معطيات مقلقة في مؤتمر "مسح العنف والعلاقات الأسرية" في الداخل

نظمت جمعية الجليل اليوم، الأربعاء، في مكتب اللجنة القطرية في الناصرة مؤتمرا لنشر نتائج مسح العنف، والعلاقات الاسرية داخل المجتمع الفلسطيني في إسرائيل

معطيات مقلقة في مؤتمر

نظمت جمعية الجليل اليوم، الأربعاء، في مكتب اللجنة القطرية في الناصرة مؤتمرا لنشر نتائج مسح العنف، والعلاقات الاسرية داخل المجتمع الفلسطيني في إسرائيل.

حضر المؤتمر عدة شخصيات وجمعيات حقوقية إضافة إلى اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية.

عرض خلال المؤتمر البيانات والإحصائيات التي أنهتها مؤخرا جمعية الجليل بالتعاون مع جمعية 'ركاز' حول مسح العنف والعلاقات الأسرية داخل المجتمع الفلسطيني في إسرائيل والذي تميز بشمولية عينته.

ويتطرق البحث إلى طيف واسع من المواضيع والأبواب، منها كل ما يخص العنف ضد النساء ودرجة هيمنة الرجل في الأسرة، وتأثيرات الأوضاع الاقتصادية للأسرة العربية في الداخل، وعدد من الأمور التي يتداولها البحث فيما يتعلق بظروف الأسرة والتأثيرات التي تحصل من خلال العنف داخل الأسرة.

ورحب مدير عام جمعية الجليل بكر عواودة بالوفد الفلسطيني الذي حضر كي يساهم في المؤتمر، وطرح أهمية العنف الأسري وكيفية التعامل معه والتقليل منه داخل الأسر العربية في الداخل. وشدد عواودة على أنه ما لا يمكن إحصاؤه لا يمكن دراسته، ولذلك كانت المبادرة لإجراء مسح حول واحدة من أخطر الظواهر الذي يشهدها مجتمعنا العربي.

بدوره أكد رئيس اللجنة القطرية للسلطات المحلية ورئيس بلدية سخنين، مازن غنايم، على أهمية البحث على طريق الحد من العنف، من خلال الآليات الصحيحة. وقال إن 'مجتمعنا بات عنيفا وحسب معطيات يملكها فإن 50% من المساجين الجنائيين هم من العرب.  بعد تشخيص الحالة لا بد من إيجاد العلاج، وأن يأخذ كل دوره من مكان مسؤوليته'.

وتابع غنايم مؤكدا أنه 'علينا عدم انتظار الساسة الإسرائيليون ليجدوا لنا الحلول كمؤسسات مسؤولة، وعلينا أخذ المبادرة، حتى لو كانت المؤسسة تتحمل القسط الأكبر فهي لن تغير سياستها تجاهنا. كرئيس سلطة محلية أواجه كل يوم عشرات المشاكل ومعظمها تافهة، الأخطر أن هناك سياسة مبيته ضدنا، والسلاح متاح للجرائم وعلينا الحذر منها'.

كما تحدثت خلال المؤتمر علا عوض رئيسة الإحصاء الفلسطيني، حيث أكدت على أن الهدف الأساسي من هذا المسح هو تشكيل اللبنة الأساسية لتنمية المجتمع الفلسطيني في الداخل بالاستناد إلى بيانات إحصائية حديثة وموثوقة وذات جودة عالية.
وفي حديث مع مدير 'ركاز' أحمد الشيخ محمد قال: 'طبعا البينات مهمة جدا ومقلقة جدا، يتضح لنا أن نسبة النساء اللواتي يتعرضن للعنف في السنة الأخيرة بلغت نحو 30%، بمختلف أنواع العنف. والعنف المجتمعي متفش جدا، فحوالي 10% من نسبة العائلات العربية تعرضت للاعتداء، نسبة مقلقة جدا إذا أخذنا بعين الاعتبار أن نسبة عدد الأسر العربية يبلغ ثلاثة مائة ألف أي ما يقارب لثلاثين ألف أسرة عربية تعرض أحد أفرادها للعنف، هناك علاقة لهيمنة الرجل وأمور تتعلق بالفقر والوضع الاقتصادي له الدور في العنف الأسري'.

وتابع الشيخ محمد قائلا: 'ما نعيشه هو نتاج ومنتوج لسياسيات مستمرة عبر سنين طويلة إن كانت عبر الإقصاء السياسي أو الإقصاء الاقتصادي، فنسبة الفقر مرتفعة بشكل مخيف بحيث أن تصل النسبة في المجتمع العربي إلى 60%، وبين الأطفال تصل إلى 70%، العديد من المشاكل توفر السلاح والمخدرات وأمور أخرى التي لها علاقة، ولكن السلطة لا تقوم بردع كل ما يحصل وهذا هو الناتج'.

هذا وقد تم عرض بعض النتائج الأولية منها المرعبة، فهناك 48.7 في المائة شاهدوا عنفا خلال حياتهم مرة وأحدة على الأقل. وأعلى نسبة في منطقة المركز بنحو 74%. وكلما ارتفع عدد سكان البلدة ازداد العنف، وكان أغلبه في البلدات التي يزيد فيها عدد المواطنين عن 20 ألفا، وهنا يزداد العنف الجماهير والمجتمعي. 75% من سكان البلدات الكبيرة قالوا إنهم شاهدوا مظاهر عنف، مقابل 35% من سكان البلدات الأقل من 20 ألف نسمة. كما تبين أن العنف في الشمال والجنوب أقل من منطقة المركز، كما أن الذكور أكثر مشاهدة للعنف من النساء، لكونهم أكثر مشاركة في الحراك الجماهيري. 

التعليقات