فوزي النمر: مسيرة نضالية

فوزي النمر من مواليد عكا عام 1938، اعتقل في 25-11-1969 لقيادته أول مجموعة فدائية في الأراضي المحتلة عام 48، "المجموعة 778". قامت هذه المجموعة بعدة عمليات مقاومة عسكرية، منها تفجير قطار يقل جنودا إسرائيليين، وتفجير ميناء "كيشون"، وتفجير خزانات البترول في حيفا وغيرها من العمليات. حكمت عليه المحكمة العسكرية الإسرائيلية في "اللد" بالسجن 21 مؤبدًا و15 عاما، وقد تنقل ما بين سجن عكا، والجلمة، والرملة، وفي داخل السجن كان فوزي قائدا يعمل لصالح الأسرى ويدافع عن حقوقهم.

فوزي النمر: مسيرة نضالية

خلال الجنازة الرمزية في عكا

أقيمت بعد ظهر يوم الجمعة في مسجد الجزار صلاة  الغائب على روح الراحل المناضل فوزي النمر وبعدها خرج المئات من سكان عكا والمنطقة بجنازة رمزية وقد لف النعش بالعلم الفلسطيني ورفعت الصور تخليدا لذكراه.

وقام الشيخ عباس زكور بإلقاء كلمة عن الفقيد في مقبرة النبي صالح بجانب شهداء فلسطين محمد جمجوم، فؤاد حجازي وعطا الزير. وفي النهاية تليت الفاتحة على روح الشهيد الذي قضى معظم حياته بين السجون الاسرائيلية والغربة بعيدا عن مسقط رأسه عكا ...وكان المناضل فوزي النمر قد التحق بصفوف الثورة الفلسطينية منذ بداياتها أواسط الستينات وشكل مجموعة فدائية في الداخل ضمت عددا من المقاومين وعرفت بالمجموعة-778-حيث نشطت المجموعة ونفذت عددًا من العمليات ضد أهداف إسرائيلية أزعجت المؤسسة الإسرائيلية التي قامت أجهزتها بتشكيل طواقم استخبارية، خاصة وبعد عمليات تعقب وتحقيقات شاملة وحثيثة اعتقلت فوزي النمر وباقي أفراد الخلية في أواخر العام 1969.

التقت شقيق المرحوم خالد النمر الذي يسكن قرية جديدة الذي استذكر أيام الشباب والملاحقة والإعتقال وفصول المعاناة التي لم تنته وقال: فوزي لن أتحدث عنه كأسطورة لكنه كان شهمًا كريمًا وشجاعًا وتمتع بحضور استثنائي، اعتقل فوزي في تاريخ 24-11-1969بمدينة نهاريا وكان ذلك في شهر رمضان وفي صباح 25-11اقتحمت أجهزة الأمن منزلنا في حارة الشيخ عبد الله حيث علمنا أن عكا القديمة كانت مطوقة بالكامل ،حيث قامت عمليا باعتقالنا أنا وأشقائي فوزي ومصطفى ومنصور وخالد، كما قامت باعتقال كل من رامز خليفة وفتح الله سقا وعبد حزبوز، واعتقلت محمد غريفات الذي كان يخدم في الجيش الإسرائيلي حيث اعتقلته كعضو منتظم بالخلية وحوكم على ذلك، وتابع "لقد حوكم أعضاء المجموعة بأحكام متفاوتة وصدر الحكم على فوزي النمر بالسجن المؤبد 16مرة و15 سنة إضافية، تحرر في العام 1983في صفقة تبادل بين اسرائيل ومنظمة التحرير، انتقل بعدها الى الجزائر، ومن بعدها الى تونس وبعد اتفاقيات اوسلو عاد في العام-1995 الى غزة حيث تولى  رئاسة لجنة التواصل بين فلسطينيي 67وفلسطينيي الداخل" سألناه اذا كان المرحوم قد زار مدينة عكا الذي أحبها منذ أن تم أسره وتحرره قال: وصل المرحوم فوزي النمر الى مدينة عكا في تاريخ 25-10-1995متحديا قرار المنع الإسرائيلي من دخول البلاد حيث تمكن من التجول في أزقة المدينة وشوارعها ورؤية أهلها، ‘لا أنه تم القاء القبض عليه في اليوم التالي بعد أن تم تطويق المدينة حيث تم اعتقاله لمدة يومين ومن ثم عرضه على المحكمة حيث اشترطوا الإفراج عنه بالتنازل عن الهوية الاسرائيلية، وهكذا تم  لاسيما وانه علم ان هذا الإجراء ليس له أي فعل بعد أن أخبره المحامي بأنه يستطيع استعادة الهوية مستقبلا استنادا لمنافذ قانونية-وأن سحب الهوية هو أمر غير قانوني-" كذلك اشترط الحاكم بأن أتعهد بأن اقوم بنقله انا بنفسي إلى غزة، وهكذا رافقني إلى منزلي في جديدة ومن بعدها قمت بمرافقته الى غزة" سألناه عن الوالدة قال: إنها بلغت من العمر 103سنوات وهي الآن متعبة وحزينة ولا أفضل الحديث معها وهي تسكن في الطابق الأول من المنزل مع شقيقي الذي يعاني إعاقة قاسية منذ الاعتقال والتعذيب".

