لن نرمي "رمية" ولن نتركها وحيدة

إلتقى المئات من أبناء شعبنا وخصوصًا من أبناء منطقة الجليل والقرى القريبة يوم الجمعة الماضي في قرية(رمية) المحاصرة بالبنايات الشاهقة التي يقطنها القادمون الجدد وغيرهم في حي كرمئيل الغربي، (رمية) التي تقام على أرضها الأبنية الشاهقة لتستوعب ما هب ودب من البشر ممنوعة على أصحابها.

 لن نرمي

الحاج أبو صالح سواعد

إلتقى المئات من أبناء شعبنا وخصوصًا من أبناء منطقة الجليل والقرى القريبة يوم الجمعة الماضي في قرية(رمية) المحاصرة بالبنايات الشاهقة التي يقطنها القادمون الجدد وغيرهم في حي كرمئيل الغربي، (رمية) التي تقام على أرضها الأبنية الشاهقة لتستوعب ما هب ودب من البشر ممنوعة على أصحابها.

الاجتماع  الجماهيري في رمية يوم الجمعة الماضي جاء بدعوة من لجنة المتابعة كخطوة احتجاجية على قرار المحكمة الذي منح أهالي رمية مهلة حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري للتوقيع على اتفاق إخلاء الحي، وهو الأمر الذي يرى فيه أهل رمية إجحافًا بحقهم، حيث أن الإتفاق المقترح لا يلبي حاجات العائلات في السكن، ولا يعوضهم عن خسارتهم في الأرض.

سبق المهرجان إقامة صلاة الجمعة على أرض رمية أمها الشيخ رائد صلاح.  ثم بدأ المهرجان الذي تولى عرافته ابراهيم شعبان أحد سكان كرمئيل وعضو في قائمة كيشت الانتخابية لبلدية كرمئيل(بدون تمثيل) وقد تحدث في الاجتماع السيد محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة،وصلاح سواعد ممثلا عن سكان رمية، والشابة وضحة سواعد من رمية،والناشطة اليهودية رئيسة قائمة (كيشت) من كرمئيل تينا دافيد.

كذلك حضر المهرجان عدد من أعضاء الكنيست العرب منهم د. باسل غطاس،ود جمال زحالقة ود احمد الطيبي ومحمد بركة ومسعود غنايم وحماد أبو دعابس ورئيس اللجنة القطرية للرؤساء مازن غنايم ورؤساء بلديات ومجالس حاليوم وسابقون وأعضاء كنيست سابقون. 

"فصل المقال" التقت الحاج أبو صالح –محمد صالح سواعد- الذي كان جالسًا أمام بيته الذي يعيش فيه منذ عشرات السنين والمبني من ألواح الزنك كبقية بيوت الحي.

يقول الحاج أبو صالح سواعد" أنا رجل قررت أن أبني مستقبل أبنائي وأحفادي هنا في رمية، أنا لم أشرب ولم أدخن في حياتي ولم أسافر الى أي بلد آخر في العالم وكثير من المدن الإسرائيلية لا أعرفها ولم أصلها، ووفرت قرشا على قرش وعملت في أرضي هذه التي أمامك  كي أعيش عيشا كريمًا أنا وأودلاي وأحفادي.

يقف أبو صالح قبالة الأحد عشر دونمًا من أرضه التي أقيم عليها المهرجان يوم الجمعة والتي أقيمت خيمة للتضامن على طرفها ويقول" أنظر الأرض لقد حرثت الأرض بعد المهرجان كي أزرعها، أنظر كم هي جميلة، لقد وضعت قلبي ودمي وعرقي فيها،إنها تعب وجهد عشرات السنين، إنها تعطيك إذا أعطيتها تضحك لك، أما إذا تركتها فهي تزعل منك وتقول هذا لا يريدني فلا تقدم لك شيئا".

