصريّة،  قال: "إنّا نستمتعُ بالنسيم القادم من غرب الوطن العربيّ، ولا بدّ من كلمة من هنا في باقة، من هذا الاجتماع، الذي جاء ليؤكّد على الثوابت الوطنية القومية والفلسطينية، نقول للشّعب التونسيّ هنيئا بالثّورة التي أسقطت الديكتاتور بن علي، الذّي قال لشعبه بعد 23 عامًا من الاستبداد: الآن فهتمتكم."

وأضاف: "لقد رأينا في تونس، رأينا هبّة وطنيّة، رأينا صدق الانتماء، رأينا هبّة بعد الاهانات، والمعاناة التي عانتها شعوبنا وأبناء أمتنا، واليوم الرّياح بدأت في مصر، وصلت مصر، مصر الرّكن، العمدة، والاعتماد، وعندما يتحدّثون عن فراغ في المنطقة وتخوف من المدّ الايراني، والمدّ التركيّ، فلأنّ الدّور العربي تراجع، وحضور مصر الأساسي تراجع، والآن، بعد مدّة تزيد عن 30 عامًا، من الدّكتاتوريّة والخروج من المعسكر العربيّ، مصر يجب أن تعود إلى الحظيرة عربية قائدة، ونحن نأمل أن تكون هذه الانتفاضة سببًا في ذلك، أن ترجع مصر إلى عهد مصر عبد النّاصر، مصر القوميين، مصر الوطنيين."

طه: التّحالف الاسلاميّ الوطنيّ القوميّ لا بديل عنه في هذه المرحلة

هذا ودعا واصل طه إلى تحالفٍ قوميّ وطنيّ واسلاميّ في تونس، ومصر، وفي كلّ أنحاء الوطن العربيّ، وفي الدّاخل الفلسطينيّ، قال: " التّحالف الوطنيّ الاسلاميّ في هذه المرحلة لا بديل عنه، فنعم لهذا التّحالف ونعم لهذا التغيير.. هذا التغيير نأمل أن يكون بداية ربيع جديد للأمة، ربيعًا ديموقراطيًّا، ربيعًا يرعى شؤون الأمة ومصالحها."

وحول قضيّة اللاجئين وتفريط القيادات الفلسطينيّة بحقوقهم، وتعاملها مع ملفّهم خلال المفاوضات السريّة، قال طه إنّ "النكبة الفلسطينية التي بدأت عام 1948، ما زالت مستمرّة، ويدركها من يتتبع الأحداث وبتنبّه لها، هي مستمرّة بألوان وأشكال مختلفة، مرّة بالبطش بشعبنا، ومرّة أخرى بالمجازر، من كفر قاسم مرورّا بكل المجازر في الدّاخل، وفي بلدان الشّتات الفلسطينيّ، وغزّة، والضّفّة والقطاع، حتّى قبل عام 1967."


واصل طه - رئيس التّجمّع الوطني الدّيموقراطي

وأكّد طه أنّ الوطن الفلسطينيّ الذي احتلته العصابات الصهيونيّة وفرغت أهله منه، والأراضي الفلسطينيّ المحتلّة عام 1967، أكّد على أنّها "موجودة في قلوب كلّ الفلسطينيين رغم الاحتلال، وأنّ الاحتلال لم ولن يستطع انتزاع هذا الوطن من داخلنا، وإنّ حريّوة الشعب الفلسطيني واستقللهل هو حلمنا جميعا، رغم المحاولات التي تهدف حتّى لمنعنا من هذا الحلم وتشويه هذا الحلم، لدى أطفالنا، نساءنا، رجالنا شيوخنا."

