هل أضحت صناديق المرضى في أم الفحم مصيدة للخدمة المدنية؟

منذ انطلاق مشروع الخدمة المدنية والمؤسسة الإسرائيلية تبحث عن الطرق لاقتحام المجتمع العربي لتنجيد الشباب والشابات، خاصة في ظل الحراك الشعبي وفعاليات التصدي التي تقوم بها الأحزاب والحركات السياسية.

هل أضحت صناديق المرضى في أم الفحم مصيدة للخدمة المدنية؟

 منذ انطلاق مشروع الخدمة المدنية والمؤسسة الإسرائيلية تبحث عن الطرق لاقتحام المجتمع العربي لتنجيد الشباب والشابات، خاصة في ظل الحراك الشعبي وفعاليات التصدي التي تقوم بها الأحزاب والحركات السياسية والدينية على اختلاف مبادئها وانتماءاتها، ويوميا نسمع ونرى أساليب جديدة لإدخال الخدمة المدنية إلى البلدات العربية، ومؤخرا تحولت صناديق المرضى إلى وسيلة للتنجيد تحت ذريعة التطوع.
وسلط موقع "عرب48" الضوء على صناديق المرضى في أم الفحم في ظل سهولة اصطياد الفتيات واسقاطهن في فخ الخدمة المدنية، وذلك من خلال اغراءهن بمقابل مادي بالرغم من شحته، أو التسهيلات والتمكينات التي تمنحها الدولة لكل من "يخدم" الدولة ومؤسساتها.
وقبل البحث عن كيفية تجنيد الفتيات – ونظنها واضحة للعيان – علينا أن نعرف الأسباب التي تدفع الفتاة إلى الانخراط والانتساب لمشروع الخدمة المدنية، خاصة وأن نسبة الفتيات الخادمات والمنخرطات بالمشروع أعلى بكثير من نسبة الشباب.

مسؤول في أحدى صناديق المرضى في ام الفحم:" لا علاقة لنا بتوظيف العاملات"

وقام مراسلنا بالتوجه إلى احد صناديق المرضى في مدينة أم الفحم ليستوضح منه سبل وآليات تشغيل الموظفات، خاصة اللواتي ينخرطن في الخدمة المدنية، حيث أبدى المسؤول تحفظه من الموضوع قائلا: "لا علاقة لنا كإدارة لصندوق المرضى – الاسم محفوظ لدى التحرير – بكيفية تشغيل الموظفات وإن كن يخدمن بالفعل أو لا ، فهناك جهات مختصة بصندوق المرضى والتي لها شركات خاصة للتشغيل الفتيات، وليس من صلاحيتي التدخل بمثل هذه الموضوع، فنحن نستلم أمر التشغيل ونعمل به دون أن نعرف آلية التشغيل".

كما وتوجهنا إلى كافة قيادات الاحزاب والحركات في مدينة أم الفحم والذين ابدوا موقفهم الموحد حول هذه القضية والرافض للمشروع، في حين تفاوتت مواقفهم عن الجهة التي يجب أن تتحمل مسؤولية تشغيل الفتيات في صناديق المرضى ضمن نطاق الخدمة المدنية.

المحامي رياض جمال :" يجب علينا زيادة برامج التوعية، والفتيات أنفسهن يتوجهن لشركات خاصة وليس لصناديق المرضى في أم الفحم".

بدوره، أكد المحامي رياض محاميد أن المسؤولية تقع على كافة الأطر والحركات السياسية والجهات الرسمية من بلديات ومجالس، وقال:" لا شك إن المسؤولية تقع على الجميع في توعية جيل الشباب وخاصة في ظل المحاولات المستميتة للحكومة الإسرائيلية لتجنيد شبابنا تحت مسمى الخدمة المدنية، ونحن بالتجمع الوطني الديمقراطي عملنا وما زلنا نعمل على زيادة التوعي لجيل الشباب وخاصة الذين يتواجدون بالمرحلة الثانوية من خلال مناشير وملصقات ومنشورات تحوي مواد ارشاد وتوعية عن خطورة الخدمة المدنية، كما وننظم باستمرار أمسيات ضد الخدمة المدنية والتي يشهد لها الجميع".

وأضاف :"بالرغم من أن عدد الفتيات الخادمات هو أكبر من عدد الشباب ، إلا أن النسب ما زالت منخفضة، واعتقد أننا في المسار الصحيح، ولكن هذا لا يعني أن لا نستمر في مسيرتنا النضالية والواجب الوطني المترتب علينا كأحزاب وحركات سياسية، وعن أسباب اندماج الفتيات في الخدمة المدنية، أرى أن العامل الاساسي هو الجهل بالقضية نفسها وعدم معرفة ما يعنيه الامر، كما وان العديد من البنات تحاول أن تخرج من نطاق العائلة وخاصة في الوضع المادي الموجود، كما وأنه يتم طرح محفزات بخسة لا صحة لها لتجنيد الشباب والفتيات".

