مخطط شارع وادي عارة: حصار اقتصادي ومصادرة أم حل لأزمة سير ؟

تتعرض قرى وادي عارة إلى حلقة أخرى للإجهاز على ما تبقى من أراضٍ عربية، وذلك عبر تنفيذ مخطط توسعة شارع 65"عابر قرى وادي عارة" الذي من شأنه ابتلاع مئات الدونمات من أراضي المواطنين العرب، كما ويعرض عشرات المرافق والورشات الصناعية والتجارية والزراعية المحاذية لجانبي الشارع المذكور لأضرار بالغة مع غياب شبه تام للمناطق الصناعية بالبلدات العربية . وفي أعقاب المصادقة واقتراب الشروع بتنفيذ المخطط وجد القوى الشعبية والمواطنون المتضررون أنفسهم في سباق مع الزمن بحيث تشهد قرى وادي عارة حالة من السخط والغضب والحراك المحدود، إلا أن البعض يرى أن هذا الحراك لايرقى إلى مستوى مخطط خطير وقضية حارقة بهذا الحجم بل ومتأخر جدا..

مخطط شارع وادي عارة: حصار اقتصادي ومصادرة أم حل لأزمة سير ؟

تتعرض قرى وادي عارة إلى حلقة أخرى للإجهاز على ما تبقى من أراضٍ عربية، وذلك عبر تنفيذ مخطط توسعة شارع 65"عابر قرى وادي عارة" الذي من شأنه ابتلاع مئات الدونمات  من أراضي المواطنين العرب، كما ويعرض عشرات المرافق والورشات الصناعية والتجارية والزراعية المحاذية لجانبي الشارع المذكور لأضرار بالغة مع غياب شبه تام للمناطق الصناعية بالبلدات العربية .

وفي أعقاب المصادقة واقتراب الشروع بتنفيذ المخطط وجد القوى الشعبية والمواطنون المتضررون أنفسهم في سباق مع الزمن بحيث تشهد قرى وادي عارة حالة من السخط والغضب والحراك المحدود، إلا أن البعض يرى أن هذا الحراك لايرقى إلى مستوى مخطط خطير وقضية حارقة بهذا الحجم بل ومتأخر جدا.

مخطط خطير ورد هزيل

رئيس اللجنة الشعبية في وادي عارة أحمد ملحم استعرض المخاطر المترتبة عن هذا المخطط و كرر التحذير من مخطط توسعة شارع 65 عابر بلدات وادي عارة وقال:إن توسيع الشارع المذكور ليصبح بثلاثة مسارات من شأنه التهام أكثر من 1000 دونم من أراضي المواطنين.

وأضاف ملحم "أن المخطط سيتوسع باتجاه البلدات مما يعني إخلاء مئات المصالح والورشات والمزارع المتاخمة للشارع، وتابع ملحم "هناك بديل لهذا المخطط وسنقترح أن يكون الشارع بمسارين وليس هناك ضرورة لثلاثة مسارات أي أن يكون كما هو شارع القدس تل أبيب وهذا من شأنه معالجة ازدحامات السير".

ولفت ملحم الى أن اللجنة الشعبية تسعى لتشكيل مجموعة ضغط من خلال المؤسسات والسلطات المحلية لمنع القرار والتصدي له، ودعا أصحاب الإراضي للإسراع بالتوجه إلى محاميهم وتقديم الاعتراضات بأسرع وقت ودون تقاعس.

وتابع  ملحم  أن هذا المخطط يحمل في ثناياه نوايا عنصرية وسياسية بحيث أنه سيتحول من شارع وادي عارة الى شارع "عابر وادي عارة" مثل شارع  رقم 6، والشوارع الالتفافية للمستوطنات بحيث أنه سيتيح لمستعملي هذا الشارع  اختراق هذه المنطقة بأسرع ما يمكن  دون إعطائهم إمكانية الدخول الى البلدات المذكورة والتجوال والتسوق فيها، ومنع إمكانية الاستفادة منهم اقتصاديا".

ووجه ملحم انتقاداته للسلطات المحلية الواقعة على امتداد وادي عارة في عدم تشكيل جبهة موحدة ضد هذا المشروع مما يُضعف موقف المواطنين وأصحاب الأراضي والمصالح التجارية، مؤكدا أن من أهم الخطوات للتصدي لهذا المشروع هو تحالف السلطات المحلية في المنطقة وتجنيد مخططي شوارع ومستشاري مواصلات ومخمني أراض وخبراء اقتصاد لدراسة شاملة لأدق تفاصيل المخطط الذي يحوي على ما يزيد عن مئة مخطط ذلك رغم أنه أصبح متأخرًا والوقت ليس لصالحنا .