طه: الأخطر من نشر الوثائق عبر الجزيرة، أن يقول بعض القياديين إنّها حلقات دردشة مع الاسرائيليين حول قضايانا المصيريّة

وحول الثّورة الفلسطينيّة التي انطلقت بعد النّكبة، وما يجب أن يتكون عليه تلك الثورة، قال طه: "الثورة الفلسطينية عندما انطلقت وضعت أهدافا، وضعت طموحات شعبنا في سلم الأولويات، وطرحوا دولة علمانيّة تعيش فيها كافّة الطّوائف بشكلٍ ديموقراطيّ، وبما فيهم اليهود، فنحن لا ننتقم، ولا نحقد ونرقى على ضحيّتنا، ولسنا عنصريين."

التحوّلات التي حدثت، والواقعية والبراغماتيّة المبالغ فيها التي اجتاحت القضيّة الفلسطينيّة ومشروع ثورتها، أدت إلى تغيير في البرنامج الوطنيّ الفلسطيني، وأدّت إلى تازلاتٍ كبيرة في حينها من أجل إقامة الدّولة الفلسطينيّة على أيّ جزء من الأرض الفلسطينيّة.

بدأت المفاوضات، وماذا أنتجت هذه المفاوضات بعد قرابة عقدين من الزمان؟ البعض يسميها حلقات دردشة، والبعض يسمّها تفريطًا وتنازلاً كبيرًا من الطرف الفلسطيني للطرف الاسرائيلي، وما جاء في الوثائق التي كشفت في الجزيرة من معلومات، بالنسبة لي على الأقل، غير جديدة، نشر قسم كبير منها خلال السنوات الفائتة والشهور الماضية، لكن الأخطر أن تقف قيادات تدافع عن هذه الوثائق التي كشفت، والأخطر أن يقول بعض القياديين إنها حلقات دردشة مع الاسرائيليين، إذا لماذا تسمّى مفاوضات، ألتدردشوا في قضايانا المصيريّة، ولماذا تفرز قيادات للمفاوضات، ولم أر قيادة في العالم تفرز قيادات خاصّة للمفاوضات سوى لدى قيادة الشعب الفلسطينيّ، فهنالك كبير المفاوضين، وهوم صاحب كتاب :الحياة مفاوضات، وهو يؤمن أنّ الحياة فعلاً هي مفاوضات، وأخذ وردّ."

طه: نرفض نهج "الحياة مفاوضات"

وانتقد طه نهج المفاوضات العبثيّة، والتّفاوض من أجل التفاوض ومن أجل التقديم التنازل بعض التنازل: "إنّ نهج "الحياة مفاوضات" يخدم من أراد ويريد، أن يحوّل المفاوضات إلى هدف، وحلقات دردشة يتنازل فيها الفلسطينيّون تنازلا بعد تنازل.. لقد صدق شامير في أنه سيماطل بالمفاوضات عشرين عاما، وأنا لا أعرف ثورة فاوضت 20 عاما، غير ثورتنا نحن الفلسطينيون بسبب قياداتنا المتنازلة.. ونحن إذ نحمّل فشل الوصول إلى أيّ تسوية وفشل المفاوضات، فللجانب الاسرائيليّ أساسا، لأنه منذ البداية وضع استراتيجية لإفشالها، من البداية يبني ويستعمر ويبطش ويقتل ويعلن الحرب هنا وهناك، على غزة وعلى لبنان وعلى الوطن العربي.. الأجندة الاسرائيليّة منذ البداية واضحة، تريد أن تفرض ما تريد، وما يخدم مصالحها، تارةً بالدبلوماسية وتارات بالعنجهية، والطرف الفلسطيني قد سوّف وماطل كثيرا حتّى أخذ قرار وقف المفاوضات طالما أنّ الاستيطان قائم، وهو موقف لا بأس به، لكن متأخر جدا."

