في اختتام دورة حول «لم الشمل»: بسمة ما زالت تبتسم

ونتيجة لذلك أصبحت العلاقة بين بسمة وزوجها وأبنائها، علاقة إلكترونية شبه حقيقية من خلال البريد الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي غالبا والهاتف أحيانًا، غير أن هذه الفرحة المنقوصة لم يكتب لها الاحتلال أن تكتمل، فيقطع التيار الكهربائي عن قطاع غزة فتتقطع معه أوصال بسمة وزوجها المبعد.

في اختتام دورة حول «لم الشمل»: بسمة ما زالت تبتسم

اختتمت منظمة "شتيل"- فرع باقة الغربية، بالتعاون مع جمعية " أطباء لحقوق الإنسان"، يوم الاثنين 16.07.2012، دورة حول موضوع لمّ الشمل وقانون "المواطنة" العنصريّ. 

شملت الدورة 8 لقاءات إرشادية على مدار شهرين لأربع مجموعات من النساء المتضررات من قانون المواطنة، تضمّنت سلسلة من الفعاليات والمحاضرات حول قانون المواطنة، التأمين الصحي، التأمين الوطني، تجارب العمل الجماهيري، وورش توجيه مهني لتدعيم النساء وتحفيزهن على العمل على قضاياهن اليومية وقضية لم الشمل تحديدًا.

شارك في اللقاء الختامي، الذي رعته أكاديمية القاسمي، عدد كبير من النساء المشاركات في الدورة من أم الفحم، برطعة، باقة الغربية، جت وزيمر، إلى جانب مركزة المشروع هبة أمارة، والمستشار التنظيمي في "شتيل" عروة سويطات، وموجّهة المجموعات سمية شرقاوي، بالإضافة إلى عاملات اجتماعيات وممثلات عن مكاتب الخدمات الاجتماعية في المنطقة.

واستهل اللقاء الذي أقيم في قاعة المؤتمرات بالقاسمي، بكلمات ترحيبية وورش قدمها كلّ من مركزة المشروع هبة أمارة، والمستشار عروة سويطات، حول التخطيط المشاريع جماهيرية، وتحديد جماهير هدف والمبادرة لخطوات عملية في قضية لم الشمل لرفع القضية وتغيير أوضاع النساء والعائلات، وتضمّنت الورش تبادلا للتجارب من النساء أنفسهن إلى جانب القصص التي تعكس معاناة كبيرة بين شطري الوطن.

معاناة بسمة
وحول معاناتها قالت بسمة وشاحي وهي أم لثلاثة أبناء (بنتين وولد)، من أم الفحم إن قانون المواطنة حرمها العيش مع زوجها في قطاع غزة يوم تم ترحيله بأمر عسكري من ام الفحم عام 2008 بعد أن ارتبطا ببعضهما البعض قبل 14 عامًا.

وخلّفت الهجرة القسرية التي سببها قانون المواطنة العنصري عزلة حقيقية لبسمة وخلقت شعورًا بالوحدة في داخلها، شعورٌ ما زال يلاحقها لغياب الزوّج والأب والمعيل الذي لطالما تنتظر عودته .

ولم تقتصر لوعة بسمة بسبب غياب زوجها عليها فحسب، بل ما زالت قائمة بازدياد لدى أطفالها الذين كبروا دون أن يروا أباهم ويستنشقوا عبق حضنه الدافئ قبل أن يخطفه قانون المواطنة إلى قطاع غزة ، تحدّث الأم المكلومة.


عائلة "إلكترونية"؟!
ونتيجة لذلك أصبحت العلاقة بين بسمة وزوجها وأبنائها، علاقة إلكترونية شبه حقيقية من خلال البريد الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي غالبا والهاتف أحيانًا، غير أن هذه الفرحة المنقوصة لم يكتب لها الاحتلال أن تكتمل، فيقطع التيار الكهربائي عن قطاع غزة فتتقطع معه أوصال بسمة وزوجها المبعد.

وتقول بسمة إن انخراطها في دورات "شتيل" نمّى بداخلها شعورا بعدم الوحدة بعد أن زرعه قانون المواطنة بداخلها، فهي تشارك بلقاءات مع حقوقيين ومحامين تساعدها على التوجه لعناوين صحيحة من شأنها أن تساهم في حلّ معاناتها.

أثر الدورة
وتعتبر بسمة وجودها مع دورات "شتيل" أمر ضروري ساهم في دمجها بالحياة أكثر ودفعها للبحث عن من يمكنه أن يقف جانبها كمؤسسات التأمين الوطني والصحي وحتى الإعلام.

وتعاني بسمة من مشكلة الإسكان، فهي تعيش في بيت مستأجر في أم الفحم مع راتب الضمان الاجتماعي قدره 2300 شيكل مقسمة على الكهرباء والماء وأجرة المنزل ومصاريف الأسرة.

وعلى الرغم من ضنك العيش الذي تمر به بسمة، غير أن البسمة لا تفارق محيّاها والأمل ما زال يحدوها والعزيمة ما زالت تملئ قلبها لمواصلة مسيرتها النضالية التي تجابه خلالها قانونًا عنصريًا بامتياز يدعى "المواطنة" .

وجدير بالذكر ان نحو 25,000 طلب لم شمل لدى إسرائيل لعائلات فلسطينية مفصولة، تنتظر أن يلم شملها لتعيش كعائلة طبيعية تتمتع بكامل الحقوق والظروف المعيشيّة المناسبة.

التعليقات