التصعيد مغامرة غير محسوبة للمؤسسة الإسرائيلية

أجمع عدد من النواب العرب على أن مقاومة الاحتلال هي أمر طبيعي، وأن التصعيد الإسرائيلي، في القدس بوجه خاص، هو مغامرة غير محسوبة وتؤكد على أن إسرائيل تعيش حالة من الفزع

التصعيد مغامرة غير محسوبة للمؤسسة الإسرائيلية

أجمع عدد من النواب العرب على أن مقاومة الاحتلال هي أمر طبيعي، وأن التصعيد الإسرائيلي، في القدس بوجه خاص، هو مغامرة غير محسوبة وتؤكد على أن إسرائيل تعيش حالة من الفزع بسبب الخشية من فقدان السيطرة على الأمور، وفشل الرهان على إدارة الصراع والمفاوضات والحل السلمي.

وقالت النائبة حنين زعبي إن الحديث عن حالة احتلال، وكل هدوء ضمن هذه الحالة هو هدوء غير طبيعي، وهو تسليم وتطبيع غير مرغوب مع حالة الاحتلال.

وتساءلت النائبة زعبي "لماذا نحتاج لتفسير الوحشية الإسرائيلية؟ نحن لا نفسر معطى ثابتا، نحن نفسر عادة ما يتغير، الوحشية الإسرائيلية هي جزء من ممارسات وآليات الاحتلال الإسرائيلي، وهي حالة ثابتة منذ خمسين عاما، وهي تزيد أو تخف تبعا لحدة تطرف من في السلطة الإسرائيلية ولاعتدال من في السلطة الفلسطينية، وتبعا للمقاومة الفلسطينية، فالهدوء الفلسطيني يتبعه هدوء في الإجراءات الرسمية الإسرائيلية، وتبعا لمدى الانتباه الدولي والمنطقي حول ما يحدث هنا، فكلما، خف الانشغال والاهتمام الدولي والعربي بالقضية الفلسطينية، كلما استرخت إسرائيل وزادت من ضغوطها ووحشيتها".

"الهدوء مع حالة الاحتلال أمر غير طبيعي"

وتابعت زعبي: "هنالك حالة احتلال، وكل هدوء ضمنها، هو هدوء غير طبيعي، هو تسليم وهو تطبيع لا نريده مع حالة الاحتلال. صحيح نستطيع أن نتخيل احتلالا أقل قسوة، أقل إجراما، نستطيع أن نتخيل احتلالا لا يقتل طفلا كل 4 أيام، ولا يقتل بالغا كل 3 أيام، بل يكتفي بالحفاظ على آليات سيطرة، دون وحشية، وبحد أدنى من الاحتكاكات والمواجهات مع  الفلسطينيين، ونستطيع أن نتخيل "مستوطنون" يسرقون أرض الفلسطيني، دون أن يقلعوا زيتون الأرض التي لم يسرقونها، ودون أن يضربوا جيرانهم الفلسطينيين، لكن هذه تصبح تفاصيل، لمن لا يريد التطبيع مع الاحتلال، ولمن لا يريد تحسين شروط الحياة ضمن الاحتلال، بل يريد التحرير ولا أقل من التحرير".

"زيادة وحشية المستوطن مع تساهل المؤسسة الإسرائيلية"

وقالت: "صحيح نستطيع أن نقول إن ما تغير في المشهد الإسرائيلي هو زيادة وحشية المستوطنين ووزن قرارهم ومزاجهم وتأثيرهم على السلطة الإسرائيلية، لقد قتلت الشرطة فادي علوان في القدس أمس بعد أن صرخ المستوطنون للشرطي: أقتله.. أطلق النار عليه.. أطلق النار عليه".

 وأضافت أن المستوطنات تتوسع، ليس فقط بسبب القرار الإسرائيلي بزيادة عدد وحدات البناء، بل لأن المستوطنين باتوا يتجرأون على توسيع مستوطناتهم لتلاصق الشارع الالتفافي أو القرى الفلسطينية، دون خوف من تعرض الفلسطينيين أو مواجهاتهم. حلميش لم تكن لتتوسع قبل أكثر من 6 سنوات، لتصل الشارع الالتفافي لأن المستوطنين أنفسهم كانوا يحرصون على إبعاد بيوتهم عن نقاط الاحتكاك الفلسطينية. بعد 2006 -2008، وبزيادة التنسيق الأمني، وزيادة قمع الحراك والمقاومة الفلسطينية، وقمع المواجهات اليومية ضد المستوطنين، من قبل الأمن الفلسطيني، زادت وحشية المستوطنين وعنفهم، وتساهل المؤسسة الإسرائيلية معهم".