طه: التّجمّع كان رافضًا دومًا لأوسلو ولكلّ مشاريع التّسوية ومحذّرًا منها

وعن طرح التجمّع الوطني الدّيموقراطي، أشار طه إلى أن التجمّع عارض أوسلو منذ البداية، وقام أصلا في ظروف توجه القيادات الفلسطينية نحو أوسلو والمسّ بالثوابت، قال: "ما تريده اسرائيل أنها وفي ظلّ الدبلوماسيّة، ومن خلال فرض الأمر الواقع، أن تحصل على ما تريد وتحقّق أهدافها، وهذا ما حذرنا منه نحن في التجمع الوطني الديموقراطي، وقلنا إن شعبنا الفلسطيني مقبل على مواقف لا يحسد عليها، كما قلنا عند الانساحب أحادي الجانب من غزّة، إنّهم سيحاصرون غزة بعد الانسحاب اعتبارها أرض عدوة، وإنّه وسيتم تعميق الاستطيان في الضفة الغربية، وهذا ما حصل، والآن يجب أن يعرف الجميع أنّ الاسرائلييين في استراتيجيّة التّفاوض الخاصّة بهم، ينطلقون من مبدأ: ما هو لي هو لي، وما هو لك، هو لي ولك."

طه: يجب أن تستند المفاوضات إلى مشروع المقاومة والثّوابت لكي لا تكون عائقًا، ويجب إعادة بناء منظّمة التّحرير لتشمل كلّ القوى الفلسطينيّة

طه: نعلن من باقة الغربيّة المستهدفة أنّه لا يحقّ لأحد طرح قضيّة التبادل السكّاني، وأن يعادل بيننا وبين المستوطنين

نوجّه نداءنا إلى إخوتنا الفلسطينيين، في فتح وحماس، نقول للأخوة في فتح، إنّ من يظنّ أنّ المقاومة هي عقبة في طريق الوصول إلى تسوية، فهو مخطئ، لأنّه ما من تسوية يمكن الوصول إليها بلا مقاومة، وكذلك نتوجه لإخوتنا الآخرين في الطرف الآخر، في حماس، نقول لهم إنّ المفاوضات ليست عقبة أمام مقاومة الاحتلال، طالما كانت متمسّكة بالثّوابت ومؤمنة بالمقاومة، وتؤمن بحقوق الشّعب الفلسطينيّ."

ودعا طه القيادات الفلسطينية في كلّ من فتح وحماس إلى الوحدة، وإعادة منظّمة التّحرير، كما حذّر من التّفريط بالثّوابت، وعبّر عن رفض الجماهير العربيّة في الدّاخل الفلسطينيّ لمساواتهم بالمستوطنين في أيّ مشروع، ومنها "التّبادل السّكّاني": "من هنا من باقة الغربية، ندعو شعبنا إلى الوحدة، إلى إنهاء الانقسامم، إلى إعادة بناء منظّمة التحرير الفلسطينية على قاعدة متينة، تشمل كافة الفصائل، وتشمل بناء مرجعية حقيقية لشعبنا ووطنا.. هذا هو مطلبنا.. وكذلك أريد أن أؤكد، على الثوابت التي لا يحق لأيّ كان التلاعب فيها، حق العودة في الميثاق الوطني في حينه اعتبر حقا جماعيّا وفرديا لا يجوز التصرف فيه ولا التلاعب فيه، ولا يستطيع لا هذا القائد ولا ذاك التفريط والتلاعب بهذا الحق، فهو ساكن في كل واحد منا."

وأضاف: "من باقة الغربية المستهدفة، نعلن أنّه لا يحقّ لأي طرف فلسطيني أو اسرائيليّ أن يطرح قضية التبادل ضمن معادلة مساواتنا مع المستوطنين، نحن هنا باقون، باقون في أرضنا، صمدنا وسنصمد، وأمام هبة الشعوب ستسقط كل المؤمرات."

محمود أبو دعابس: ليست القضيّة النّشر عبر الجزيرة، إنّما هي قضيّة أمّة، ونرفض أيّ إملاءاتٍ علينا

أمّا الشّيخ حمّاد دعابس، رئيس الحركة الاسلاميّة – الشّقّ الجنوبي، فقد حيّا الثورتين التونسيّة والمصريّة تحيّة إكبارٍ وإجلال، ودعا لهما بالخير والتّوفيق في ثورتهما على الدّكتاتوريّة والرّجعيّة.

