زملاء من المشفى الفرنسي بالناصرة: ذكرى د. نخلة باقية

يعمّ الحزن هذهِ الأيام المستشفى الفرنسي في الناصرة، بعد وداع مديره الدكتور سليم نخلة، في أعقاب إصابته بمرض عضال لم يمهله طويلاً.

زملاء من المشفى الفرنسي بالناصرة: ذكرى د. نخلة باقية

يودعون د. سليم نخلة في المستشفى الفرنسي بالناصرة

يعمّ الحزن هذهِ الأيام المستشفى الفرنسي في الناصرة، بعد وداع مديره الدكتور سليم نخلة، في أعقاب إصابته بمرض عضال لم يمهله طويلاً.

ويشيع جثمانه إلى مثواه الأخير، اليوم الأربعاء، وقد تحدث زملاء له في المهنة عن عطائه الذي استمرّ لعشرات السنين المتواصلة، في هذا التقرير الذي أعدّه 'عرب 48' مقدرين إنجازات هذا الرجل. عرفوه إنسانا معطاءا بكل معنى الكلمة في هذا الصرح الذي يسعى لخدمة الإنسان والناصرة والمجتمع العربي في البلاد.

 


ذكرى باقية

يستذكر المدير الإداري للمستشفى الفرنسي في الناصرة، حنا عيلوطي، بداية مشوارهِ مع الراحل د. سليم نخلة، في سنة 1981، المشفى الفرنسي حين التحق بعملهِ كطبيب نساء في المستشفى الفرنسي، وسنة 1985 أنهى دراسته في التخصص والتحق بوظيفة كاملة في المستشفى، وسنة 1989 تعيّن كأول مدير عربيّ للمشفى، وبقي كذلك حتى وفاتهِ، أي يعني ذلك 26 سنة من النجاحات في إدارة المؤسسة، متابعاً، أنّ تفكير الراحل كان بأبناء شعبهِ، وتطوير التخصصات في المشفى، فهي لم تكن موجودة في ذلك الحين، فنجح في أوائل التسعينات بإقامة برنامج جزئي للتخصص بالتعاون مع مستشفى العفولة، ومع تقدم الأقسام أصبح هذا التخصص كاملا وليس فقط بشكل جزئي، كأقسام طب الأطفال والنساء

ويقول مدير قسم الخدّج والرّضع في المستشفى الفرنسي، جريس جمّاليّة إنه 'بالنسبة لعلاقتي مع الدكتور سليم نخلة، فهي منذ بدايتهِ في المستشفى، ومنذ ذلك الحين قدم خدمات كبيرة في تطوير المستشفى، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة، الجمعيّة الطبيّة وهيئات طبيّة اختصاصيّة متنوعة، من خلال تقديم إحصائيّات عن المستشفى، استطاع حينها نيل الموافقة في إنشاء تخصصات جزئيّة في أقسام متنوعة، الأطفال، أنف أذن حنجرة، العيون، ومع التطور الذي قام بهِ الدكتور سليم، استطاع المستشفى أن يفتتح ويتطور بأقسامهِ المتعددة الكاملة'.

ويوضح أن الراحل كان قد قدّم الكثير إلى مجتمعهِ، ليس فقط من خلال المستشفى، بل من خلال الجمعيّة المسيحيّة العالميّة التي كان يرأسها كمدير، منذ سنتين، فأقام بها الكثير من الفعاليّات والبرامج، بالإضافة إلى مساعدتهِ لعدّة أطباء آخرين لإكمال مسيرتهم في التخصص الطبي، بعد أن لم يجدوا لهم مكانا، فكان هو الداعم لإكمال مسيرتهم.

مبادرات وطنيّة

وتحدث عيلوطي عن الجوانب المختلفة عن هذا الإنسان الرائع، منها مبادرته في إقامة لقاءات ومؤتمرات طبيّة عالميّة بمبادرة شخصيّة منه، بالتعاون مع فرنسا، واستضافة أطباء فلسطينيين ويهود في مؤتمرات طبيّة عالمية في تخصصات مختلفة، وهو من بادر وقام بترتيب عمليّات جراحيّة لأطفال فلسطينيين من الضفة الغربية وغزة، في مستشفيات فرنسيّة، اهتمت بهم إلى أن عادوا إلى بلادهم بحال أفضل، وكل ذلك دون مقابل، مشيراً إلى جهوده بالتواصل مع أطباء فلسطينيين لتقديم علاجات طبيّة مهنيّة، فهو من أول الأطباء الذين استخدموا تقنيات ومعدات طبيّة متطورة، مثل جهاز السي تي، جهاز إم آر آي، وفي تخصص الأطفال نجح في تقديم طاقم مهني من الأطباء المتخصصين.

وقال الممرض المسؤول في قسم الخُدّج، عبد مصالحة، إن الراحل كان صاحب موقف، ويحمل مواقف اجتماعيّة، سياسيّة، وطنيّة، ذات خط واضح، وعدا عن ذلك هو رجل اجتماعي يشارك جميع العاملين في المشفى بمناسباتهم من أفراح وأتراح، ويهتم بهم مما جعله بعلاقة جميلة مع الموظفين، ويستفسر عنهم وعن أحوالهم الشخصيّة، مستذكراً الأحداث السياسيّة التي كان يتأثر منها، فقد كان يتخذ موقفا وطنيا مشرّفا.

وفي الختام أكد مصالحة أن 'ما يبقى في ذهني من ذورة له تتجلّى في كونهِ إنسانا صاحب موقف وقد ترك فراغاً كبيراً بعد رحيلهِ'.

التعليقات