لقاءات نسائية تفوح بالمحبة في رمضان

يتجلى مبدأ التكافل الاجتماعي الفلسطيني خلال شهر رمضان، وتجسد اللقاءات بين أفراد المجتمع من خلال زيارات رمضانية أسس المحبة التي لا تزال راسخة عند الغالبية من أبناء المجتمع الفلسطيني في الداخل.

لقاءات نسائية تفوح بالمحبة في رمضان

لقاءات نسائية في طمرة

يتجلى مبدأ التكافل الاجتماعي الفلسطيني خلال شهر رمضان، وتجسد اللقاءات بين أفراد المجتمع من خلال زيارات رمضانية أسس المحبة التي لا تزال راسخة عند الغالبية من أبناء المجتمع الفلسطيني في الداخل.

ويتضح من خلال لقاء جمع بين مجموعة نساء من مدينة طمرة أن التعطش للترابط الاجتماعي المتين هو أحد الدوافع التي تدعو إلى تنظيم مباردات رمضانية جماعية.

إحدى هذه المبادرات كان لقاء مجموعة نساء من طمرة كن قد بدأن نشاطهن في العام الماضي من خلال برنامج 'إعرف وطنك'، وقد قررت المجموعة الاستمرار في البرامج النسائية الخاصة بالمجموعة لأهداف تربوية واجتماعية تساهم في إعادة المجتمع من خلال المرأة إلى مساره السليم في المحبة والاحترام بين الجميع.

أبو الهيجاء: 'لقاء نسائي لتعزيز قيم رمضانية'

هذا وكانت قد ساهمت بتنظيم هذه المجموعة مركزة جيل الطفولة في بلدية طمرة، المربية سمية أبو الهيجاء، منذ العام الماضي، وقالت إنه 'من خلال عملي في مجال التربية لجيل الطفولة، أسعى لتعزيز الارتباط الاجتماعي بين النساء، وذلك لترسيخ قيم عديدة في عائلاتنا من خلال المرأة. لقد انطلقت هذه المجموعة من برنامج 'إعرف وطنك' برنامج تعليمي ترفيهي، لنستمر في هذه النشاطات الاجتماعية، ولقد رأينا أن نجتمع في شهر رمضان لنحيي طقوسا من ديننا وعاداتنا التي نعتز بها وهي الزيارات بين أبناء البلد الواحد والمجتمع الوحد'.

مريح: 'الانتماء للأرض عزز من انتمائنا لمجتمعنا'

وذكرت بسمة مريح التي استضافت النساء في بيتها أن تشكيل هذه المجموعة النسائية انطلقت من حب الوطن والانتماء للأرض، فالمرأة كالأرض التي تمنح الإنسانية من خيراتها دون تذمر أو شكوى، بالرغم مما يتغلغل بها من مخلفات حقد البشرية، إلا أنها لا تنبت إلا كل خير'.

وتابعت: 'نحن كنساء نسعى لجمع شمل القلوب المتباعدة المتنافرة بالمحبة من خلال التواصل، لقد جمعنا شهر رمضان الذي من خلاله ينشر الله أسمى السمات الرحمة والمغفرة والعفو، ونحن كنساء نحاول أن نرسي قيم الرحمة والعفو بين أبناء مجتمعنا والشعوب عامة، وبالرغم من جمالية اللقاءات الرمضانية بيننا كنساء فلسطينيات، إلا أن وجع المرأة التي هُجر أبناؤها وأهلها عنها قسرا في السجون والزنازين يؤرقنا، شوقهن للقاء بمن أبعد عنهن وهو إما أسيرا أو لاجئا لا يترك للفرح أن يكتمل'.

