من يُحرر كنيسة ام العمد من تعويض الصهيونية للنازية؟

بالنسبة لحداد الموضوع الآن يتعلق بكيفية تحرير هذه الكنيسة من أيدي المستوطنة "الأوقاف لا تباع والكنائس لا تُباع، أرض الكنيسة يجب أن تكون تابعة للمطرانية، أرسلنا للسفارة الألمانية توضيح حول الموضوع، كما توجهنا للمطرانية اللوثرية في القدس ونحن باتصال معهم زنطالبهم بتحرير الأوقاف، فالكنيسة من الداخل وضعها مزري، ولدينا خوف أن يذهب هذا المعلم التاريخي"، ويضيف "في شفاعمرو يوجد كنيس لليهود منذ اكثر من 150 عام عندما سكن بعض اليهود في شفاعمرو، وهو بحالة جيدة ونحافظ عليه، ومفتاح الكنيس مع شخص من شفاعمرو واي شخص يريد أن يزور الكنيس نفتحه له، فنحن نحافظ على مقدسات الغير".

من يُحرر كنيسة ام العمد من تعويض الصهيونية للنازية؟

الكنيسة داخل المستوطنة

قبل قرابة شهر وعن طريق الصدفة، يجد عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني الديمقراطي مراد حداد خلال تواجده في مستوطنة "ألوني آبا" المحاذية لأراضي مدينة شفاعمرو (ام العمد) كنيسة قديمة مهجورة، تُثير الكنيسة اهتمامه خصوصا وان على هذه الأراضي لا يوجد قرى فلسطينية مُهجرة من عام 1948، فكيف إذا توجد كنيسة داخل مستوطنة اسرائيلة؟!

ما أثار اهتمام حداد أكثر هو ازالة الصليب عن جرسية الكنيسة ووضع تمثال لديك مكانه، مما دفعه في البحث عن أصول الكنيسة والمكان، فقام بالكتابة عن هذه القضية على الفيسبوك وبدأ العديد من الأشخاص الاتصال به والاستفسار حول الموضوع اكثر.

وبحسب المعلومات الأولية  التي تم جمعها، سكن هذا المكان عام 1907 مجموعة ألمان يسمون أنفسهم الهيكليين يؤمنون أن المسيح لن يعود الا اذا سكنوا في أرض المسيح، هذه المجموعة قامت بشراء الأرض من عائلة التويني المتواجدة اليوم في لبنان، واقاموا مستوطنتين الاولى في ام العمد والثانية أسموها بيت لحم (المعروفة اليوم ببيت لحم الجليلية).

وفي عام 1917 دار خلاف بين هذه المجموعة ثم تحولوا الى لوثوريين وفي هذا العام تم بناء الكنيسة والبيوت المحاذية لها. المثير ايضا أن الحكم العثماني في البلاد آنذاك تعامل مع هذه المجموعة كمواطنين ألمان وليس كرعايا ضمن اتفاق بين الألمان والأرتاك يقضي بأن تتبع هذه المجموعة لقوانين الدولة الألمانية وعدم سريان القانون العثماني عليهم.

بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى وصعود النازية للحكم في ألمانيا، كان ولاء هذه المجموعة للنازيين، مما دفع العصابات الصهيونية التعامل معهم كدولة عدو وشنت هجمات عليهم، مما دفع البريطانيين ابنا الانتداب أن يبنوا غرفا خاصة لجنودهم للدفاع عن الألمان.

في عام 1948 تم طرد هذه المجموعة الى استراليا بعد رفض ألمانيا استقبالهم كونهم نازيين، وتم الاستيلاء على الكنيسة والبيوت كجزء من مخطط العصابات الصهيونية في احتلال فلسطين والاستيلاء عليها. وفي عام 1960 تم تعويض هذه المجموعة ماليا عن أملاكهم بحسب ادعاء سكرتير مستوطنة "ألوني آبا" الذي أخبر مراد حداد بذلك وهدده بعدم المجيء الى المستوطنة والا سوف يقدم شكوى ضده كغازي للمنطقة، كل ذلك بعد أن قام حداد بإثارة الموضوع في وسائل الاعلام وقدوم بعض الأشخاص الى المستوطنة لتفقد الكنيسة مثل القسيس فؤاد داغر الذي يتابع القضية من خلال الاتصال بالسفارة الألمانية في البلاد والاستفسار اكثر عن الأراضي وهذه المجموعة والكنيسة والتعويضات التي حصلت ما بين هذه المجموعة التي كانت تتبع للنازية وما بين الحركة الصهيونية.

بالنسبة لحداد الموضوع الآن يتعلق بكيفية تحرير هذه الكنيسة من أيدي المستوطنة "الأوقاف لا تباع والكنائس لا تُباع، أرض الكنيسة يجب أن تكون تابعة للمطرانية، أرسلنا للسفارة الألمانية توضيح حول الموضوع، كما توجهنا للمطرانية اللوثرية في القدس ونحن باتصال معهم زنطالبهم بتحرير الأوقاف، فالكنيسة من الداخل وضعها مزري، ولدينا خوف أن يذهب هذا المعلم التاريخي"، ويضيف "في شفاعمرو يوجد كنيس لليهود منذ اكثر من 150 عام عندما سكن بعض اليهود في شفاعمرو، وهو بحالة جيدة ونحافظ عليه، ومفتاح الكنيس مع شخص من شفاعمرو واي شخص يريد أن يزور الكنيس نفتحه له، فنحن نحافظ على مقدسات الغير".

ويؤكد حداد أن القضية ايضا الاعتداء على المقدسات من خلال ازالة الصليب من على جرسية الكنيسة ووضع تمثال لديك مكانه، مطالبا بتحرير الكنيسة وترميمها وفتحها امام الجمهور.

وستنشر صحيفة فصل المقال في العدد القادم مقال خاص حول الموضوع للكاتب الفلسطيني المغترب غسان الفوزي.

التعليقات