"إعرف وطنك": برنامج لتعزيز الذاكرة التاريخيّة والجغرافيّة لفلسطين

تشارك العديد من المجموعات النسائية والشبابية ضمن برنامج "إعرف وطنك" والذي يشمل مسارات وجولات في طبيعة البلاد التي تزخر بالمعالم الجغرافية ذات القيمة الوطنية والتاريخية، ويقوم عدد من مرشدي الرحلات بمرافقة المجموعات ضمن برنامج لزيارة قرى مه

مسارات وتجوال في طبيعة البلاد والقرى المهجرة

تشارك العديد من المجموعات النسائية والشبابية ضمن برنامج 'إعرف وطنك' والذي يشمل مسارات وجولات في طبيعة البلاد التي تزخر بالمعالم الجغرافية ذات القيمة الوطنية والتاريخية، ويقوم عدد من مرشدي الرحلات بمرافقة المجموعات ضمن برنامج لزيارة قرى مهجرة ومناطق أثرية مختلفة.

مسارات وتجوال في طبيعة البلاد والقرى المهجرة

وتحدث مركز الرحلات ضمن برنامج 'إعرف وطنك'، أيمن ريان عن المشروع وما يحمل في طياته من معاني ودلالات، مبينا أن الفكرة هدفت لدمج مسارات وتجوال في طبيعة البلاد الجميلة وما تحويه من آثار فلسطينية وعربية منتشرة في شتى المناطق التي ما زالت تشهد على حضورها القرى المدمرة التي هُجر أهلها إلى شتات الأرض في الداخل الفلسطيني والخارج ليصلوا الى شتى بقاع الأرض يحملون الشوق لبلدهم والحنين للموت في ترابها.

التواصل بالرواية الشفوية بين القديم والجديد

وقال ريان: 'من منطلق الحرص على التواصل بين القديم والجديد للأجيال ووصل حلقات الوصل في المعرفة بين الأجيال المتتالية، رأينا أن هنالك حاجة ملحّة لمثل هذا البرنامج ليكون انبثاقه لمثل هذا التواصل ولإكمال مشوار نقل المعلومة والرواية الشفوية عن قرانا وبلادنا التي مرّت في ظروف طرد وتشريد والكثير من المعاناة في فترات غابرة ليست بالبعيدة'.

مسارات لنقل أحداث الوطن وذكريات الماضي  

وعن برنامج المسارات التي تشارك بها المجموعات ذكر ريان أنه 'يوجد في كل لقاء مع المجموعة مسار جديد يتخلله مداخلة لزيارة ميدانية وتفقد آثار لقرية عربية مهجرة منذ سنة 1948، لنجد وراء كل حجر ملقى على أرض هذه القرية قصة، لشهيد أو فدائي قاوم ودافع، ولنسرد قصة مقاومة المدافعون قدر المستطاع عن قريتهم'.

 ففي قرية إقرث يقول ريان: 'نجد أبو نعمة الرجل الذي يذكر كل التفاصيل لقريته إقرث، ومنهجية الطرد التي مرت بها القرية سنة 1948 ولا ينفك عن زيارة قريته حتى اليوم إلا لعذر أو مناسبة ويبقى التواصل مع أبناء الجيل الجديد ليزرع بهم روح العطاء والانتماء والتحدي فتجدهم يتناوبون في المكوث بالكنيسة على مدار العام، وفي كل يوم لهم حكاية مع الزوار لقريتهم، وفي بلد الشيخ نجد من يستقبلنا ممن سبقونا وهم كثر، ليشهدوا أنهم كانوا هنا، وفي مركزهم الشهيد عز الدين القسّام، وليكونوا أكبر شاهد على الحياة في هذه الأرض'.

تعزيز الانتماء الوطني للأرض

 ويتم خلال المسارات دمج بين الرواية العربية والعبرية، ففي كل موقع هناك قصة مكان عربية واسم عربي تداول لمئات السنين قبل الدولة اليهودية وابتداء المداولة بأسماء المواقع باللغة العبرية بعد سنة 1948'.

وعن أهداف المشروع تحدث ريان بالقول ' هناك الكثير من الأهداف، ولعل أهمها رفع تعزيز روح الانتماء الوطني للأرض، من خلال زيارة المواقع والآثارات لهذه القرى التي هجرت وهدمت في سنة 1948، وإيجاد حلقة وصل متينة ما بين الجيل القديم والجيل الجديد، والاطلاع على المعاناة التي مرت بها البلاد في سنوات خلت، ورفع مستوى المعرفة للمشاركين من درجة زائر إلى درجة باحث عن حقيقة وتاريخ المنطقة، ومعرفة مسارات في الطبيعة في ربوع بلادنا من خلال السير بالمسارات، ففي كل لقاء هنالك مسار وهنالك موقف أو فعّاليّة تتعلق بالمسار مع ربط أواصر المحبة والتعايش بين أفراد المجموعة'.

وخلص إلى القول إن 'ما يميز هذه البرامج أنها لا تقتصر على جيل محدد فهي معدة لكل الأجيال، ولكل من لديه روح التعلم والمعرفة وربط حلقة الوصل ما بين الجيل القديم والجيل الجديد. يُقال، من لا يوجد له قديم لا يوجد له جديد، إذا جُهلنا بقديمنا ولم نعرف كأنه لا وجود له وعندها يُنكر علينا حاضرنا وحداثتنا، من هنا وجب المشاركة في مثل هذه البرامج لتزيد معرفتنا وتزيد ثقتنا بنفسنا وبمجتمعنا، وعندها يمكننا المواجهة بقوة لا بضعف'.

التعليقات