"إم ترتسو" الصهيونية تحرض على عبد الفتاح والتجمع في محاولة لإشعال نار الفتنة الطائفية

* نشطاء "إم ترتسو" دخلوا إلى محاضرة عبد الفتاح في جامعة تل أبيب وحرفوا ما قال *اتهام عبد الفتاح بالتحريض ضد العرب الدروز *الشيخ علي معدي: أخي عوض من الشخصيات الوطنية وما نُشر عار عن الصحة * د. مسعود حمدان: هنالك هجمة سلطوية لتفتيتنا

الصورة عن موقع "ميدا"

في السابع من هذا الشهر (كانون ثاني/يناير) قدّم أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي، عوض عبد الفتاح، محاضرة بعنوان "مقاومة التهويد والاستيطان، ودور الشباب في النضال" في جامعة تل أبيب بدعوة من فرع التجمع الطلابي هناك. استعرض عبد الفتاح تاريخ وجذور نظام القهر والتشريد والتمييز العنصري ضد الفلسطينيين بشكل عام، والفلسطينيين في إسرائيل بشكل خاص، وكذلك لمسيرة النضال الشعبي الآخذة في التطور. وتعرض في سياق المحاضرة التي استغرقت ساعة ونصف إلى إستراتيجيات السيطرة التي اعتمدتها إسرائيل ضد فلسطينيي الـ48 حاملي المواطنة الإسرائيلية، ومنها إستراتيجية التفرقة وتمزيق النسيج الاجتماعي، وفصل أقليات دينية (مذهبية) عربية عن بقية أبناء الشعب. وقدم وضع أبناء الطائفة العربية الدرزية وواقع القهر الذي تعيشه دليلاً على هذه الإستراتيجية. هذا إضافة محاولة تجنيد المسيحيين العرب.

بعد أيام قليلة، نشر تقرير موسع في موقع (ميداه)، التابع لحركة "إم ترتسو" الصهيونية اليمينية التي ترصد نشاط المناهضين للاحتلال والنهب يستعرض فيه الكاتب معظم ما جاء في المحاضرة، عبر بتر كثير من الجمل والأفكار عن سياقها، وبنغمة تحريضية سافرة. فكاتب التقرير، الذي تفاخر هو وزميل له بقدرته على التسلل إلى قاعة المحاضر واصفًا إياها بساحة العدو ( طبعًا العربي) وتسجيل معظم ما جاء على لسان عبد الفتاح، يستهزئ بالرواية الفلسطينية وكذلك بوصفه الدروز فلسطينيين وأنهم يخضعون لنفس نظام القهر. ناهيك عن كتابته جملاً يدعي فيها أن عبد الفتاح "تحدث عن محو إسرائيل بشكل غير مباشر". كما ادعى أن عبد الفتاح هاجم الدروز والمسيحيين!!

وبعد أيام قليلة، يقوم موقع آخر يصدر باللغة العبرية "بورتال هكرمل" (وعلى ما يبدو تصدره مجموعة من الدروز الصهاينة) بنشر مقابلة مع زميل كاتب التقرير وهو منسق حركة "إم ترتسو" الصهيونية في الطائفة الدرزية. ولكن أيضًا عبر دسّ المزيد من السم والروح التحريضية على أمين عام التجمع من خلال مضمون التقرير ومن خلال العنوان الذي وضع له. ألا وهو: "أمين عام التجمع يقول عن الدروز أنهم أغبياء". ويبدأ تقريره بمقدمة، في محاضرة في جامعة تل أبيب أمام الطلاب العرب: "حزب التجمع، عوض عبد الفتاح، يشن هجومًا على الدروز والمسيحيين، وعلى ما يبدو أن الأيديولوجية الإسلامية اخترقت العمود الفقري لدولة إسرائيل".