أنا أعتني بأرضي ورضيت بالعيش في البراكية منذ ثلاثين عامًا، لكن أريد لأبنائي سكنًا محترمًا ولائقا غير البراكية، أريد أن يكون لهم بيوت  عصرية مثلما يحصل  اليهود القادمون من كل أرجاء الدنيا على بيوت ويسكنون قبالتنا وعلى أرض رمية. حتى رئيس بلدية كرمئيل عادي ألدار يسكن على أرض رمية،لا أعرف أي سبب منطقي يمنعنا من أن نقيم بيوتنا على أرضنا، سوى العنصرية ولأننا عرب.

ويضيف أبو صالح"إنهم لا يريدون حيًا عربيًا في كرمئيل، وكلما فتحنا فمنا مطالبين بحقوقنا قالوا لنا "بكره تطلبون إقامة جامع ومدرسة خاصة لكم".

قضية رمية ليست جديدة فمنذ أكثر من عشرين سنة تدور مباحثات ومحاكم بين دائرة أراضي إسرائيل وبين أهالي الرمية بهدف ترحليهم،من أرض آبائهم وأجدادهم  مقابل تعويض بخس عن الأرض التي يملكونها سواء كان ماليا أو أرضًا مقابل أرض.

دائرة أراضي إسرائيل تعرض عليهم أراضي بديلة أقل بكثير من حيث المساحة التي يملكونها، وتريد أن تمنحهم قسائم بناء في أمكنة متفرقة فلا يبقى الشقيق أو القريب في المنطقة نفسها بل قد يكون في طرف كرمئيل الآخر وذلك كي لا يكون هناك حي عربي، إضافة الى أن التعويض غير متكافئ، أما ثمن دونم الأرض فدائرة أراضي تقدره اليوم في أحسن الأحوال بخمسة عشر ألف شيكل (15000 شيكل)، وتحاول زرع خلافات بين الأهالي وتعرض عليهم التوقيع على اتفاقية حتى تاريخ محدد ومن لا يوقع فهو محروم أما من يوقع فتمنحه قسائم البناء الأمر الذي يثير الشكوك بين المواطنين والتخوفات من خسارة مضاعفة. 

أبو صالح يريد أن يضمن لكل واحد من أبنائه وأحفاده قسيمة للبناء مقابل الأرض التي يبلغ مساحتها أو ما تبقى منها 11 دونمًا.

ويقول" أنظر إلى العمارة قبالتنا لقد أقاموها على أربعة دونمات من أرض رمية  وفيها عشرات الشقق تباع كل واحدة منها بمليون و200 ألف شيكل.

يعيش ابو صالح هو وأبناؤه التسعة في الحي حول بعضهم البعض وله منهم أكثر من 25 حفيدًا،ويطمح بأن يحصل كل واحد منهم على قسيمة للبناء,أو أن يتركوا له أرضه وهو كما يقول لا يريد من دائرة أراضي كرمئيل شيئًا، فقط أن يتركوه بحاله.

هذا وعقد يوم الثلاثاء اجتماع في مجلس البعنة المحلي بحضور بعض النشطاء لمتابعة القضية ومنهم عباس تيتي رئيس مجلس البعنة، وممثلان عن سكان رمية، والمحامي سليم واكيم،ويوآف بار من حركة أبناء البلد وآخرون.

وقال عباس تيتي في حديث ل"فصل المقال" عن الخطوات النضالية القادمة"الخطوة القادمة هي مظاهرة أمام مكاتب دائرة أراضي إسرائيل الى جانب المتابعة القانونية، وقد توجهت إلى شلومو بوحبوط رئيس مركز السلطات المحلية عله يساعد بالضغط على عادي الدار رئيس بلدية كرمئيل، وأن يقوم هو بالعمل لأن عادي الدار يتحجج بأن الأمر ليس بيده".

سليم واكيم محامي عائلة أبو صالح وعائلات أخرى من رمية قال:  إنهم الآن يريدون توقيع هذه العائلات، ولكنها لن توقع ، والمهلة للتوقيع هي حتى تاريخ 28 الشهر الجاري،حتى من سبق ووقع من أهل رمية فهو لا يريد الإلتزام لأن الاتفاق السابق لم ينفذ ونشأت تطورات جديدة فقد ولد أطفال جدد خلال السنين الأخيرة وهؤلاء لهم حق بالقسائم وسوف نصرّ على المطالبة بها.