كما سرد خالد النمر معاناة العائلة لاسيما الوالدة التي تنقلت من مكان الى مكان لإعالة أسرتها وكذلك ملاحقات الشرطة واستجوابها عشرات المرات، إلا أنها أم شجاعة وصابرة وتتمتع بصلابة نادرة" وعن آخر مكالمة مع شقيقه المرحوم قال متاثرًا، قبل وفاته بأربعة أو خمسة أسابيع، وعن آخر الكلمات التي نطقها المرحوم فوزي النمر "تحدث بآخر الكلمات بصعوبة وبأحرف متقطعة وقال لي "خذني خيا لعكا"...لكن خالد وأفراد العائلة قالوا إن العائلة وعكا بل الشعب الفلسطيني سيفخرون بفوزي وأمثاله وهذا ما لمسناه من طوابير المعزين، حيث لمسنا أنه ابن شعب بأسره، وليس ابنا لنا فقط، حيث ناضل وعانى الأمرين كما عانى أفراد الأسرة جميعا خصوصا الوالدة.

منير منصور يقول عنه: المناضل والأسير المحرر منير منصور واكب المرحلة، وكان عضوا مقاتلا في إحدى مجموعات المقاومة، عايش المرحوم فوزي النمر في السجون و قال عنه: ولد فوزي نمر وترعرع في أزقة عكا القديمه قبل حوالي 75 عاما متنقلا بين الميناء وساحة فرحي وساحة عبود، يلعب مع أصدقائه الأطفال، ومن حين لآخر يقفز في البحر ويسبح كما اعتاد العكيون على ذلك، وقد تميز فوزي عن اترابه الصغار بالقفز عن تلك الصخرة المرتفعة لثمانية أمتار,التي مثلت تحديُا لأطفال عكا.

كانت عائلته كثيرة الأولاد,مسحوقة لكنها مكافحة من أجل لقمة العيش,ولقد عمل والده بنقل الثلج على عربة يجرها الحصان, وكان فوزي يرافقه في ذلك ويساعده, اشتد عوده وكان قوي البنيان، الأمر الذي ساعده على جذب الشباب العكي حوله,مع تزامن اعتداءات من شباب عكا اليهود الزعران على عكا القديمه، كان فوزي ومجموعته يتصدون لهم، وفي كل مرة كانوا يطردونهم من عكا القديمه بعد اشباعهم ضربا.