القيادة الفلسلطينية ومن خلال ما طرحته الوثائق الجديدة، والتي تتضمّن معلومات جديدة قديمة حول تنازلاتها على طاولة المفاوضة، ردّت بأنّ هذا الكشف هو مؤامرة من فضائيّة الجزيرة، ونحن نقول إنها ليست مؤامرة لفضائية، ليس هذا المهمّ، إنما هي قضية أمّة وحراك أمة، أمة من أقصاها إلى أقصاها تأبى التفريط بذرة تراب من القدس والأقصى، وترى فيهما معقلاً ومعلمًا، حضارة وتاريخًا، ملكا لكلّ الأمة، وأنهما وقف اسلاميّ، لا يجوز لكائن من كان أن يتنازل فيهما ولو بمعشار ذرة، إنها حركة أمة، قررت وتقول صبحا ومساء: نرفض أن تملى علينا الاملاءات في ساعة ضعفنا أو تفككنا أو تشرذمنا."

دعابس: من لا يستطع تحمّل وزر القضيّة الفلسطينيّة والحفاظ على الثّوابت، فليفسح للأجيال القادمة

ودعا أبو دعابس القيادة الفسطينيّة إلى الاستقالة، طالما أنّها تعجز عن حسم الأمر مع الجانب الاسرائيليّ منذ عشرين عامًا، وعن حمل هموم الشّعب الفلسطينيّ وتمثيل تطلّعاته، قال: "إن من لا يستطيع تحمّل وزر القضيّة، ولم ينجح في تجقيق شيء، فإنّه يعذر، فليترك الميدان وليخلّي ذلك للأجيال القادمة، وهي فعلا قادمة، هي زاحفة، هي متحركة، نحو إحقاق الحق العربي والفلسطينيّ والاسلامي بهذه الأرض المقدسة."


محمو أبو دعابس - رئيس الحركة الاسلاميّة (الشق الجنوبي)

وحول قضيّة اللاجئين، أكد دعابس أنّ الفلسطيني الذي لم يهجّر من أرضه لا يمكنه أن يتنازل عن حقوقهم، فكيف من هجّلا، قال: "اللاجئون الفلسطينيون الذين دفعوا الثمن الباهظ، هجروا قسرا، تركوا المدن والقرى وتركوا الديار مرغمين، بعد أن قتل من قتل من الفلسطينيين، وأوذوا وعذبوا وهجروا، لا يجوز بجرة قلم أن يتازل أي قائد فلسطيني عن حقهم، لا يمكن أن يفرط بحق لاجئ واحد يريد العودة إلى وطنه.. ولو أجري استفتاء للاجئين الفلسطينيي جميعا في كافّة أماكن تواجدهم، لما تخلى منهم واحد، ولا فرط منهم واحد ولما تنازل عن حقّه بالعودة إلى وطنه، وأن نسمع عن 1000 و5000 و10000 لاجئ يعودون خلال عشر سنوات ليس إلى مسقط رأسهم، بل إلى الدولة الفلسطينية العتيدة المجزأة، فهذا الكلام غير مقبول على الفلسطينيّ الذي لم يهجر، فكيف يكون مقبولا على الذي هجر، كيف يكون مقبولا على الذي يمسك بمفتاح داره منذ أكثر من 60 عاما لا يفرط فيه."

دعابس: التّنسيق الأمنيّ عارٌ وفضيحةٌ وخزي، وعلى الفلسطينيين أن ينسّقوا لحماية أنفسهم في كلّ أجزاء الوطن

التنسيق الامنيّ واغتيال القيادات والتبجح باعتقال الآلاف، هذا عار وفضيحة وخزي، ولا يجوز لمسلم أو عربيّ أن يفرّط بدم أخيه العربيّ والمسلم، إرضاء للأجنبيّ مهما كان، وإن كان لا بدّ من تنسيق أمنيّ، فيجب أن يكون بين الفلسطينيين في أجزاء وطنهم ليحموا أنفسهم من المخططات الاسرائيليّة.. هل رأيتم يوما من الأيام قائدًا أمريكيّا أو أوروبيّا يفرّط بدم شعبه ليرضي شعبا آخر، ما علمنا ذلك ولا رأيناه، إلا في ملفات التنسيق الأمنيّ بين السلطة وإسرائيل."