مريح: 'تعزيز العلاقات بين النساء هو تعزيز للعلاقات الاجتماعية'

وقالت المربية عايدة مريح 'نفتخر بالمرأة العربية التي تسعى لرفع أبناء مجتمعنا إلى درجات الرقي من خلال التأثير الاجتماعي الجماهيري. نحن في المجموعة النسائية وضعنا نصب أعيننا تعزيز العلاقات بين النساء وهو تعزيز للعلاقات العائلية والاجتماعية، ولهذا اجتمعنا خلال شهر رمضان لأهداف اجتماعية كذلك نقيم حلقات لتحضير حلويات رمضانية لها مذاق مميز لأنها تحضر بشكل جماعي وخاصة في شهر رمضان'.

حجازي: 'لقاؤنا يُبرز الجانب الإيجابي لمجتمعنا الفلسطيني في الداخل'

وأكدت المربية اعتدال حجازي أن 'العلاقات الاجتماعية النسوية تساهم في تعزيز أخلاق التسامح والمودة بين القلوب. لقد نجحنا كمجموعة نسائية بوضع أهداف تربوية اجتماعية لمجموعتنا ترتكز على التكافل الاجتماعي بيننا، وهذا اللقاء الرمضاني المميز الذي يجمع بيننا يُبرز الجانب الإيجابي لمجتمعنا الفلسطيني في الداخل في ظل تنامي الحقد والكراهية عند مجتمعات أخرى. نريد أن نبحر بمجتمعنا الفلسطيني إلى ميناء أمن وأمان'.

ياسين: 'يحمل اللقاء الرمضاني طابعا تراثيا عربيا وإسلاميا'

أما المربية ومصممة الثياب ذات طابع تراثي فلسطيني، حنان ياسين، فقد أشارت إلى أنه 'بالرغم من ضغط العمل والإلتزامات الملقاة على كاهل المرأة وخاصة خلال شهر رمضان، إلا أننا لم نتنازل عن لقاء رمضاني يجمعنا. أرى أنه من واجبنا الاستمرار في هذه العلاقات النسوية بيننا، ويحمل اللقاء الرمضاني طابعا تراثيا عربيا وإسلاميا، ويجب إحياء هذه العادات من خلالنا نحن الأمهات والنساء'.

نهار: 'اللقاءات النسوية تمكّن النساء اجتماعيا'

تضم المجموعة النسائية نساء من مختلف الأجيال، وقد ذكرت المربية نسرين نهار أن 'هذا المزيج بين النساء من مختلف الشرائح الاجتماعية يساهم في نقل المعرفة من امرأة لأخرى. إن المجموعات النسائية تمنح المرأة شعورا بالقوة والتحدي وعدم الخوف، وهذا ما شعرت به، لقد منحتني المجموعة النسائية تمكينا ذاتيا اجتماعيا، وشعرت بأنني قوية بفضلهن'.

أبو الهيجاء: 'اللقاءات الرمضانية تنثر عبقا تراثيا'

وأشارت المربية ريم أبو الهيجاء إلى أن 'اللقاءات الرمضانية تنثر عبقا تراثيا وتعطر الأجواء الإيمانية بيننا. كان لا بد لنا كنساء استغلال شهر رمضان لتنظيم لقاء في إحدى ليالي هذا الشهر الفضيل، والتي حملت معها عادات رمضانية تراثية منها تحضير حلويات رمضانية. لقد شعرت بأن اللقاء الرمضاني له نكهة تختلف عن باقي اللقاءات، ونأمل أن ننجح في إعادة ترسيخ قيم الأجداد بالمحبة بين الناس من خلال هذا التواصل بين القلوب'.

مجدوب: 'النساء أقوى كمجموعة لإحداث التغيير'

وقالت الفنانة جيهان مجدوب إنه 'بعد عناء يوم طويل أمر به كإمرأة عاملة وربة منزل خلال يوم صيام لم أتنازل عن لقاء يجمعني بنساء ارتبطت بهن من خلال برامج سابقة. هذه اللقاءات تمنحني الطاقة الإيجابية لما تحمله من تقدير للمرأة وتعزيز من مكانتها، وبأنها قادرة على التغيير الإيجابي في مجتمعنا'.

التعليقات