أنطـوان شلحـت: المهمة الأبرز هي زيادة نسبة التصويت للأحزاب العربية الوطنية

واختتم شلحت حديثه بالقول: ثمـة مهمة ثالثة بارزة هي الوقوف في وجه الأحزاب الصهيونية وأذنابها وعدم قبول الانخراط في نشاط هذه الأحزاب على أنه "وجهة نظر"، وهذا الوقوف يجب ألا يعني الامتناع عن التصويت لهذه الأحزاب فقط، وهو أضعف الإيمان، وإنما أيضًا التصويت للأحزاب الوطنية، ومواجهة دعاة المقاطعة.

أنطـوان شلحـت: المهمة الأبرز هي زيادة نسبة التصويت للأحزاب العربية الوطنية

الباحث انطوان شلحت

فور إعلان رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو هذا الاسبوع عن تبكير موعد الانتخابات البرلمانية ال19 للكنيست الاسرائيلي سارعت الأحزاب السياسية في سباق مع الزمن لترتيب أوراقها، وهاجسها الأول حالة اللامبالاة من قبل الجمهور وعدم الاقبال على التصويت وكذلك دعوات المقاطعة التي تصدر عن البعض، وكذلك الحرب على الصوت العربي أمام الاحزاب الصهيونية.

وحول المهمات الماثلة أمام الأحزاب العربية الوطنية، قال الكاتب والمحلّل السياسي أنطون شلحت،  إن المهمة الأبرز هي زيادة نسبة التصويت للأحزاب العربية الوطنية كي تكون المعركة التي تخوضها ضد السياسة الإسرائيلية العامة الداخلية والخارجية مدججة بإجـمـاع كبير من القاعدة الشعبية، آخذين في الاعتبار أن تلك السياسة سائرة في اتجاه التصعيد في كل ما يتعلق بنهجها العدواني والتمييزي والإقصائي.

وأشار شلحت إلى أن زيادة نسبة التصويت للأحزاب العربية الوطنية  تقتضي:
أ- محاربة آفة اللامبالاة والتي تشف عن حالة يأس يمكن أن تصيب معركة شعبنا في الصميم، وأن تجعل شهية إسرائيل مفتوحة على المزيد من إجراءات الترجمة العملية لنهجها المذكور، فلا شك أن ممارسة هذا النهج السياسي يتأثر أولا ودائمًا بالعوامل المرتبطة بالتصدي له على المستويات كافة، فضلا عن تأثره بالطابع العام للمؤسسة السياسية الإسرائيلية، وبهوية القوى التي تسيطر عليها؛

ب- رفض المقاربة التي تدعو إلى مقاطعة الانتخابات البرلمانية. وفي هذا الشأن لا بُد من التشديد على أن المقاطعة لا يمكن أن تشكل هدفًا بحد ذاته بل هي وسيلة لتحقيق هدف قريب وغاية بعيدة، وبافتقار المقاطعة التي يروّج لها في حالتنا إلى هدف وغاية محددين تصبح ضربًا من العبث بمجمل المعركة الشريفة التي يخوضها شعبنا هنا دفاعًا عن أرضه ووجوده وحقوقه، وهي كلها عرضة لتهديدات كبيرة.

وتابع أعتقد أن مسألة التمثيل السياسي يجب أن تبقى غاية ماثلة أمام ناظرينا دائمًا، ولا يوجد أي داع يستلزم تأويلها بما لا قبل لها به، أو تحميلها أكثر مما تحتمل إلى أي ناحية كانت، وذلك من دون التعويل عليها فقط لمحاربة مبادرات تتعلق بهيئات التمثيل الوطنية. وليس خافيًا على أحد أن جزءًا مهمًا من معركتنا هنا مشتق، بطبيعة الحال، من معركة المواطنة، التي يجب ألا يختلف اثنان منّا على ضرورة خوضها بالوسائل المتاحة كلها. وبالتالي فإننا لا نملك "ترف" عدم تثمين، كي لا أقول الاستهانة، ما يتحقق من مكتسبات في مسارها الشديد التعقيد والكثير الإشكالية أحيانًا.

واردف شلحت: برأيي فإن أي إنسان عاقل لا يمكنه إغماض عينه أو الإشاحة بوجهه عما تنطوي عليه هذه المكتسبات من معنى يحيل إلى قدرة كامنة على صدّ الحملة الرسمية، التي تهدف إلى تضييق الخناق على الوجود العربي في هذا البلد، بما تشهده من تفاقم خطر للغاية في الآونة الأخيرة.

وحتى لو اختار البعض، لغاية في نفسه، التزام الصمت المطبق إزاء جوانب معينة من محصلة هذه الحملة، فلا بُدّ من المصارحة والقول إنه على الرغم من أن اشتداد أوزار هذه الحملة، على الأقل منذ تأليف حكومة بنيامين نتنياهو الثانية استمرارًا لما كان قبلها منذ العام 2000، يجعلها الأكثر مدعاة للوحدة ورصّ الصفوف وخوض المواجهة الشعبية، إلا إن ما يحدث في واقع الأمر لا يُعدّ ترجيحًا لصيرورة تصليب مواقف المجتمع العربي على أطيافه كافة.

واختتم شلحت حديثه بالقول: ثمـة مهمة ثالثة بارزة هي الوقوف في وجه الأحزاب الصهيونية وأذنابها وعدم قبول الانخراط في نشاط هذه الأحزاب على أنه "وجهة نظر"، وهذا الوقوف يجب ألا يعني الامتناع عن التصويت لهذه الأحزاب فقط، وهو أضعف الإيمان، وإنما أيضًا التصويت للأحزاب الوطنية، ومواجهة دعاة المقاطعة.

التعليقات