دعابس: لا نقبل في الدّاخل الفلسطينيّ أن نكون جزءًا من صفقة ومن مزادٍ علنيّ

وحول ما كشفته الوثائق من حديث عن "تبادل السكان"، قال دعابس: "إنّ سياسة تبادل السّكّان، وإخراج المواطنين العرب في هذه البلاد من قراهم ومدنهم أمر خطير ومرفوض، ونحن لا نقبل في الداخل الفلسطينيّ أن نصبح  جزءًا من الصفقة، وجزءًا من المزاد العلنيّ بين تسيبي ليفني والمفاوض الفلسطينيّ أيًّا كان، هذا الأمر مستهجنٌ ومستغرب، غير مقبول لا على سمعنا أو عقلنا أو قلبنا، وغير مقبول سوى أن تكون ثوابتنا معروضة للبيع في مزاد المفاوضات."

رجا إغباريّة: سنبقى في أوطاننا، ولسنا ضدّ اليهود، إنّما نعارض السيادة الصهيونية بالقوة على أرض فلسطين

وتحدّث رئيس حركة أبناء البلد، رجا إغبارية، قائلا: "تحية للشعب التونسي الذي أطاح الرئيس زين العابدين بن غلي، وتحية للشعب المصري الذي يسعى إلى إطاحة الرئيس مبارك، ويجب أن أقول إننا نعيش في أوطاننا وفوق أراضينا، وسنحافظ على بقائنا فيها بكل الطرق والوسائل، ومن يحاول المس بوجودنا فسيندم، والأيام ستثبت ما أقوله، كما أننا لسنا ضد اليهود، إنما نعارض السيادة الصهيونية على فلسطين الذين يعتبروننا العدو الرئيسي له."


رجا إغباريّة - رئيس حركة أبناء البلد (أم الفحم)

الشّيخ رائد صلاح: لن يتوقّف طوفان الغضب العربيّ والاسلاميّ إلاّ برفع رايات الاستقلال في سماء القدس الشّريف

وكانت الكلمة الأخيرة للشّيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الاسلاميّة – الشّقّ الشّمالي، وافتتحها بتحيّة الشّعبين التّونسيّ والمصريّ، محذّرًا الحكّام العربي من طوفان الغضب العربيّ إن لم ينحازوا لشعوبهم: "إنّ طوفان الغضب الّذي تفجره الآن الأمّة الاسلامية والعربية، يؤكد للصديق والعدو، أن الأمة الاسلامية والعربية قد تمرض، ولكنها لن تموت، وقد تتعثر، ولكنها لن تستسلم، ولذلك نقولها ناصحين، من مهرجان الثوابت الفلسطينية بصوت عالٍ: أيها الحكام، المسلمون والعرب، إما أن تنحازوا فورا إلى آلام وآمال الشعوب المسلمة والعربية، وهموم وطموحات تلك الشعوب، وإلا فإن طوفان الغضب الذي تفجر لا محالة سيقتلع كل عروش الظالمين، هذا الذي ننتظره اليوم وغدا، ونؤكد مبشرين أن طوفان الغضب قد بدأ، ولن يتوقف طوفان الغضب الاسلامي العربي إلا برفع أعلام الاستقال في سماء القدس الشريف."

