جسر الزرقاء: عندما تنعدم مياه "مكوروت"، يلجأ الناس للبحر

لليوم التاسع على التوالي، وخلال شهر رمضان وأيام الحر، ما زالت شركة "مكوروت" للمياه تقوم بقطع الماء عن قرية جسر الزرقاء، بسبب الديون المتراكمة على المجلس المحلي، والمستحقة لها، الأمر الذي يجعل أهالي البلدة يقومون بشراء المياه المعدنية للشرب، والبعض يذهب إلى البحر في الصباح كي يغسل وجهه.

جسر الزرقاء: عندما تنعدم مياه

 قيسارية

لليوم التاسع على التوالي، وخلال شهر رمضان وأيام الحر، ما زالت شركة "مكوروت" للمياه تقوم بقطع الماء عن قرية جسر الزرقاء، بسبب الديون المتراكمة على المجلس المحلي، والمستحقة لها، الأمر الذي يجعل أهالي البلدة يقومون بشراء المياه المعدنية للشرب، والبعض يذهب إلى البحر في الصباح كي يغسل وجهه.

 المواطنون في جسر الزرقاء يعانون من انقطاع الماء منذ الساعة الثامنة صباحا وحتى الخامسة عصرا، مما يضطرهم لجلب الماء من البحر من أجل الاستخدام المنزلي، مثل الاستحمام وغسل الأواني.

وقد عبر العديد من المواطنين عن سخطهم جراء هذه المعاناة اليومية، خصوصا معاناة الأطفال في المدارس، إذ أصبح شراء المياه المعدنية يوميا تكلفة جديدة تثقل كاهل العائلة.

وحسب بعض المصادر، فإن ديون المجلس المحلي في قرية جسر الزرقاء لشركة "مكوروت"، قد وصلت إلى قرابة ستة ملايين شيكل، الأمر الذي جعل الأخيرة تقوم بقطع المياه عن جسر الزرقاء كل شهر تقريبا.

"معاناة حقيقية"

في حديث مع رئيس اللجنة الشعبية في جسر الزرقاء، سامي علي، حول الموضوع، قال: "تحولت قضية قطع المياه عنا إلى مسلسل يومي، فهذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها مثل ذلك، ولن تكون الأخيرة، المعاناة هنا حقيقية، خصوصا في شهر رمضان وفصل الصيف، ومع اقتراب عودة الطلاب إلى المدراس".

وأضاف علي "أن الديون الموجودة على المجلس المحلي، نتاج عملية تراكم منذ عدة سنوات، وبسبب عدم قيام المواطنين بدفع مستحقات المياه، فنسبة الذين يقومون بالدفع 30% فقط.. لكن السؤال هو ما ذنب هؤلاء الذين يدفعون لتنقطع عنهم المياه في إطار سياسة مكوروت للعقاب الجماعي، إنه أمر مرفوض".

وشدد علي على دور السلطة المحلية السلبي في الموضوع، إذ أنها كانت في الكثير من الأحيان تغض النظر عن الموضوع، ولا تقوم بترتيب عملية الجباية كما يجب، حتى أن أعضاءً من المجلس المحلي تم فصلهم مؤخرا لم يدفعوا مستحقات المياه التي عليهم.

وحول مطالب أهالي جسر الزرقاء، قال علي: "الماء يعتبر من الحاجيات الأساسية للإنسان، لا يجوز الاستمرار في سياسة العقاب الجماعي، يجب أن تعود المياه بشكل منتظم للقرية، وجدولة ديون المجلس بشكل منتظم، وتدخل وزارة الداخلية من أجل حل الموضوع، والقيام بحراك شعبي وجماهيري من أجل تحقيق هذه المطالب، فجسر الزرقاء تعاني من قضايا أخرى كثيرة، مثل الفقر والبطالة، يجب ضخ ميزانيات في مشاريع جديدة للقرية، وكسر حالة الاكتئاب وعدم الثقة التي تسود في القرية بين المواطن والمؤسسة".

 

 

جسر الزرقاء vs قيساريا

تعتبر قرية جسر الزرقاء من البلدات الفقيرة في البلاد، والتي تقع بجوار مدينة قيسارية، والتي تعتبر بدورها من أغنى البلدات في إسرائيل.

سكان جسر الزرقاء يعانون من وضع اقتصادي واجتماعي صعب للغاية، إذ تعاني البلدة من مسطح بناء ضيق، حيث لا مجالات تطويرية، ولا بنى تحتية ملائمة، وفقر وبطالة.

 تقع هذه القرية إلى جانب قيسارية، مدينة ميناء فلسطينية، سكنها قبل النكبة ما يقارب ألف فلسطيني، هجّرتهم عصابات "الهاغاناة".

وقيسارية اليوم لا يسكنها سوى أغنياء اليهود، وقد باتت مرتعًا للأغنياء أصحاب السفن الخاصة، ولاعبي "الغولف".. منطقة سياحية، الشق السكني فيها تملؤه العمارات الحديثة، لكل بيت حديقة، ومدخل خاص، وسيارة فخمة.

في نهاية عام 2002، استيقظ أهالي جسر الزرقاء على واقع جديد!

"الجيران" من قيسارية يقيمون جدارًا ترابيًّا يفصلهم عن جسر الزرقاء، وقد أقامت السور وموّلته شركة تطوير قيسارية، من دون ترخيص قانوني، ومن دون التنسيق مع مجلس جسر الزرقاء المحلي، ومن دون علم سكان القرية.

يمتد الجدار على طول 1.5 كيلومتر، وارتفاعه خمسة أمتار.. وقد عمد أهالي قيسارية إلى إكساب الجدار منظرًا طبيعيًّا، إذ زرعوا الورود والأشجار في تربته.

سامي علي

التعليقات