وقال المحامي محاميد: "باعتقادي صناديق المرضى في أم الفحم لا علاقة لها بالموضوع، حيث أن هناك شركات خاصة تعمل على هذه الأمور وليس صناديق المرضى، فالفتيات يتوجهن لهذه الجمعيات ومن ثم يتم تجنيدهن بالخدمة المدنية بعد تقديم العديد من المحفزات البخسة والوعود الكاذبة".

وأختتم حديثه قائلا: "يجب على الفتيات اللواتي ينخرطن بالخدمة المدنية أن يعين جيدا أنه يتم استغلالهن وتجنيدهن بمؤسسة تحمل سياسات وأضحه تجاه المواطنين العرب في البلاد ، ويجب أن نوضح إن كل متجندة بالخدمة المدنية وتعمل بصناديق المرضى هي تأخذ مكان فتاة أخرى كان من الممكن أن تتقاضى 5 آلاف شيكل، في حين تتقاضى الخادمة 900 شيكل شهريا!".

رجا اغبارية والمهندس زكي اغبارية : "يجب على البلدية أن تتحمل مسؤولية شباب وفتيات بلدها"

من جانبه، أوضح القيادي في حركة أبناء البلد، رجا اغبارية أن الاحزاب والحركات السياسية قدرتها محدودة بمواجهة هذه الظاهرة وخاصة مع صناديق المرضى، فقد حمل اغبارية المسؤولية الكاملة على المجلس البلدي وقال: "من حيث المبدأ هناك موقف عام لدى الجماهير العربية وفي لجنة المتابعة ضد كافة أشكال الخدمة المدنية، أما معالجة الموضوع، فيكون عبر عدة عوامل وأهمها تدخل المجلس البلدي في المؤسسات التي تعمل في أم الفحم ، فمن حق البلدية أن تسأل صناديق المرضى، لماذا يقومون بهذا العمل؟، الذي يعتبر ضد رغبة الجماهير العربية، فهذا موقف مبدئي ولا توجد مساومة على هذا الموقف".

وأضاف :"أما الأحزاب والحركات السياسية، فهي لا تستطيع أن تقف أمام أي مؤسسات وأن تمنعها من تجنيد الشباب والفتيات، كما وأننا لا يمكننا أن نمنع الشباب والفتيات من التجنيد ، فهذه قضية لها إبعاد اجتماعية مع العائلة والأهل، ولكن يجب علينا أن نكثف مشاريع التثقيف والتوعية والتحذير من الوقوع في فخ مشاريع التجنيد مهما اختلفت المسميات".

وفي السياق ذاته، وافق الناطق الرسمي باسم الحركة الإسلامية في مدينة أم الفحم، المهندس زكي اغبارية، مع طرح رجا اغبارية حيث قال:" البلدية هي جسم رسمي وكل سلطة محلية يجب عليها أن تحمل مسؤولية شبابها ومجتمعها ، كما وإنها جزء من لجنة المتابعة، ولذلك يجب الخروج بقرارات وتوجيهات للبلديات لكي تعمل بها لمحاربة ظاهرة الخدمة المدنية واجتثاثها من مجتمعنا العربي".

مريد فريد :"يجب شن حملة ضد استغلال الفتيات وبذلك يمكننا القضاء على الخدمة المدنية"

بدوره، حمل سكرتير الحزب الشيوعي في أم الفحم، مريد فريد المحلات التجارية في مدينة أم الفحم المسؤولية الكاملة لقضية تجنيد الفتيات ، وذلك للاستغلال الذي تقوم بها المحال التجارية في قضايا الأجور المتدنية للغاية عند تشغيل الفتيات، وقال: "لمواجهة هذه الظاهرة يجب علينا أن نعرف الوضع الموجود في أم الفحم، فالفتيات يعانين من اضطهاد مزدوج من خلال منع إخراجهن للعمل ومن خلال استغلالهن في أماكن العمل، فقلما تجد فتاة تعمل بالحد الادنى للأجر، فالجميع يستغلهن بشكل مبالغ فيه وهذا يخلق أرض خصبة لاستغلال الفتيات وتجنيدهم في الخدمة المدنية".

وأضاف :"الأمر يتطلب برنامج وطني في أم الفحم لشرح إبعاد هذه الظاهرة، جب علينا أن نعمل على رفع التوعية والثقافة السياسية لشريحة الشباب والفتيات ، ولكن يجب أن نقرنها بخلق بديل لما تطرحه الخدمة المدنية ، فعلى الأقل يجب علينا أن نمنح الفتيات الحد الأدنى من الأجور فحينها لا يوجد هناك امكانية لإغراءاها لتتجند في الخدمة المدنية، يجب علينا شن معركة ضد استغلال الفتيات في مدينة أم الفحم ، وفي أماكن العمل خاصة ، وبذلك يمكننا أن نحد من ظاهرة الخدمة المدنية".

 

 

 

 

 

التعليقات