صلاح: قوّة وجودنا من قوّة وجود أرضنا، ولا يمكن لأحد أن يزعزع هذا الوجود

وأشار صلاح إلى أنّ قوّة وجود فلسطينيي الدّاخل في أرضهم يساوي وجود الأرض نفسها، وأنّه لا يمكن لأحد أن يقتلعهم من أرضهم مهما كان: "إن وجودنا في باقة الغربية، هو جزء لا يتجزأ من وجودنا في مدينة أم الفحم، الناصرة، عكا، حيفا، يافا، راهط، هكذا وجودنا، وهكذا تعريف وجودنا، ومن لم يعجبه تعريف وجودنا فليرحل عنا، هذه رسالتنا التي سنبقى نتبناها اليوم وغدا، وسنورثها لأولادنا وأحفادنا."

"إن وجودنا هنا لم يأت بعد أن هبطنا من كوكب إلى هذه الأرض، لا، إن وجودنا هو جزء من أرضنا، فكما أنه من المستحيل لأي ظالم أن يرحّلَ أرضنا، فإنه من المستحيل لأي ظالم أن يرحلنا عن أرضنا، لأن قوة وجودنا كقوة وجود أرضنا، ونقول لكل الظالمين، اعتبروا ممن سبقكم في الماضي، كم من ظالم حاول أن يرحلنا عن أرضنا؟ زال كل الظالمين وبقينا في أرضنا، وبقينا في بيوتنا، وبقينا في مقدساتنا وأنتم ايها الظاملون الاسرائيليون اليوم على اختلاف أسمائكم، ووظائفكم، ومناصبكم، ستزولون وسنبقى هنا في أرضنا، نردّد كما ردّدنا قبل سنوات، نردّد اليوم وفي المستقبل: إنا باقون ما بقي الزعتر والزيتون."

صلاح: نحن في الدّاخل الفلسطينيّ رؤيتنا واضحة تجاه حقّ العودة، ونحن الأمناء على حقوق اللاّجئين، وهذا دورنا.

"أؤكد لنفسي، في وقت يبدو أن هناك حاجة إلى أن نؤكد المؤكد، أؤكد في وقت يبدو أن هناك حاجة لثبيت الثوابت في ضمير كل واحد منا، وعقل كل واحد منا، وخطاب ودور كل واحد منا، على هذا الأساس أقول: من نحن؟ ما يميزنا؟ واعرفوا يا إخوتي بعض ما يميزنا؛ إن سئلتم من نحن، فأنا أنصح أن نتبنى، هذه الأصول من الجواب: نحن الأمناء على حق اللاجئين، ونحن الأمناء على حق العودة، نحن هنا المنزرعون في الجليل، والمثلث، والنقب، والكرمل، والمدن الساحلية، عكا، وحيفا، واللد، والرملة، نحن المحافظون على هذا الحق الثابت، حق اللاجئين وحق العودة، لذلك في هذه الأجواء المغبرة، والتي انتشر فيها الضباب المشوّش للرّؤية، نقول ورؤيتنا واضحة كلّ الوضوح، نقولها من مهرجان الثوابت: أيها اللائجون الفلسطينيون في كل مكان، نحن هنا بانتظاركم، بانتظار عودتكم، بانتظار حق العودة بإذن الله. هذا دورنا، هذا بعض دورنا حتى نلقى الله تعالى.. من سألنا من نحن، فنحن الأمناء على الحقّ الاسلامي العربيّ الفلسطيني في القدس المحتلة ومقدساتها الاسلاميّة والمسيحيّة، وفي مقّدمتها المسجد الأقصى المحتلّ.


الشّيخ رائد صلاح - رئيس الحركة الاسلاميّة (الشّقّ الشّمالي)

صلاح: الوجود الاسرائيليّ في القدس احتلاليّ وفاقدٌ للشّرعيّة، ودورنا الحفاظ على المقدّسات الاسلاميّة والمسيحيّة

وأكّد صلاح أنّ الوجود الاسرائيليّ في القدس هو وجودٌ احتلاليّ وباطل ولا شرعيّة له: "نقولها: يا إلى أهل كلّ الأرض على اختلاف لغاتهم، الوجود الاسرائيلي في القدس المحتلة باطل، وهو وجود احتلاليّ، ولن يكون في يوم من الأيام للوجود الاسرائيلي حق، ولو في حجر في القدس المحتلة، ولو في ذرة تراب من المسجد الأقصى. ما هو الحل العادل لقضية القدس المحتلة؟ لا يوجد غير حلّ واحد، وهو زوال الاحتلال الاسرائيلي، هذا الذي نؤكده للقاصي والدّاني."