ويقوم الموقع، الذي على ما يبدو أن وراءه جهات "شاباكية" معنية بدق الأسافين بين أبناء الشعب الواحد، بنشر تعليق لرئيس الائتلاف الحاكم، يريف ليفين، الذي يُصرح بأنه يجب اعتماد إجراءات قاسية ضد المحرضين، مشيرًا إلى أمين عام التجمع وزملائه. وبعدها يفتح الموقع المجال واسعًا وبشكل غير مسؤول لأعضاء كنيست دروز حاليين وسابقين من أحزاب يمينية متطرفة لكتابة تعليقات بل مقالات مطولة تظهر الأمر وكأن هناك حربا يشنها أمين حزب التجمع وقادة عرب آخرون على الطائفة الدرزية. وفي معرض ردودهم يستميتون في الدفاع عن انتمائهم وإخلاصهم لدولة إسرائيل ولجيش الاحتلال الإسرائيلي، واستعداهم الدائم للخدمة في هذا الجيش. هذا ناهيك عن فيض من تعليقات كتبها آخرون زاخرة بالشتائم والكلام البذيء وبالتهديدات.

فهل يعتقد المحرضون أن غالبية جمهورنا تصدق أن أمين عام حزب قومي، يضم في صفوفه أعضاءً وأنصارًا من جميع طوائف شعبنا، حزب سهّل على مئات المشايخ الدروز زيارة ذويهم في سوريا، يمكن أن يتفوّه بكلام من هذا النوع؟

عوض عبد الفتاح: محاولة بائسة ورخيصة تهدف إلى تحريض هذا الجزء من شعبنا على حزب التجمع وقياداته

بدوره أكد أمين عام حزب التجمع عوض عبد الفتاح، في بيان صادر عن مكتبه، أنه يتمسك بما قاله في المحاضرة، وبكل كلمة وعبارة قالها بخصوص تشخيصه لسياسات التهويد والاستيطان وسياسات السيطرة المعتمدة من إسرائيل تجاه عرب الداخل على مختلف طوائفهم.

ثانيًا: يُدين ما قام به الموقعان الألكترونيان؛ "ميداه" و"بورتال هكرمل"، من تحريض وتشويه خطير للكثير مما قال الأستاذ عوض عبد الفتاح، ويطالبهم بالاعتذار فورًا.

ثالثًا: إن العنوان البائس والتحريضي الذي اختاره موقع "بورتال هكرمل" والذي ينسب لعبد الفتاح القول "إن الدروز أغبياء" هو كلام مدسوس ومشبوه، قُصد منه خدمة أغراض دنيئة تهدف إلى تعميق التفرقة بين أبناء الشعب الواحد، وهي سياسة نراها تتجدد حاليًا بهدف الالتفاف على الغضب الشعبي المتزايد، وعلى الوعي الوطني المتنامي بين جماهير شعبنا. كما يهدف إلى ضرب مكانة ودور حزب التجمع النشط داخل الطائفة العربية الدرزية.

وجاء في البيان أيضًا: أن عبد الفتاح وحزب التجمع يقومان بدور هام بين أبناء الطائفة العربية الدرزية، باعتبارهم جزءا من شعبنا الخاضع لواقع الاضطهاد والسلب والحصار وتشويه الهوية. وما قاله في المحاضرة ينسجم مع الرواية الفلسطينية وواقع الطائفة. إن تصوير محاضرة عبد الفتاح على أنها كانت هجومًا على الدروز هو محاولة بائسة ورخيصة تهدف إلى تحريض هذا الجزء من شعبنا على حزب التجمع وقياداته، وهو هدف سلطوي مستمر بوسائل مختلفة. لقد كانت المحاضرة هجومًا على السياسات الإسرائيلية العدوانية وانتصارًا لقضية المواطنين العرب الذين هم ضحية هذه السياسات، وإن العرب الدروز هم أيضًا مثل بقية المواطنين العرب ضحية سياسة المصادرة ونهب أراضيهم وتدمير اقتصادهم الزراعي رغم فرض التجنيد عليهم. وكل ذلك يأتي ضمن مخطط لقطع جذورهم التاريخية والثقافية والحضارية عن بقية الشعب الفلسطيني والأمة العربية. وبالتالي إضعاف إمكانية مقاومتهم لهذه السياسة.

ويعترف كاتب التقرير، ليف سولودكين، بأن عبد الفتاح، (طبعًا باستهزاء)، طلب من الطلاب إظهار المزيد من التضامن والوقوف إلى جانب الطائفة الدرزية والمناضلين الرافضين للتجنيد. فهذا المحرض الصهيوني تشرب على الرواية الصهيونية الكاذبة بأن الدروز ليسوا عربًا. ويعتبر دعوة الطلاب الوقوف إلى جانبي قضيتهم (قضيتنا) تحريضًا على الدولة.

