مفرق مَسْكَنة وليس مفرق جولاني.../د.محمد عقل

لا يزال العرب يسمون المفرق المؤدي من الناصرة إلى طبريا ومن بيسان والعفولة إلى صفد والجليل الأعلى بمفرق مسكنة، أما اسمه الرسمي في القاموس الإسرائيلي فهو مفرق "جولاني"

مفرق مَسْكَنة وليس مفرق جولاني.../د.محمد عقل

مفرق مسكنة اليوم

لا يزال العرب يسمون المفرق المؤدي من الناصرة إلى طبريا ومن بيسان والعفولة إلى صفد والجليل الأعلى بمفرق مسكنة، أما اسمه الرسمي في القاموس الإسرائيلي فهو مفرق "جولاني" على اسم لواء النخبة في الجيش الإسرائيلي الذي احتل المكان في عام 1948م. على مسافة حوالي 200 متر إلى الشرق من المفرق حيث يقوم، حالياً، متحف جولاني كانت تقوم خربة تابعة لقرية لوبيا المهجرة اسمها خربة مسكنة. عثر في الخربة على آثار تعود بتاريخها إلى العهدين الروماني والعربي الإسلامي.

تقول الرواية الشعبية التي كانت متداولة لدى أهل لوبيا إن الخربة سميت بهذا الاسم كونها مسكونة بالجن. يبدو أن هذا التفسير نشأ بعد هجرها. لا يزال اسم مسكنة شائعاً في بلاد الشام إذ في الجنوب الشرقي من حمص توجد قرية اسمها مسكنة، ومسكنة كذلك، بلدة ومركز ناحية تابع لمنطقة منبج في محافظة حلب، وقد كانت مدينة بالس الواقعة عند سد الفرات تسمى "أسكي مسكنة" أي مسكنة العتيقة أو القديمة. يبدو أن التسمية آرامية إذ في اللغة السريانية كلمة "مشكنو" تعني المسكن على اعتبارها أرضاً خصبة ووافرة المياه وبالتالي هي صالحة للسكن والاستقرار.

يعتقد بعض الباحثين أن مكان قرية مسكنة الفلسطينية كانت قرية صليبية اسمها مرسكليكيا. في عام 583ﻫ/1187م جرت في حطين معركة فاصلة في التاريخ بين الجيش الإسلامي بقيادة صلاح الدين الأيوبي وبين الجيش الصليبي. خلال القتال توافدت قوات خيالة من الفرنج من صفورية إلى مسكنة في طريقها نحو حطين. بعد المعركة حرر المسلمون القرية من براثن الفرنج إلى الأبد.

في بداية العهد العثماني كانت مسكنة قرية مستقلة عن قرية لوبيا حيث دفعت كل واحدة منهما ضرائب منفصلة. في دفتر مفصل لواء صفد المؤرخ في سنة 1005ﻫ/1596م وردت مقادير الضريبة المجبية من قرية مسكنة التابعة لناحية طبريا بالعملة المسماة بالآقجه (ثلث باره) موزعة على النحو التالي:
- عدد الخانات (عدد دافعي الضرائب المتزوجين): 47.
- عدد المجرد (عدد دافعي الضرائب من العزبان): واحد.
- نسبة الضريبة: 25%.
- مقادير الضريبة:
حنطة: 2600 آقجه.
شعير: 980 آقجه.
مال صيفي (سمسم..): 100 آقجه.
أشجار فاكهة: 225 آقجه.
رسم ماعز: 25 آقجه.
بادهوا: 100 آقجه.
يكون (مجموع الضريبة): 4030 آقجه.

بناء على ما ورد أعلاه يمكننا أن نستنتج أن عدد سكان القرية بلغ 236 نسمة. اعتمد هؤلاء على زراعة الحنطة والشعير والسمسم، وعلى زراعة أشجار الفاكهة وتربية القليل من الماعز. مقارنة بين مدخولات مسكنة ومدخولات لوبيا تبين أن قرية لوبيا كانت أكثر عدداً من حيث السكان حيث بلغ عدد سكانها 942 نسمة، وكانت أكثر غنى حيث بلغ مجموع ضرائبها 46700 آقجه، أي أكثر من عشرة أضعاف.

من الجدير بالذكر أن الأدبيات الفلسطينية لم تأت على ذكر قرية مسكنة ما يدل على خرابها بعد عام 1596م.
 

التعليقات