صلاح: يجب إقامة انتخابات تشمل كلّ الفلسطينيين في كافّة أماكن تواجدهم لاختيار قيادتهم

ودعا صلاح الشّعوب العربيّة في دولها، إلى الدّفع نحو إجراء انتخابات عادلة ونزيهة، وأن تجرى انتخابات تشمل كل الفلسطينيين في العالم ليختار قيادته: "نحن في مرحلة، نتمنّى كشعب فلسطينيّ وندعو، أن يقوم كل شعب في العالم العربي وفي دولته، كل شعب مسلم في دولته، أن يقوم بأداء انتخابات نزيهة، عادلة، لاختيار قيادته، وأقولها لكل شعبنا الفلسطيني من أجل التّقدّم خطوة إلى الأمام: يجب أن يفتح الباب لكل فلسطيني في كل العالم، بغض النظر فوق أي أرض يعيش، وتحت أي سماء يعيش؛يجب الآن، أن تقوم انتخابات فلسطينية تشمل كل فلسطينيي العالم، لانتخاب قيادتهم التي ستقف في وجه التحدي الاسرائيلي والأمريكي، وهي المنتصرة بإذن الله."

عوض عبد الفتّاح لعرب 48: الهدف الأساسي من المهرجان تشكيل رأي عام فلسطيني للتصدّي لنهج التّفاوض الممتدّ للأبد، وتوحيد قوى الشّعب الفلسطينيّ الحيّة ضدّ التفريط بالثّوابت.

الهدف من هذا الاجتماع الشعبيّ، والّذي جاء تحت عنوان "الحفاظ على الثّوابت الوطنيّة الفلسطينيّة"، والذي يضمّ غالبيّة القوى الوطنيّة والاسلاميّة، هو من أجل توحيد الرّأي العام الفلسطيني، وخلق رأي عام فلسطينيّ يضغط على القيادة الفلسطينيّة، يردعها عن المضيّ في ملسلسل التّنازل، والوقوف في وجه نهج التّسوية والمفاوضات الممتدّ إلى الأبد، وفتح الطّريق أمام الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة والمرجعيّة الوطنيّة الموحّدة، نحن عرب الدّاخل، يأتي هذا الاجتماع في الدّاخل باعتبار أنّنا جزء من الشّعب الفلسطينيّ وقضيّتنا مطروحة على طاولة المفاوضات دون سؤالنا أو العودة إلينا، أو الأخذ برأينا رغم أن لنا قيادات وممثلين سياسيين."


عوض عبد الفتّاح - سكرتير التّجمّع الوطني الدّيموقراطي

وأضاف: " نحن نرى أنّه في ظلّ ميزان القوى الحاليّ المتخلخل لصالح إسرائيل، وفي ظلّ تهافت وتهالك القيادة الفلسطينية، نرى أنّه لا يمكن لهذه القيادة أن تكون مؤتمنة لا على قضيّة اللاجئين، والقدس والحدود فقط، وإنّما على أصغر قضايانا. ونحن نرفض أن نكون موضوع مساومة ومقايضة على طاولة مفاوضات متخلخلة.

وندعو في التجمع الوطني الدّيموقراطي، بصفتنا تيّارًا قوميّا وطنيّا في الدّاخل الفلسطينيّ، أبناء شعبنا وقواه الحيّة للتحرّك وإطلاق مبادرات جديدة وفعّالة لاستنهاض شعبنا، واستلهام التّجارب الثّوريّة في تونس ومصر، في مواجهة القهر والاحتلال والمشروع الكولونياليّ.


محمّد حسن كنعان


محمود مواسي


عضوة البرلمان حنين زعبي

 

التعليقات