وأوضحت: "لكن المهم، والذي يحتاج إلى تفسير ليس وحشية المحتل، فهل لطافة القامع واحترامه للحريات هي أمر طبيعي، ووحشيته هي التي تحتاج لتفسير؟ أم أن سكوت المحتل وتسليمه هو ما يحتاج لتفسير؟  نحن الذين نتغير، ليس فقط نسكت ثم نهب، نتراجع ثم نثور، هذا أيضا طبيعي، لكنه طبيعي ضمن مسار واضح ومثابر من النضال، وليس ضمن تغييرات إستراتيجية كبرى. الهدوء بعد الانتفاضة الثانية، بعد النجاح الإسرائيلي في قمع الانتفاضة، طبيعي في حال كان هذا الهدوء ضمن عملية مراكمة القوة واستعادتها وإعادة بنائها، لكنه ليس طبيعي ضمن قرار الخروج عن حق النضال والانتقال إلى مسار لا نضالي، ضمن تذويت حالة من الاستضعاف الذاتي، في عملية تبرير لإستراتيجية جديدة هي مفاوضات وهمية لا نهائية تمكن قبضة الاحتلال وترسخه".

حنين زعبي: "الأمور تخرج عن السيطرة الإسرائيلية، والشعور الإسرائيلي أن القوة لم تنفع مع هذا الشعب"

واختتمت: "الذي تغير هو أننا عدنا لما يشبه مرحلة الانتفاضة الأولى، لا قيادة فلسطينية رسمية، ولا حتى ميدانية، مع أنه في الانتفاضة الأولى، كان هنالك قيادة ميدانية، هنالك تحرك لأفراد، غضب فلسطيني عفوي، شباب لا أفق لديهم، ووصلوا لقناعة أنه لا يوجد من يمثلهم ومن يخرجهم من هذا اليأس، ولم يسلموا بيأسهم. وتجد إسرائيل صعوبة في السيطرة على هذه العمليات وعلى هذا الغضب، بالذات لأنه لا يخضع لقيادة ولا لجهات فلسطينية تسيطر عليه أو تقوده. وربما هذا هو تفسير الوحشية الإسرائيلية، خروج الأمور عن السيطرة الإسرائيلية، والشعور الإسرائيلي أن القوة لم تنفع مع هذا الشعب، فربما نجرب المزيد من القوة، إلى جانب الثقافة العميقة من الاستعلاء والوحشية والاستهتار بحياة الفلسطيني التي ربتها إسرائيل في ذاتها لمدة تربو عن 50 عاما. ولن يردع جرائم ووحشية الطرف الإسرائيلي سوى المثابرة في النضال، وفك يد السلطة عن الشارع الفلسطيني، وإنهاء التنسيق الأمني، وتحويله إلى تنسيق بين الفصائل الفلسطينية، دون أن تقوم هذه الفصائل بخنق الحراك الشبابي والشعبي، لتعزز الفصائل الحراك ولتندمج فيه ولتحذر من أن تسيطر عليه فتخنقه أو تقمعه. ولتقف السلطة موقف السكون، لتتفرج، أجل، الآن نريدها أن تتفرج ولا تحرك ساكنا، لأنها إذا حركته، فلن تحركه في الاتجاه الصحيح".    

النائب د. باسل غطاس: "الأقصى هو الوقود الأكثر فعالية لإشعال المنطقة برمتها"

من جهته قال النائب د. باسل غطاس إن الأحداث الأخيرة في المنطقة تدل على أزمة كبيرة وصلت إليها المنطقة برمتها، بحيث تكتشف القيادة الإسرائيلية بأنه لا يمكن الاستمرار في نهج إدارة الصراع والسيطرة على منسوب التوتر في المنطقة، وذلك في ظل حالة الغليان التي تسود المنطقة، كذلك إمكانيات إدارة الصراع ضمن المفاوضات العبثية وفي ظل أوسلو والمنظومة السياسية التي وصلت إلى نفق مسدود تجعل ادارة الصراع غير ممكنة، وقد تشتعل المنطقة برمتها في أية لحظة، وإنه من الواضح جدا أن الوقود الشديد الفعالية الذي بإمكانه جعل الأوضاع ملتهبة وعلى شفة الهاوية هو موضوع المسجد الأٌقصى، ذلك أن التلاعب الإسرئيلي بالنار في هذا الموضوع يعتبر بمثابة مغامرة غير محسوبة من قبل القيادة الاسرائيلية، مع وصول المنطقة سياسيا لأفق مسدود".

