كلاب الشرطة الاسرائيلية تعرض أمام أطفال معاوية.. نحن نحبكم!!

ماذا يعني أن تعرض الكلاب الشرسة قواها أمام أطفالنا، ومن ثم يُقال لهم "نحن نحبكم"؟ أي رسالة تربوية تحمل هذه الفعالية؟ كان الأجدر اطلاق اسم "حُب في زمن الاحتلال" على الفعالية، فهم يحبوننا عندما نصفق لقواهم العسكرية وسيحبوننا أكثر عندما نكون جزءا من هذه الأجهزة "التي تحمينا" كما روجوا في الفعالية أمام الأطفال، كي نصبح عربا اسرائيليين جيدين.

كلاب الشرطة الاسرائيلية  تعرض أمام أطفال معاوية.. نحن نحبكم!!

كلاب الشرطة في مدرسة معاوية/ الصورة عن موقع "بلدتنا"

 تحت عنوان "فعاليات الشرطة والجمهور"، قامت مدرسة معاوية  الابتدائية  في فعالية لطلابها يوم الأحد 17/11/2013 باستقبال وحدات مختلفة من الشرطة منها، الشرطة الجماهيرية، وحدة الدوريات، شرطة المرور، وحدة الكلاب ووحدة الخيول، أقل ما يُقال عنها أنها عرض عسكري بإمتياز فاجأ العديد من أهالي معاوية الذين أرسلوا أبنائهم للتعليم ولم يكن في بالهم أن فعالية الشرطة والجمهور في اسرائيل ستستغلها الشرطة لأهداف اخرى، وليس لهدف "مكافحة العنف" كما ادعوا، بل لهدف قمع المظاهرات التي تنظمها الجماهير العربية وقمع المقاومة الشعبية في المناطق المحتلة في الضفة الغربية.

يكفي لنا ان ننظر الى الصور في هذه الفعالية، لنرى وحدة الخيل التي نعرفها جيدا والتي شاركت في قمع مظاهرات الاحتجاج على مخطط برافر مؤخرا، ووحدة الكلاب التي ما زالت صور هجومها على النساء الفلسطينيات ماثلة في أذهاننا، وصورة مركبة الشرطة الاسرائيلية المصفحة والمتعرضة لرشقات الحجارة بعد عودتها من "عملها" في اعتقال النشطاء الفلسطينيين المقاومين للإحتلال.

ماذا يعني أن تعرض الكلاب الشرسة قواها أمام أطفالنا، ومن ثم يُقال لهم "نحن نحبكم"؟ أي رسالة تربوية تحمل هذه الفعالية؟ كان  الأجدر اطلاق اسم "حُب في زمن الاحتلال" على الفعالية، فهم يحبوننا عندما نصفق لقواهم العسكرية وسيحبوننا أكثر عندما نكون جزءا من هذه الأجهزة "التي تحمينا" كما روجوا في الفعالية أمام الأطفال، كي نصبح عربا اسرائيليين جيدين.

المثير والسيء في نفس الوقت، هو قبول ادارة المدرسة لهذه الفعالية وشكلها، والأنكى من ذلك قيام مدير المدرسة بتقديم شهادات شكر وامتنان لأفراد الشرطة كما ورد في خبر  لموقع "بلدتنا" عن الفعالية حمل عشرات الصور، دون أي  علامة سؤال على شكل الفعالية الأمنية!

والمثير للاستغراب ايضا، غياب أي صوت احتجاجي في قرية قدمت شهيدا في مواجهات اكتوبر 2000، سوى بيان استنكاري لجمعية "إقرأ"، وبيان استنكاري للجنة الآباء في المدرسة الابتدائية بمعاوية قالت فيه أنهم لا يعملون بالفعالية ولم يُنسق معهم، مُستنكرين دخول وحدتي الخيول والكلاب البوليسية والاليات العسكرية الى حرم المدرسة مما ادى الى دب الرعب في نفوس قسم من الطلاب واستياء عارم في صفوف بعض الاهالي، الا أنه خلا من أي مطالب كاعتذار الإدارة في المدرسة على الأقل، فكما يبدو، تقع على عاتق لجنة الآباء مسؤولية كبيرة الآن وعمل كثير لغسل الصورة التي أدخلوها إلى مُخيلة الطلاب الأطفال، وتقديم رسالة تربوية حقيقية تقوم على قيم العدالة والحرية في حالتنا كفلسطينيين سكان البلاد الأصليين.

وكي تنجح لجنة الآباء في ذلك، على الأحزاب والحركات السياسية والقوى الأهلية أن تقوم هي أيضا بدورها، لتدارك ما حصل، خصوصا الحركات الشبابية، الا وتكرر هذا السيناريو في مدارس أخرى تحت مسميات مختلفة، لا يجوز أن نترك لهذه الفعالية أن تمر كحدث عابر في زحام ما نمر به من أحداث، كي لا تصبح مستقبلا هذه الفعاليات هي الزحام.

التعليقات