الناصرة تستعد لاستقبال عيد الأضحى

وبشكلٍ عام، فإنّ المئات من الحتفلين يقصدون النّاصرة للترفيه وشراء حاجياتهم، لكن الكثير بالمقابل يحتج على الأوضاع الاقتصادية الصعبة، والتي تحول دون فرحة مكتملة للعيد.

الناصرة تستعد لاستقبال عيد الأضحى

صور من الناصرة التقطت بعدسة "عرب 48"

أصواتُ بعض الباعة الجائلين في الشارع تتعالى، وبسطاتٌ وأكشاك صغيرة تنبسطُ على حافة الأرصفة في مدينة النّاصرة، ورجلٌ يجوب الشوارع عارضاً على النّاسِ القهوة، هذهِ هي الأجواء التي ملأت مساء أمس، الثلاثاء، شوارع المدينة مستقطبةً العديد من أبنائها للتسوق والتحضير وشراء مستلزمات العيد، عيد الأضحى.

وبشكلٍ عام، فإنّ المئات من الحتفلين يقصدون النّاصرة للترفيه وشراء حاجياتهم، لكن الكثير بالمقابل يحتج على الأوضاع الاقتصادية الصعبة، والتي تحول دون فرحة مكتملة للعيد.

التحضيرات تتحرك

يشير صاحب دكان للملابس، غانم مروّات، إلى أنّ النّاصرة تشهد توافد زوّار من البلدات المجاورة، بالإضافة إلى أهالي الناصرة، وهي فترة ضغط عمل بشكل عام، وقد اعتاد المواطنون عليها فهي أصبت جزء من 'عجقة العيد'، مضيفًا أن ملابس العيد هي أمر لا يُستغنى عنه وهي من أسس الفرحة في العيد.

ومن جنانبهِ قال المواطن بهاء الدين أبو أحمد، أنَه يحضّر لمشتريات العيد ومأكولاته التي تتلخص في الشوكلاطة، الكعك واللحمة، بالإضافة إلى تحضير البيت وتنظيفه، وشراء الملابس للأطفال، وفي المقابل يرى أنّ الناصرة تملؤها حركة ما قبل العيد، وأنّ هناك إقبال على المحلات التجارية، موضحًا أنّ ليلة العيد هي الأهم.

أما صاحب محل تجاري للأحذية، سعيد منصور، فيعتبر أنّ الإقبال قد بدأ مؤخراً، يوم أمس الثلاثاء، فبشكل عام أصبح الناس ينتظرون إلى آخر الأيام حتى يحضّرون أنفسهم، وليس قبل أسبوع أو أسبوعين، كما كان.

وفي هذا السياق تفيد المواطنة شيرين شبلي، من قرية عرب الشبلي، أنّها أتت لزيارة النّاصرة للتسوق منها، بمناسبة العيد، كي تجهّز أطفالها للعيد بشرائها حاجيات الملابس، المأكولات والمكسرات والحلويات واللحمة بشكل خاص لأنّه عيد الأضحى،

شوائب

بينما يفيد المواطن عمر سليم شيخ سليمان، أنّ الأوضاع الاقتصادية تشوب هذا العيد، كون العيد قد تغيّر والنّاس متعبة جدًا من الإفلاس الاقصادي، بقولهِ: 'فش إشي، الناس بتبعش، الناصرة بشكل خاص لا يوجد فيها حركة، النّاصرة وأهلها وجميع المجتمع العربي متعبون من الناحية الاقتصادية، لا يوجد عمل'.

ويتابع أنّ جميع المحلات التجارية في النّاصرة تعاني من هذه الأوضاع الاقتصاديّة المزدرية، والمواطنون لا يشعرون بالسعادة، يُسيّرون أوضاعهم بالقوّة، ويسدّون احتياجاتهم ورغبات أطفالهم وعائلاتهم بصعوبة، ويقتصدون منها فبدل أن يشتروا 5 كيلو لحمة يشترون 2 فقط، وهذه كما أكّد أنّها حقيقة.

'العيد تغيّر عن السنين السابقة، أصبحت الموسيقى بشكل أكبر في الشارع، والمشاكل كذلك، وقد تغيرت الناس ولم تعد تشعر بهموم الآخرين، الأوضاع الاقتصادية لها تأثير كبير على العيد، وبشكل خاص فإنّ نسبة البطالة مرتفعة جدًا في المجتمع العربي'، هذا ما يقوله عاصم شبلي.

وترى شبلي أنّ بهجة العيد اختلفت، وهي بهجة وسعادة فقط للأطفال، مشيرةً إلى أنها تعمل في رياض الأطفال وتلمس من خلال مشاركتها مع الأهالي أنّ الأوضاع تختلف عن سابقها بل وآخذة في السوء، وذلك بسبب سياسات الدولة التي تسعى لتهميش المجتمع العربي.

التعليقات