الطلاب العرب في الجامعات يبدأون العام الدراسي برموز تؤكد هويتهم القومية

مع انطلاق العام الدراسيّ الحالي في الجامعات والكليات الإسرائيلية، وصراع الطلّاب العرب على هويتهم التي تحاول المؤسسة طمسها وتشويهها، اختار الطلّاب العرب في الجامعات الإسرائيلية هذا العام أن يعبّروا عن انتمائهم وهويتهم، من خلال عدة رموز، تبدأ بالحقيبة والشعار والعلم والكوفية

الطلاب العرب في الجامعات يبدأون العام الدراسي برموز تؤكد هويتهم القومية

مع انطلاق العام الدراسيّ الحالي في الجامعات والكليات الإسرائيلية، وصراع الطلّاب العرب على هويتهم التي تحاول المؤسسة طمسها وتشويهها، اختار الطلّاب العرب في الجامعات الإسرائيلية هذا العام أن يعبّروا عن انتمائهم وهويتهم، من خلال عدة رموز، تبدأ بالحقيبة والشعار والعلم والكوفية.

وفي جامعة حيفا، ومن خلال حقائب تحمل دلالات على معتقداتهم وأفكارهم بشكل عفويّ غير منظّم، اختار الطلّاب حقيبة كُتب عليها 'كل الأرض إلنا'، ممّا أثار نشطاء اليمين، واعتبروه تحريضاً. 

واعتبر نشطاء اليمين في الجامعات هذه الظاهرة تحريضا عليهم وعلى الدولة ليستمر صراع الطلاب على هويتهم الوطنية والقومية في المؤسسات الأكاديمية، فقام رئيس كتلة 'إم ترتسو'، اليمينية المتطرّفة بدعوة جامعة حيفا للحد من هذه الظاهرة التي وصفها بـ'اللاسامية'.

يشار إلى أنه مع بداية العام الدراسي، وزّعت شركة 'رفائيل' الإسرائيلية لصناعة الأسلحة حقيبة دراسية على الطلاب في معهد 'التخنيون'، مما حذا بالطلاب العرب في المعهد أن قاموا بإزالة ماركة 'رفائيل' عن الحقيبة تعبيراً عن رفضهم لحمل حقيبة تحمل دلالة الشركة التي تصنّع الأسلحة الإسرائيلية، وتعبيراً عن هويتهم واحتجاجهم ممّا أثار غضب الشركة والطلاب اليهود في المعهد.

وفي جامعة تل أبيب اختار الطلاب العرب اعتمار الكوفية الفلسطينية.

علاء طه: هذه الخطوة رسالة تعبّر عن انتمائنا لشعبنا الفلسطيني

وقال الطالب في جامعة حيفا، علاء طه، لـ'عرب 48' إن 'هذه الخطوة من قبلنا، نحن الطلاب العرب في الجامعات، هي بمثابة رسالة تعبّر عن انتمائنا لشعبنا الفلسطيني، ورسالة للجامعة التي تحاول قمعنا وطمس هويتنا أولاً، وثانياً للإسرائيليين عموماً بأننا فلسطينيون ولنا هوية واضحة'.

وتابع: 'نحن نعتبر نفسنا جزءا لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، ومن حقنا أن نبرز هذا الانتماء كرد على المحاولات المستمرة من قبل الجامعة والمؤسسة لزجنا في إطار يشوّه هويتنا وانتماءنا'.

أحمد حمدان: رد عفوي طبيعي قام به الطلاب في 'التخنيون' رفضاً لحمل شعار الشركة التي تصنع صواريخ قتلنا على حقائبهم

وقال سكرتير التجمع الطلابي في معهد التخنيون، أحمد حمدان، تعقيباً على رد الطلاب الواضح في التخنيون في عدم حمل حقيبة تحمل شعار شركة الأسلحة الإسرائيلية 'رفائيل'، قال لـ'عرب48'، إن 'رد الطلاب لم يكن بإيعاز من قبل أي قوة سياسية أو حزبية أو توجيه معيّن، بل هو رد عفوي طبيعي قام به الطلاب في التخنيون رفضاً لحمل شعار الشركة التي تصنع صواريخ تقتل أبناء شعبنا على حقائبهم'.

وتابع: 'الطلاب في معهد التخنيون يعلمون ما هي رفائيل، وكان توزيع الحقائب في فترة الحرب على غزة، مما أثار غضب الطلاب فقاموا بإزالة شعار الشركة، كما قام بعض الطلاب بتغطية شعار الشركة بأعلام فلسطينية، وبدلالات عديدة أخرى معبرة رافضة لشعار الشركة التي تصنّع صواريخ تنزل على أهلنا في غزة'.

وأضاف حمدان: 'على الرغم من حاجة الطلاب لحقيبة تعينهم في تعليمهم، إلّا أن حاجتهم للحفاظ على هويتهم وطرح موقف أهم من حقيبة، ومقابل هذه الحقيبة لن يتنازل الطالب العربي عن ذاته وانتمائه'.

أحلام شهاب: نحيي هويّتنا الفلسطينيّة على الرغم من محاولات طمسها بشتّى الوسائل'

أما الطالبة في جامعة تل أبيب، أحلام شهاب، فقالت لـ'عرب48'، إن 'ارتداء ملابس تدلّ على هويّتنا، وتحديداً ارتداء الكوفيّة الفلسطينيّة، ذات التاريخ العريق المُرتبط أساسا بحياة الفلاح الفلسطيني البسيط، ولاحقًا بتاريخ ونضال الشعب الفلسطيني ضدّ الاحتلال، يعود ليحيي هويّتنا الفلسطينيّة على الرغم من محاولات طمسها بشتّى الوسائل'.

وأضافت: 'نحن، كطلاب فلسطينيين في الجامعات الاسرائيلية نسعى دومًا لخلق بيئة تلائمنا وتشبهنا في هذه المؤسسات، وذلك حتى لا نقع في فخّ المؤسسة الإسرائيليّة وفخ الأسرلة، وارتداء الكوفيّة بالرغم من رمزيته، له أبعاد مهمّة على تأكيد وجودنا والحفاظ على هويّتنا الفلسطينيّة'.

وعن ردة فعل الطلاب الإسرائيليين على ارتداء الكوفية، والملابس المعبّرة عن هوية الطلاب، قالت شهاب إن 'الطالب الإسرائيلي عادة يرى بالكوفيّة الفلسطينيّة، والكتابات باللغة العربيّة على ملابسنا وحقائبنا كتهديد على سلامته ووجوده، فنرى تعابير وجهه تبدّلت وعدم الراحة يسيطر عليه، هذا إذا ما سارع، في أفضل الأحوال، بالتساؤل عن المعاني، وسبب ارتدائنا لهذه الملابس، وفي حالات أخرى سيتعامل معنا كمصدر خطر'.

 

التعليقات