لا زال شارع 784، وخاصة المقطع الواصل بين كفر مندا وكوكب أبو الهيجاء يتسبب بعشرات حوادث الطرق سنويا، ولعل أخطرها تلك التي تسجل على الشارع بمساره بمحاذاة مفترق كوكب أبو الهيجاء، التي تحصد سنويا عشرات الضحايا العرب بين قتلى وجرحى، إذ كان آخر الضحايا القتلى، شادي كناعنة من عرابة البطوف، وقصي غنايم من سخنين، وأشرف يعقوب من مدينة شفاعمرو، وقبلها أب ونجله من كوكب أبو الهيجاء.
وفيما يتواصل 'إرهاب الطرقات' على شارع رقم 784، يبقى مقطع الشارع المحاذي لقرية كوكب أبو الهيجاء الممتد على طول 3 كيلومترات دون حلول، علما أنه توفير الحول في مسار الشارع فقط على مفترق البلدة اليهودية 'موريشت'، حيث جرى توسيع الشارع وإقامة دوار لتنظيم حركة السير ومنع الحوادث.
ويتساءل السكان العرب في المنطقة: لماذا لا تتوفر حلول مماثلة على مفرق كوكب؟ فبقاء الوضع على ما هوعليه وإهمال مطالب السكان بتوسيع وتطوير البنى التحتية للشارع يعمق من معاناة المسافرين ويحولهم إلى رهائن لـ 'مصيدة الموت' على الشارع الذي يعاني من تردي البنى التحتية، إضافة إلى مساره المتلوي كالأفعى في المنحدرات والانحرافات الخطيرة التي تحجب الرؤية للسائقين، ناهيك عن أن الشارع يشهد على مدار الساعة اختناقات مرورية، الأمر الذي يتسبب بتكرار حوادث الطرق وحصد الضحايا.
محمد: تتردد بالسفر على الشارع إلا في حالة الضرورة
وأعرب الكثير من المواطنين في كوكب أبو الهيجاء عن تذمرهم واستيائهم حيال إهمال السلطات الرسمية والوزرات الحكومية ذات الصلة للشارع وعدم رصد الميزانيات لتطويره وتوسيعه، الأمر الذي يزيد من المصاعب والمخاطر التي تترصد بهم لمجرد سفرهم على الشارع، ما يعزز من مخاوفهم وخشيتهم على حياتهم.
موفق محمد الذي فقد والده وشقيقه في حادث طرق وقع على الشارع قبل أعوام، كان ضحية وأصيب بجراح خطيرة بذات الحادث الذي شهده المقطع الغربي للشارع.
ويقول محمد: 'بمجرد الخروج والدخول إلى البلدة عبر الشارع الرئيسي، تعيش لحظات أشبه بالكابوس، غالبا وحفاظا على حياتك تتردد بالسفر على الشارع إلا في حالة الضرورة، فأزمة السير والاختناقات المرورية تشكل خطرا أيضا على المارة عند عبورهم الشارع للجهة المقابلة، كونه لا يوجد ممر للمشاة أو جسر أو أشاره ضوئية لتنظيم المرور، فعبور الشارع مهمة محفوفة بالمخاطر، وشهريا يشهد الشارع حوادث طرق قاتلة'.
زاهر صالح: هناك موافقة على حلول جذرية لكن ننتظر تشكيل الحكومة
من جانبه، استعرض رئيس مجلس محلي كوكب أبو الهيجاء، زاهر صالح، معاناة السكان خلال سفرهم على الشارع، والمخاطر التي تواجههم خلال خروجهم ودخولهم للقرية سواء كانوا خلال السفر بالمركبات أو السير مشيا على الأقدام حين عبور الشارع.
ولفت إلى أن المجلس المحلي يعمل جاهدا من أجل الضغط على الجهات المسؤولة ومطالبتها بتطوير وتوسيع مسار الشارع بمحاذاة القرية، مؤكدا أن المجلس توجه مرارا وتكرارا إلى المكاتب الحكومية ووزارة المواصلات مطالبا برصد الميزانيات لإقامة دوار لتنظيم حركة السير أو وضع إشارة ضوئية تخفف من الازدحامات المرورية، وتقلل من المخاطر إلى حين إيجاد حلول جذرية.
وشدد على أن المجلس ومن أجل تفادي حوادث الطرق القاتلة توجه لشرطة السير وطالبها التواجد عند مدخل القرية بساعات الصباح والمساء لتنظيم حركة السير وتمكين السيارات من دخول القرية، والسكان عبور الشارع دون تعرضهم لمخاطر الحوادث، إلا أن الشرطة لا تداوم بشكل منتظم ومتواصل عند مدخل القرية ما يبقي المواطنين رهائن لمخاطر الشارع.
وأشار صالح إلى أن إدارة المجلس الحالية واستمرارا لتوجهات الرئيس السابق نواف حجوج تضع قضية الشارع على سلم أولوياتها، إذ جدد المجلس توجهه وطلباته إلى الوزارات الحكومية من أجل التخطيط لمسار الشارع وتطويره خاصة وأنه يشهد حوادث طرق قاتلة سنويا ما يلزم وزارة المواصلات -بحسب ما معمول به- برصد الميزانيات لتطوير الشارع لتفادي المخاطر وإنهاء معاناة المسافرين.
وأكد صالح أن هناك موافقة مبدئية لتطوير الشارع بعد أن عينت وزارة المواصلات شركة تخطيط تم توكيلها بتحضير برنامج عمل يشمل مقترحات لحلول، منها بناء دوار أو نصب إشارات ضوئية، مبينا أن إخراج المشروع لحيز التنفيذ سيكون بعد تشكيل الحكومة المطالبة برصد الميزانيات.
المهندس عادل قدح: التغييرات التي تمت على الشارع فاقمت معاناة السكان
واستعرض مهندس مجلس محلي كفر مندا، عادل قدح المخاطر والخلل القائم في بعض مسارات الشارع، مبينا أن المشكلة الأساسية التي تضاف لوضعية الشارع هي انعدام الحواشي على جانبي الطريق بمساره قرب كوكب وكفر مندا، وهناك مقاطع تنعدم بها الرؤية لمسافات طويلة، ولهذا السبب فإن الكثير من السائقين لا يتقيدون بالسرعة المسموح بها ما يزيد من المخاطر خلال السفر على الشارع أو عبوره من قبل المشاة.
ولفت قدح إلى أن إقامة الدوار على الشارع الرئيسي بمدخل كفر مندا من شأنه أن يسهم بتقليل حوادث الطرق، بيد أن التغييرات التي تم إحداثها وأعمال الترميم التي قامت بها 'الشركة الوطنية على الطرقات' في المقطع الغربي باتجاه كوكب الذي يعتبر المقطع الأخطر عمقت من المعاناة وزادت الطين بلة، كون التغييرات لم تشمل توسيع مسارات الشارع واقتصرت على وضع حاجز حديدي فاصل بين المسارين.
وبين قدح أن الحاجز الحديد يشكل خطرا على أصحاب الأراضي وبعض المصالح التجارية على جانبي الشارع، إذ تم وضع الجدار الحديد الفاصل دون الاهتمام بشق طريق خدمات يمكن السكان استعماله، وهذا الوضع يدفع بالكثيرين إلى تجاوز قوانين السير خلال سفرهم وتنقلهم بالمنطقة ليكونوا عرضة للمخاطر في ظل تزايد حركة السير والاختناقات المرورية التي يشهدها الشارع الذي بحاجة إلى حلول جذرية لإنهاء معاناة السكان وليس إلى حلول مؤقتة ما هي إلا إطفاء حرائق.
التعليقات