نسرين مصراتي.. الأميرة المقتولة

بعد الجريمة، زار عدد من أبناء الرملة، من بينهم الجمعيات النسوية، وشخصياتٍ اجتماعية عائلة المرحومة لتقديم العزاء، بمصرع ابنتهم، الجريمة التي خلفت ورائها مصابًا أليمًا، خاصةً أنّ العائلة، وبينهم الوالد الثاكل، يعرفون الحياة القاسية التي عاشتها ابنتهم المرحومة، حيثُ تعرضت للقتل والضرب، وتمّ عزلها وإقصائها عن طفليها لمدةِ عامٍ كامل، من قبل عائلة الزوج.

نسرين مصراتي.. الأميرة المقتولة

مشهدٌ مأساويّ تكرر بفارق 6 سنوات؛ ففي العام 2006 قَتَلت رصاصات الغدر أمل مصراتي (29 عامًا)، أمام طفليها (4 و8 سنوات) عند مدخل بيتها في مدينة الرملة، فلاحقت الرصاصات اختها نسرين (أميرة) مُصراتي (26 عامًا) وأمٌ لطفلين (4 و6 سنوات)، التي غادرت الرملة وحياتها المعنّفة القاسية لتحاول بناء حياة جديدة كريمة بعيدًا في قرية كفر ياسيف، وقتلت أيضًا يوم الاثنين الماضي، رصاصات المجرم أوقفت نبضها ويتّمت طفليها كم فعلت باختها وبنساء عربيات كثيرات سرق الإجرام المجتمعيّ منهنّ الحقّ في الحياة. والقاتل؟ ما زال حرًا طليًقا بفضل الجهود الجبارة للشرطة!

بعد الجريمة، زار عدد من أبناء الرملة، من بينهم الجمعيات النسوية، وشخصياتٍ اجتماعية عائلة المرحومة لتقديم العزاء، بمصرع ابنتهم، الجريمة التي خلفت ورائها مصابًا أليمًا، خاصةً أنّ العائلة، وبينهم الوالد الثاكل، يعرفون الحياة القاسية التي عاشتها ابنتهم المرحومة، حيثُ تعرضت للقتل والضرب، وتمّ عزلها وإقصائها عن طفليها لمدةِ عامٍ كامل، من قبل عائلة الزوج.

ووعدت العائلة بمشاركة الجمعيات النسوية في التظاهرة التي ستجري يوم الخميس القادم، في الرملة، حيثُ سيتم احضار توابيت رمزية، مع أسماءِ الضحايا مِن النساء اللواتي قتلن بدمٍ بارد.

بدورها، وكعادتها، تكتفي الشرطة في كُلِ مرة تحدثُ فيها جريمة بفرض الحواجز للبحث عن القتلة، لكنها في النهاية تُحيل الملف إلى وحدات أخرى، وفي مقتلِ نسرين، تمّ تحويل الملف إلى الوحدة المركزية للواء الساحل، لفحص أسباب الحادث، ولاستيفاء التحقيق مع أقارب عائلة المغدورة، علمًا أنها لم تعتقل أحدًا في هذه المرحلة، وأنّ زوج القتيلة يقضي حكمًا بالسجن.

سماح اغبارية: علينا أن نأتلف ضد الجريمة
وصرّحت العاملة الاجتماعية سماح سلايمة اغبارية، مديرة جمعية "نعم" في المركز ، لـ"عــ48ـرب" أنّ "هذه الجريمة تُشير إلى إهمال الشرطة ومراكز خدمات الرفاه الاجتماعي في تقديم المساعدة والحماية للنساء المعنفات، وعلى هؤلاء أن يتناولوا هذه الجريمة بعمقٍ ومسؤولية".

وأشارت اغبارية أنّ الشرطة قصرّت في معالجة مقتل أمل مصراتي في العام 2006، ولم تلقِ القبض على قاتلها أو مشتبهين بقتلها، ولو أنها أفلحت بالقيام بعملها على وجهٍ أفضل، لكانت منعت جريمة قتل نسرين (أميرة)، هذا الأسبوع".

وحول دور الشخصيات الاعتبارية قالت اغبارية: نحنُ بحاجة إلى دعمِ الجميع، وليس بشكلٍ نظري وإنما فعلي أيضًا.

وفي نفس الوقت أكدّت أنّ لرجال الدين موقفٌ ايجابي في قضايا قتل النساء، حيثُ استنكروا طوال الوقت هذه الجرائم، وطالبوا الرجال باحترام المرأة، كما جاءَ في الأديان السماوية، وقالت أيضًا: "رجال الدين طالبوا النساء المعنّفات بالتوجه للشرطة في حال العجز عن إيجاد بديل".

وترى اغبارية أنّ على الجمعيات التي تُكافِح الجرائم، أن تأتلِف مَع جميع الجهات الرافضة للجريمة، ومِن بينها رجال دين وشخصيات اعتبارية مِن أجل مصلحة المجتمع رجالاً ونساءً على حدٍ سواء".

التعليقات