كانت الحاله في الستينيات من القرن الماضي, تتميز بما بات يعرف بفترة(الجدعنه) وكان هو في صلبها تماما فجسده القوي  وشخصيته الجذابه، ساعداه بقيادة هذا العمل الإجتماعي الذي تمثل بحماية أهل عكا والتدخل بين الأهل لحل أي خلاف ينشب فيما بينهم". في العام 1967 وبعد احتلال مناطق ال1967وبداية التواصل بين شقي الشعب الفلسطيني خصوصًا مع الضفة الغربية  انضم فوزي النمر الى صفوف حركة فتح، بعد أن شكل مجموعة فدائية معه، ونفذت العديد من العمليات النوعية في تلك الفتره,أبرزها كانت عملية ضرب مصانع تكرير البترول في خليج حيفا, الأمر الذي استدعى أبوجهاد للاتصال به شخصيا والثناء على فعله". تم اعتقاله وكل المجموعه في أواخر العام 1969, وتم الحكم عليه ب 16 مؤبدا, وكان الحكم الأعلى في تلك الفتره, أمضى فوزي فترة اعتقاله كلها في سجن الرمله المركزي, وكان واحدًا من اولئك اللذين صاغوا دستور الحياة الاعتقالية للأسرى, وقام بتنظيم صفوف السجناء والدفاع عن حقوقهم.

في العام 1983 تحرر ضمن عملية التبادل  وذهب الى تونس وفي تلك الفترة لم يفارق أبو عمار وعاد معه الى غزه، وشكل لجنة التواصل التي اخذت على عاتقها، تنظيم وتنسيق العلاقه مع الداخل الفلسطيني". قبل عامين أصيب بمرض الباركنسون الذي نال منه في النهايه ولم يمهله طويلا".

__________________________________________________________________________________

قائد مجموعة «778»

فوزي النمر من مواليد عكا عام 1938، اعتقل في  25-11-1969 لقيادته أول مجموعة فدائية في الأراضي المحتلة عام 48، "المجموعة 778".

قامت هذه المجموعة بعدة عمليات مقاومة عسكرية، منها تفجير قطار يقل جنودا إسرائيليين، وتفجير ميناء "كيشون"، وتفجير خزانات البترول في حيفا وغيرها من العمليات.

حكمت عليه المحكمة العسكرية الإسرائيلية في "اللد" بالسجن 21 مؤبدًا و15 عاما، وقد تنقل ما بين سجن عكا، والجلمة، والرملة، وفي داخل السجن كان فوزي قائدا يعمل لصالح الأسرى ويدافع عن حقوقهم.

في سنة 1983 حُرّرَ فوزي النمر من معتقله في إطار صفقة تحرير أسرى، متجهًا إلى الجزائر، ومن ثم إلى تونس، وهناك تزوج من المناضلة الأسيرة الأولى فاطمة البرناوي، التي تحررت هي الأخرى من السجون الإسرائيلية من خلال عملية تبادل أسرى، بعد أن كان قد حكم عليها بالسجن المؤبد.

وتقديرا لتاريخ فوزي النمر النضالي ومجموعته، فقد أوكل إليه الرئيس الشهيد ياسر عرفات في حينه، مهمة رئاسة لجنة التواصل بين فلسطيني الداخل والشتات، والتي كان مقرها مكتب الرئيس في غزة.

لم تسمح سلطات الاحتلال لفوزي النمر من الإقامة أو حتى زيارة الأراضي المحتلة عام 1948 أو الضفة الغربية، حتى مفارقته الحياة في قطاع غزة المحاصر الذي رفض الفقيد مغادرته رغم حالته الصحية التي كانت تتطلب منه العلاج المستمر في الخارج.

كتب عنه الكاتب الفلسطيني الكبير توفيق فياض رواية تجربته النضالية بعنوان "قصة مجموعة عكا 1/778"، روى فيها تجربته النضالية وقصة العمليات الجريئة التي قام فيها داخل فلسطين التاريخية، والتي لم تعترف بها إسرائيل.

كان فوزي النمر يعاني من مرض "بركنسون" (الرعاش) وضمور في العضلات، أدى إلى إقعاده وعدم القدرة على الحركة، وقد أصيب في الفترة الأخيره بتقرحات في جسده، أدت إلى عدم قدرته على القيام بأي نوع من الحركة، وقد أدخل المستشفى عدة مرات بسبب انخفاض الضغط حيث فارق الحياة تاركا سجلا حافلا بالنضال.
 

التعليقات