مضر يونس: نحنُ ضد أي مشروع يقام على حساب المواطن

مضر يونس رئيس مجلس عارة-عرعرة لايعتقد أن الأمر خطير للغاية بل أن هناك إيجابيات وسلبيات لهذا المخطط وقال: لاشك أننا نعاني من اختناقات وأزمات سير ونحن ناقشنا المخطط مع الجهات المختصة وقدمنا اعتراضنا ونستطيع الاعتراض على قضايا عينية ونحن ضد اقامة أي مشروع على حساب المواطن"عقدنا جلسة لإدارة المجلس المحلي بهذا الخصوص وبحسب الرؤية الهندسية بأننا سنعمل على تقليل الضرر لأن الغاء المخطط بالكامل هو أمر غير سهل هذا بالنسبة لعارة وعرعرة اما في اماكن اخرى ربما الأضرار هناك أكبر".

مصطفى إغبارية:نعترض على مصادرة الأراضي ونطالب بالتعويضات المنصفة

مصطفى اغبارية رئيس مجلس طلعة عارة له رأي مغاير ويعتبر المخطط بأنه تقدمي وجيد كشارع سريع لحل الأزمات المرورية بالمنطقة ومبدئيا نحن غير معترضين على شق الشارع بل نحن ضد، ونعترض على مصادرة أراض خاصة ونطالب بالتعويضات المنصفة ونحن قدمنا  مع مجلس كفر قرع اعتراضًا قبل نحو شهر".

محمد صبحي رئيس لجنة التخطيط والبناء عقب قائلا:"هناك حديث وكأنه مشروع دمار والأمر ليس كذلك،لاشك أن هناك مواطنين متضررين بشكل خاص ونحن لانتجاهل المصلحة الخاصة ونحن نحاول تخفيف الأضرار من خلال بناء الجسور ليعطي الحلول لمداخل ومخارج البلدات وبالتالي هناك سلبيات وإيجابيات لهذا الشارع، ومن حق المواطن أن يعترض على ما يرى فيه ضررا ولكن مبدئيًا فإن هذا المشروع سيحل الكثير من المشاكل والأزمات المرورية".

أكبر من خطيئة

أحمد ملحم يعترف أن هناك ضعفًا في الموقف وقال:"إن ذلك يعود لتقصير رؤساء السلطات المحلية،المخطط مطروح منذ العام 2006 والرؤساء يعلمون بذلك وبحسب البروتوكلات التي اطلعنا عليها في العام2010 أنهم قبلوا بالمخطط ولم يعترضوا وذلك دون دراية لأبعاد المخطط وهذا ليس أداءً سلبيًا فقط بل أكبر من خطيئة.

"مخطط "عابر وادي عارة" يحوّل قرانا إلى غيتوات

أوضحت اللجنة الشعبية في بيان لها ان معطيات يتضمنها هذا المخطط، وبضمنها إغلاق المدخلين الحاليين لقرية مصمص الغربي والشرقي معاً، وتغيير مسار الدخول والخروج المعتادين،  سيكبد الأهالي المشقة والعناء لقطع مسافة طويلة نسبياً لدى تنقلاتهم اليومية بين شقي القرية. على هذا الأساس سيضطر الراغب بالانتقال بمركبته من الجهة الغربية للبلدة الى الشرقية، السفر يميناً نحو محوّل ام الفحم، ومن ثم الالتفاف يساراً باتجاه مركز الشرطة، ومواصلة السير باتجاه مصمص الشرقية من خلال مسلك خاص. بينما سيضطر الراغب بالانتقال من الجهة الشرقية إلى الغربية السفر يميناً نحو المنطقة المسماة "الفروش"، ومن ثم الالتفاف يساراً من هذا المحوّل، ومواصلة السير باتجاه مصمص الغربية من خلال مسلك خاص.

ويتضمن المخطط أيضا إضافة مسار ثالث لكل جهة من الشارع الرئيسي، أي تحويله إلى شارع ثلاثي المسارات من كل اتجاه، وهذا يعني عملياً ابتلاع الأراضي المحاذية للشارع من الناحيتين. كما سيتم تشييد جدران عازلة بارتفاع عالٍ على أطراف المسارات السريعة من كلا الاتجاهين، ما يخلق بالتالي "حالة من الغربة والفصل بين شقي البلدة الواحدة، إلى جانب التنكيل النفسي الذي سيلحق بالأهالي جرّاء هذا المشهد البانورامي التراجيدي الذي يشاهدوه بأم أعينهم ويعيشونه يومياً". بحسب البيان.

من جهتها أكدت اللجنة الشعبية لمتابعة هذه القضية على نيتها تقديم كتاب اعتراض فردي وكذلك جماعي موقًع باسم الأهالي، علماً أن مجلس طلعة عارة سيقدم من جانبه اعتراضه الخاص وملاحظاته بهذا الخصوص. واختتمت اللجنة بيانها بالقول إنها ستقوم مستقبلاً، باتخاذ خطوات جماهيرية وإجراءات احتجاجية، لمواجهة هذا المخطط الذي يحوّل البلدات العربية ذات الصلة إلى غيتوات تحاصر امتدادها الجغرافي، وتشتت تواصل أبنائها الاجتماعي الواحد.
 

التعليقات