د. بلان: 5%-10% من حالات السرطان أسبابها وراثية

يلعب عامل الوراثة دورا في أنواع معينة من أمراض السرطان، لذلك فإن فحص تاريخ المرضى للأسرة مهم جدا لتشخيص الحالات وخاصة إذا كان الكشف مبكرا.

د. بلان: 5%-10% من حالات السرطان أسبابها وراثية

د. سالم بلان

قدم رئيس وحدة سرطان الرأس والعنق في مستشفى 'رمبام' في حيفا ومدير قسم علاج الأورام السرطانية في مستشفى 'العائلة المقدسة' بالناصرة، د. سالم بلان، محاضرة حول علاقة السرطان بالوراثة وذلك خلال مؤتمر الأمراض الوراثية في المجتمع العربي، أمس الأربعاء، في فندق جولدن كراون بالناصرة.

وأشار  إلى أن 'ما بين 5% -10% من حالات السرطان تتطور بسبب عوامل وراثية، وهناك تغييرات كيماوية حيوية في الكروموسومات مرتبطة باحتمالات حدوث سرطان، مما يعطى مؤشر بالارتباطات بين الوراثة وحدوث السرطان'. 

وذكر بأنه 'يوجد دور للجينات الحاملة للوراثة في التسبب لمرض السرطان، إذ توجد بعض العائلات التي تعرض أفرادها لأنواع من السرطانات غير المرتبطة بتغيرات عضوية مسبقة، ولكن ارتباط السرطان بالوراثة لا يؤكده سوى اكتشاف جينات مسببة للسرطان وهذا ما سيكتشفه عالم في علم الوراثة من خلال الفحص الذي يمكن القيام به، ويساهم إكتشاف هذه الجينات بمعرفة مدى إحتمالية إصابة هذا الشخص بالسرطان'.

أهمية الفحص الوراثي لأمراض السرطان

وتابع: 'يلعب عامل الوراثة دورا في أنواع معينة من أمراض السرطان، لذلك فإن فحص تاريخ المرضى للأسرة مهم جدا لتشخيص الحالات وخاصة إذا كان الكشف مبكرا. ترتكز الخطوات الأساسية لفحص مرض السرطان والوراثة على عدة خطوات منا بناء شجرة العائلة وتاريخها الصحي ومعرفة أنواع أمراض السرطان التي أصيب بها أفراد العائلة، عندها يمكن التعرف على الجينات التي قد تسبب مرض السرطان، أو إذا كانت تحمل الجينات القابلية للإصابة بمرض السرطان، هذا الفحص يعتبر الفرصة للتنبؤ بحالات من السرطان وهي في دورها المبكر في الأغلب الأمر الذي قد يساهم في إنقاذ حياة شخص ما'.

وأضاف: 'كأخصائي في مرض السرطان أعمل من خلال عدة وسائل لمكافحة مرض السرطان، إحدى الوسائل المهمة هي الإعلام لتوعية الناس لهذا المرض، فاليوم معرفة الإنسان بأن ما يقارب 10% من أسباب مرض السرطان هي وراثية، سيساهم الأمر في تخفيف نسبة مصابين السرطان وإنقاذ حياة الكثيرين'.

وأشار إلى أن 'كل أعضاء الجسم ممكن أن تتطور فيها خلايا سرطانية، ولا يوجد عضو معفي من السرطان، ولكن هنالك أنواع أكثر شيوعا من غيرها كسرطان الثدي عند المرأة وسرطان البروستاتا عند الرجل، أما السبب لانتشار هذه الأنواع أكثر من سواها فهو غير معروف، ولكن الطب قطع شوطا كبيرا في معالجة هذه السرطانات تحديدا، ورغم أن كل أعضاء الجسم ممكن أن تتطور فيها خلايا سرطانية، يبقى هنالك أنواع يمكن الكشف عنها في مراحل مبكرة كالثدي والأمعاء الغليظة، بيد أنه يكون إكتشاف بعض السرطانات كالرئة مثلا في مراحل متقدمة'.

اختراع بروفيسور حسام الحايك ساهم في الكشف عن خلايا سرطانية

وأشار د. بلان إلى أن 'الاختراع الجديد للبروفيسور حسام حايك، وهو الأنف الإلكتروني، الذي يمكن من خلاله تشخيص رائحة البروتينات التي تفرزها الخلايا السرطانية لتعطيل جهاز المراقبة، يمكن الكشف بشكل أكبر في حال هناك إصابة في مرض السرطان، ومعرفة مرحلة تطور السرطان في جسم المصاب. هذا الاختراع ساهم كثيرا في إنقاذ حياة الكثيرين من خلال الكشف المبكر. ذلك أنه كان الاعتماد سابقا للكشف عن وجود خلايا سرطانية بواسطة جهاز CT ولكن عندما يصل وضع الخلايا إلى هذا الحد فإنه يكون قد مر عليه سنوات، وأعتقد أن سرطان الأمعاء الغليظة عندما يظهر في بدايته عن طريق فحص CT أو فحص 'كولونسكوبيا' يكون قد مضى على تطوره عشر سنوات. هذه المرحلة التي يكون السرطان فيها لا يظهر في الصور والفحوص، قد يكشف عنها'.

التعليقات