أخيرًا يؤكد البيان على رفض وإدانة ومجابهة كل أشكال التحريض التي تصدر على المؤسسة الرسمية أو منظمات يمينية متطرفة أو من يقف في صف هذه الجهات ضد مصلحة شعبه. ويطالب موقع الكرمل بإنزال المادة التحريضية، التقسيمية، المنشورة فورًا.

د. مسعود حمدان: هنالك هجمة شرسة علينا

وفي حديث لصحيفة فصل المقال مع المحاضر د.مسعود حمدان رئيس كلية المسرح في جامعة حيفا قال: "واضح أن هناك تشويها لما قاله الأخ عوض عبد الفتاح، والتشويه من عدة مصادر مثل "إم ترتسو" ومن المراسل والموقع نفسه وصاحب الموقع. هنالك فجوة كبيرة بين ما يدعونه، وبين ما قاله عبد الفتاح في الحقيقة".

وأضاف حمدان "القضية الأساسية تبقى أن هناك هجمة شرسة من قبل رئيس الائتلاف الحكومي، وبعد استهلاك مصطلح "عرب إسرائيل" تصبح تعريفات الفلسطينيين في الداخل "مسلمين ومسيحيين ودروز وبدو وشركس".

وأشار حمدان إلى محاولات تفتيت المجتمع من خلال استهداف العرب المسيحيين على غرار ما حصل للعرب الدروز، معتبرا أنه من الوقاحة أن يبدأ بالتعريف بالمسيحيين على أنهم ليسوا عربًا من قبل يريف لفين. واختتم حمدان بالقول أن الجماهير العربية لديها المسؤولية الكافية للتصدي لهذه المخططات العنصرية.

الشيخ علي معدي: كل ما قيل عن عبد الفتاح كلام عار عن الصحة

وفي حديث لفصل المقال مع الشيخ علي معدي – رئيس لجنة التواصل الدرزية عرب48 – قال: "أخونا عوض عبد الفتاح يعتبر من الشخصيات الوطنية والنضالية، وعلى الصعيد الإنساني والاجتماعي له مواقف يعترف بها القاصي والداني. أما بخصوص ما نُشر على لسانه في موقع "بورتال هكرمل" عن الطائفة الدرزية عن لسان نشطاء "إم ترتسو" فهو غير صحيح ومحرف، بالعكس، فأنا شاهدت الفيديو الذي وضعوه ولم أر في كلامه أي مس بالطائفة العربية الدرزية بل تضامن ومساندة لقضيتهم، وكل ما ذكر على لسان النشطاء عار عن الصحة".

وأضاف معدي "نأسف لهذا المستوى الذي وصلت اليه الصحافة اليوم في عدم المهنية والمصداقية في نقل الأخبار، وأرى في هذا التصرف تصرفا مقصودا لإذكاء نار الطائفية وسياسة فرق تسد البغيضة التي اتبعتها المؤسسة الإسرائيلية منذ بداية تأسيس الدولة حتى اليوم تجاهنا كعرب".

واختتم معدي بالقول "إننا نشد على أيدي عوض عبد الفتاح، ونقول له يا جبل ما يهزك ريح".

التحريض ضد التجمع وقياداته

تجدر الإشارة إلى أن الملاحقة والتحريض ضد التجمع الوطني الديمقراطي وقياداته ونشطائه ليست بالأمر الجديد، وإنما بدأت منذ الإعلان عن تأسيس التجمع في أواسط التسعينيات.

ومن اللافت أن هذا التحريض ضد أمين عام التجمع ليس يتيما، وإنما يأخذ وتيرة تصاعدية في الآونة الأخيرة، بعضه مرتبط بتصاعد الحراك الشبابي في الشهور الأخيرة ضد مخطط برافر الاقتلاعي.

وكان الوزير السابق بيني بيغن، في كلمة أمام لجنة الداخلية البرلمانية، مطلع الشهر الماضي كانون الأول/ديسمبر، قد اتهم التجمع الوطني الديمقراطي وقيادته بتنظيم يوم الغضب وحشد الجماهير العربية للمشاركة في النشاطات المناهضة لمخطط برافر الاقتلاعي.