ويضيف سليم واكيم "اليوم( الثلاثاء) بعثوا لي من تذكيرًا من قبل المستشار القضائي ينصح بالتوقيع على الاتقافية قبل نهاية الموعد 28-12 وأعتبر هذا نوعًا من التهديد والابتزاز.

الآن نحن نعمل على ثلاثة مسارات أولا تثبيت أهل رمية في مكانهم إما نقلهم إلى مكان قريب من رمية بحيث تبقى المجموعة السكانية مع بعضها البعض وأن يحصلوا على قسائم كافية لعدد السكان في رمية وهم الآن 44 عائلة وهي 160 نفرًا. الرسالة التي وصلت من نيابة الدولة تخبرنا بضرورة التوقيع على الاتفاقية التي نرفضها لأنها لا تلبي حاجات أهل رمية وإلا سوف يتعاملون مع القضية بشكل مختلف.

وفي حديث مع صلاح محمد سواعد الذي حضر الاجتماع في البعنة وهو ابن الحاج محمد صالح سواعد قال" نحن نعاني معاناة كبيرة على الأرض التي ولدت فيها أنا ووالدي وجدي ، لقد تمكنا من الحصول على الماء ولكنهم يحرموننا من الكهرباء لأنهم يقولون إذا حصلنا على كهرباء فهذا اعتراف لنا بوجودنا في الحي. نحن لا ندفع أرنونا لأنه لا يوجد أي خدمات، الآن منحونا مهلة لإخلاء جميع الحيوانات  (الحلال)،علينا إخلاءها حتى شهر آذار، وهم يسجلون مخالفات على (الحلال) بحجة أنه ممنوع تربيتها في الحي.

ويضيف صلاح سواعد"  نحن عندنا متابعة قانونية ممتازة، ويوجد تخطيط بديل بتاعاون مع النائب حنا سويد وبمبادرة من رئيسة حزب (كيشت العربي اليهودي في كرمئيل ) والذي ترئسه دينا دافيد لتخطيط رمية كحي أخضر ليكون مقدمة لتعايش سلمي بين العرب واليهود.
وعن العلاقة مع اليهود الذين يحيطون بالحي قال" يوجد تضامن قليل جدا، الأكثرية يظنون أو هكذا قالوا لهم بأننا نحن الذين نعتدي على أرض الدولة".

وقال"الاجتماع في رمية يوم الجمعة كان ناجحًا أحسسنا باهتمام بلدية كرمئيل من بعده وكذلك اهتمام كثير من السكان، فبعد أن أغلقوا البيوت على أنفسهم يوم الجمعة بسبب مهرجان رمية صاروا يتساءلون ما الذي يجري ويريدون معرفة القصة. 

لقد أنزلنا نشرات في الصحف العبرية كي نعلم اليهود من سكان المدينة بقضيتنا. بالنسبة للمسيرة التي ألغيت من البلدية الى حي رمية قبل مهرجان رمية قال" لم يكن قرار كان هناك اقتراح لمسيرة، نحن طلبنا من لجنة المتابعة إلغاء المسيرة لأننا لا نريد مشاكل، خشينا أن يكون هناك خروج عن هدف المسيرة وأن نخطئ الهدف من العملية كلها".

النائب باسل غطاس الذي التقيناه في المهجران قال: لم يكن قرار من قبل المتابعة بمسيرة من البلدية الى رمية ،خصوصا أن البلدية مغلقة يوم الجمعة، كذلك نحن نتعامل مع الموضوع بحساسية آخذين بعين الاعتبار ظروف أهل رمية". 

تستمر النشاطات وستقام صلاة يوم الجمعة( اليوم)في رمية، وبعدها في الثالثة يوجد مهرّج للأولاد،وفي الخامسة سيكون لقاء في الخيمة يحضور الشيخ المناضل صياح الطوري من العراقيب وذلك في الساعة الخامسة من مساء الجمعة( اليوم).
  
 

التعليقات