حملة عنصرية وتهديدات لمنع عربي من بناء بيت في بلدة يهودية

الدكتور علي الزعبي يتعرض للتهديد بعدما اشترى قسيمة أرض في بلدة يهودية من أجل بناء بيت فيها

حملة عنصرية وتهديدات لمنع عربي من بناء بيت في بلدة يهودية

في أعقاب الحملة العنصرية ضد العرب، التي اتسعت واشتدت أثناء العدوان على قطاع غزة، تعرض الدكتور علي زعبي ونجله (13 عاما) من قرية كفر مصر، لحملة عنصرية وصلت حد التهديد بالقتل، في محاولة محمومة لمنعه من البناء والسكن في "نوريت - البلدة الجماهيرية اليهودية"في مرج ابن عامر.

وأكد طبيب الأطفال، الدكتور علي زعبي، لـ"عرب 48" أنه "رغم كل هذه الأصوات التي هددت وتهدد، إلا أنني مستمر في مشروع البناء لأمارس أبسط حق إنساني بالسكن. أنا وأبنائي، كمواطنين في هذه الدولة، لن تردعني هذه الحملة ضدي وضد ابني".

بداية القصة..

قال د. زعبي إن كفر مصر بسكانها الـ3 آلاف نسمة تعاني مثل الكثير من البلدات العربية من أزمة الأرض والمسكن، ووصل الأمر إلى أن هجرها قرابة 60 عائلة غالبيتهم من الأكاديميين، بسبب هذه الأزمة الخانقة.

وأوضح أنه منذ عام 1978 لم يتم منح سوى 30 قسيمة، كل واحدة  بمساحة نصف دونم. أي لم يتم منح قسائم بناء منذ 38عاما، الأمر الذي وضعنا أمام أزمة حقيقية، ويتحمل المسؤولية عن ذلك المجلس الاقليمي "بستان المرج" والجهات والدوائر الرسمية.

وأضاف زعبي أنه "توجهت إلى قرى مجاورة من أجل البحث عن سكن، إلا أنه تعذر عليّ ذلك لأسباب لا مكان لذكرها هنا".

وتابع زعبي أنه "قبل سنتين علمت أن هناك مشروع لإقامة بلدة جماهيرية في جبال الجلبوع. وراقت لي الفكرة، لاسيما أنني أواجه ضائقة سكنية. وتقدمت بطلب القبول للسكن في ’نوريت’ ودفعت المستحقات. وخضعت للفحوصات اللازمة لدى لجنة القبول بالإضافة إلى جلستين مباشرتين مع هذه اللجنة حتى حصلت على الموافقة في شهر تموز من هذا العام وقمت بجميع المعاملات واشتريت قسيمة بناء".

بين الترغيب والترهيب..

لكن زعبي أضاف أنه "عندما علم مواطنون يهود، ممن ينوون السكن بهذه البلدة، بأني أسعى للسكن في البلدة، بدأت أتلقى اتصالات بذريعة أنهم يريدون التعرف عليّ والتقيت مع شخصين. وحاولوا إقناعي بالتراجع عن قراري ’لمصلحتي ومصلحة أبنائي’ وأنه لا حاجة لأن يسكن مواطن عربي في البلدة. وقالوا لي إن من بين القادمين للسكن في البلدة الجديدة أشخاص من المجيدل ونتسيرت عليت تركوا سكنهم هناك بسبب العرب وانهم سيأتون إلى هنا".

وأضاف زعبي أنه "أمام تصميمي وعدم التراجع عن قراري، قال لي أحدهم إن شخصا ما قد يقدم على الاعتداء على أحد أبنائي، مع الإشارة والإيحاء لي بكف يده بإشارة إطلاق نار من مسدس وهنا أنهيت الجلسة وانصرفت من المكان مع إصراري بمواصلة مشروع العائلة بالسكن هناك".

استغلال علم فلسطين لشن حملة تحريض عنصرية..

شنت مجموعة عنصرية حاقدة على مواقع التواصل الاجتماعي حملة عدائية مسعورة ضد زعبي ونجله. وعقب زعبي على ذلك قائلا إنه "في هذه الأثناء استذكرت اللقاء الاخير مع الشخصين الذين لا اعرفهما من قبل بانهم قصدوا التهديد عندما حذروني من مغبة الاعتداء على احد ابنائي والدليل على ذلك انه بعد ستة شهور من ذلك اللقاء استغلوا صورة لابني ( 13عاما) الذي سافر في رحلة تعليمية إلى خارج البلاد وهناك مع أطفال أردنيين التقطوا صورا يظهر فيه العلم الفلسطيني او ربما العلم الاردني وبعد ساعتين من نشر الصور على الفيس بوك انهمرت التعقيبات في حملة تهديد عنصرية ضدي وضد ابني وحتى التهديد بالقتل والحرق لابني ابن الثالثة عشرة مع العلم".

وختم الزعبي بالتأكيد على أنه "لن أتراجع عن قراري بممارسة حقي الطبيعي. فأنا مواطن كسائر المواطنين وسأتابع مشروعي ومعي الكثيرين من اليهود الديمقراطيين الذين اتصلوا بي وأعلنوا تضامنهم معي لنتصدى لهذه المجموعات العنصرية".

سخرية القدر

أقيمت مستوطنة "نوريت" على أرض قرية نورس المهجرة في جبال فقوعة "جلبوع" في العام 1950. وبعد إقامتها بسنوات عديدة تحولت ولأسباب أمنية إلى معسكر للجيش لفترة معينة ثم أصبحت بلدةً شبه مهجورة. وفي عام 2010 انطلق مشروع جديد لبيع قسائم بناء لشقق سكنية في البلدة بهدف إحيائها مرة أخرى لتكون بلدة تعاونية جديدة تحمل نفس إسم "رونيت".

غالبية أصحاب الشقق الجدد في "رونيت" يسكنون حاليًا في بلدة "غان نير" القريبة من صندلة وفي بلدات أخرى، وقد ثارت بينهم عاصفة عنصرية كبيرة مؤخرًا بعد أن اشترى الزعبي قسيمة أرض لبناء بيت في البلدة.

التعليقات