وخلال تحريضه على التجمع وقياداته، اقتبس بيغن مقتطفات من مقال لأمين عام التجمع عوض عبد الفتاح استعرض فيه أهمية التصدي لمخطط برافر- بيغن، ودعا فيه الشباب إلى المشاركة والحشد من أجل انجاح المظاهرات ضد المخطط.

وليف سولودكين، كاتب المقال التحريضي، ليس بعيدا عن المؤسسة الإسرائيلية، فهو ابن عضو الكنيست سابقا مارينا سولودكين، التي ترشحت عدة مرات عن عدة كتل منها "يسرائيل بعلياه" و"الليكود" و"كاديما".

_____________________________________________________________________________

الطالب وسيم حجو كان حاضرا

في الاسبوع الماضي في التاريخ 07.01.2014 نظمنا فعاليه باسم التجمع الطلابي الديمقراطي بجامعة تل ابيب حول موضوع "دور فلسطيني الداخل والحراك الشبابي في مقاومة التهويد والاستيطان". المحاضره قدمها السيد عوض عبد الفتاح - الأمين العالم لحزب التجمع وتواجد عشرات الطلاب واستمعو للمحاضره فيها تطرق عوض والطلاب لعدة مواضيع منها السياسات العنصريه في دولة إسرائيل، التشابه بينها وبين الأبرتهايد الجنوب افريقي ودورنا كفلسطينيين في مقاومة هذه السياسات.

في احد المواضيع تطرق السيد عوض الى موضوع تجنيد العرب للجيش الاسرائيلي وبالأخص الدروز العرب الذي نرى فيهم قسم لا يتجزء من الشعب العربي والفلسطيني. في كلام السيد عوض وبموافقه من الجمهور رأينا في العرب الدروز ضحيه لدولة اسرائيل لأنه جبروا على التجنيد وعلى محاربة العرب مع ان هويتهم القومية هي عربية وتطرقنا لوضعهم في القىه الدرزية الّتي لا يتفوق على وضع القرى العربية السيء نسبتًا لوضع البلاد اليهوديه في البلاد. عندما اتينا الى القاعة لنحضّرها قبل المظاهره تفاجئنا في لقاء عضوين من "إم تيرتسو" - المجموعة الصهيونية اليمينية المطترفة التي نراها عادةً في المظاهرات عندما يشتمون ويقولون شعارات متل "الموت للعرب" وينادونا ارهابيين وما شابه ذلك.

من بعد انتهاء المظاهره كتب ليف سولودكين - رئيس إم تيرتسو مقال مليء بالأخطاء (قسم كبير منها نابع من ضعفه اللغوي باللغه العربيه) ومليء بالكراهيه والتحريض على التجمع وعلى الطلاب العرب. نحن ننفي ونستنكر الكلام الذي قالهو ليف ونوافق مع السيد عوض عبد الفتاح في عدةً نقاط - منها انه القوانين الاسرائيليه هي عنصريه وهي قوانين ابرتهايد تفصل بين حقوق المواطنين حسب دينهن وقوميتهم، انه نحن نقاوم السياسة الاسرائيلية ونسعى لحل فيه مساواه بين اليهود والعرب ولا نسعى لقتل اليهود او تهجيرهم وانه لنا حق تاريخي وانساني في التواجد في هذه البلاد ولن نتراجع عنه حتى في المستقبل.

من المهم جدًا ان نوضح انه السيد عوض والجمهور لن يتهجموا على العرب الدروز وبالعكس يروهم جزء من الأقليه العربيه-فلسطينيه في البلاد ويروهم إخوان لهم واي استنتاج اخر من كلام عوض عبد الفتاح هو فقط تحريض وكذب.

واخيرًا، كجزء من منظمين الفعالية اريد ان اشكر السيد عوض على المحاضرة واتمنى لليف سولودكين ان يتعلم اللغة العربية بجودة جيدة ويفهم اغلاطه وكلّي امل في الشباب الفلسطيني لكي يتحرر يومًا من النظام الاسرائيلي العنصري ويبني مجتمع مُمأسس وقائم على الحرية والمساواة والصدق.

*عضو سكرتارية جفرا - التجمع الطلابي الديمقراطي في جامعة تل ابيب

التعليقات