قبل مسيرة العودة: عن قرية الحدثة المهجرة

في يوم الخميس القادم ستكون مسيرة العودة إلى قرية الحدثة حيث ستجري فيها فعاليات ونشاطات جماهيرية تؤكد على حق العودة فإلى هناك

قبل مسيرة العودة: عن قرية الحدثة المهجرة

تقع قرية الحدثة المهجرة في الجنوب الغربي من طبريا، وعلى بعد 12 كيلومترا منها، وإلى الشرق من جبل الطور على بعد نحو 10 كيلومترات منه، على ارتفاع 225 مترًا عن سطح البحر. قريبة من قرية كفر كما، وكانت تحيط بها القرى المهجرة التالية: معذر وعولم وسيرين.

عام 1945 بلغت مساحة أراضيها 10340 دونمًا.

وحدثا كلمة سريانية بمعنى حديثة أي جديدة. وثمة رأي يقول إن القرية تقوم على 'عين حدّه' الكنعانية.

كانت الحدثة في بداية العهد العثماني قرية صغيرة تابعة لناحية طبريا في لواء صفد. حسب دفتر ضريبة عثماني مؤرخ في عام 1596م  يُقدّر عدد سكانها 110 نسمات. هؤلاء  اعتمدوا في معيشتهم على زراعة الحنطة والشعير وعلى تربية الماعز والنحل. كانت أراضي القرية مكونة من 24 قيراطًا جميعها وقفًا.

في القرن التاسع عشر بلغ عدد سكان حدثة 150 نسمة يزرعون العنب والتين والزيتون، وفي سنة 1922م ارتفع عددهم إلى 333 شخصًا، وفي عام 1931 بلغوا 368 ولهم 75 بيتًا، وفي عام 1945م ارتفع عددهم إلى 520 نسمة، ويقدر عددهم في عام 1948 بـ 603 أنفار.

كان سكان الحدثة ينتمون إلى عائلة أبو الهيجاء المشهورة من نسل محمد أبو الهيجاء، وإلى عائلة الطواهي، عائلة أبو مايلة، وعائلة سعد.

أنشأ العثمانيون في عام 1315ﻫ/ 1897م في قرية الحدثة مدرسة إلا أنها لم تستمر في عملها إبان الحكم البريطاني الغاشم.

ذكر مصطفى مراد الدباغ في كتابه بلادنا فلسطين أن الحدثة موقع أثري يحتوي على بناء معقود فوق العين وبقايا معصرة وآثار لأبنية مهدمة.

في القرية عيون ماء نذكر منها عين البلد في مركز القرية، عين أبو رجون، عين أبو البيحان، عين الحوارية وعين الجمل.

ذكر بني موريس، معتمدًا على تقرير لمخابرات الجيش الإسرائيلي مؤرخ في 30 حزيران (يونيو) 1948، أن اللجنة العربية العليا أصدرت في 6 نيسان (أبريل) عام 1948 أمرًا بإخلاء القرى التالية: سيرين، عولم، الحدثة والمزار الواقعة في منطقة مرج بني عامر، وذلك لأسباب عسكرية لها علاقة بقرب دخول الجيوش العربية إلى فلسطين وبعدم القدرة على الاحتفاظ بهذه القرى. والتقرير ينحي باللائمة على القيادات العربية في تفريغ 20 قرية عربية في فلسطين من سكانها العرب، وهو ادعاء باطل إذ لم تدخل قوات لواء 'جولاني' إلى قريه الحدثة إلا في 12 أيار (مايو) 1948. ناهيك عن أن المرويات الشفوية لمهجرين تفيد أن وحدات 'جولاني' وجدت في القرية 20 رجلاً وأطفالاً ونساء، فقامت باعتقال الرجال وطردت النساء والأطفال من قريتهم، وهذا يدحض ما يقوله بنيامين عتسيوني صاحب كتاب 'شجرة ورمح' من أن وحدات جولاني وجدت في 12 أيار 1948 القرى: سيرين ومعذر والحدثة وعولم خالية من سكانها.

يشاهد الزائر اليوم مقبرة القرية التي تحولت إلى مراعٍ للأبقار، وعين الماء، وبقايا أشجار الزيتون والنخيل ونبات الصبار.

في يوم الخميس القادم ستكون مسيرة العودة إلى قرية الحدثة حيث ستجري فيها فعاليات ونشاطات جماهيرية تؤكد على حق العودة  فإلى هناك....

التعليقات