فشل المراهنة على الحل السلمي والمفاوضات

وأضاف: "تعتبر حالة التصعيد مظهرا من مظاهر الأزمة ، ذلك أن الأزمة الحقيقية هي وصول المنطقة إلى أفق مسدود سياسيا، وفشل عملية إدارة الصراع في التحكم في لهب التوتر، أما بالنسبة للمرحلة الجديدة فيمكن أن نسميها فشل المراهنة على الحل السلمي والمفاوضات، والعودة لتجديد المشروع الوطني الفلسطيني، عدا عن المقاومة الشعبية للشعب القابع تحت الاحتلال، والقدس تمثل الإرادة الشعبية لكونها تقف اليوم في خط المواجهة الأول".

وأكد أن "على الداخل الفلسطيني عدم الرضوخ لجميع الوسائل التي تستغلها السلطة لمنعنا من الوصول للمسجد الأقصى، وأن نواصل التوجه للمسجد الأقصى".

النائب د. زحالقة: يجب وقف التنسيق الأمني

أكد النائب د. جمال زحالقة على أن التصعيد الإسرائيلي ووحشية الشرطة يدلان على حالة الفزع التي تعيشها إسرائيل، فهي من جانب تتبجح أمام العالم بأن القدس موحدة، وأنها تحافظ على الوضع القائم، ومن جانب آخر فإن ما يحدث يفضح هذا الكذب الإسرائيلي، فلا شك بأن الإجراءات التي تتخذها إسرائيل هي خير دليل على أنها قلقة ومتضايقة مما يجري، فما نراه بأنها تتخذ خطوات فيها الكثير من التخبط وتأتي بنتائج عكسية، ومن أبرز تلك النتائج أنهم يصعدون من قمعهم ضد الفلسطينيين، فيما تزداد وتيرة المقاومة الفلسطينية، فإنه أمر طبيعي جدا ان تكون مقاومة احتلال حيث يوجد احتلال، ومن غير الطبيعي أن يكون هدوء في ظل الاحتلال، بحيث أن أكبر عدو للشعب الفلسطيني بعد الحركة الصهيونية هو الهدوء في ظل الاحتلال، لأن هذا الهدوء يتسبب لحالة تطبيع مع الاحتلال، وكأن الاحتلال أمر طبيعي، الأمر الذي يصب في مصلحة الاحتلال".

الانتفاضة قرار شعبي

وتابع: "يجب أن تكون خطوات درامتيكية من الطرف الفلسطيني، مثل وقف التنسيق الأمني وإلغاء اتفاقيات أوسلو وحلّ السلطة، لأن إسرائيل شعرت بالراحة فقط قبل أسبوعين من الوضع القائم، أما الآن فهي تشعر بالقلق والتوتر، ونحن على أبواب هبة شعبية جديدة، وللتذكير فإن كل انتفاضات الشعب الفلسطيني من ثورة 1936 كانت قد بدأت كحراك شعبي وليست كقرار من قيادات، كذلك الأمر في الانتفاضتين الأولى والثانية، فبعد اندلاعهما جرت القيادات تلهث خلفها حتى تركب الموجة، وكان لها دور بعدها، لكن الانتفاضة بدأت دون أن تسأل أحدا".

د. زحالقة: "شعبنا سيحمي الأٌقصى مهما كلف الثمن"

أما المطلوب من القيادات الفلسطينية كحد أدنى بحسب رأي د. جمال زحالقة فهو: "أن لا تضع العراقيل أمام انتفاضة جديدة، وأن لا تعيقها ولا تحاول منعها". أما بالنسبة لمدينة القدس فقد أضاف زحالقة بأنها بحاجة اليوم لوحدة وطنية ميدانية بين كل الفصائل والقوى السياسة، فالقدس لا تنتظر المصالحة التامة، والتي هي متعثرة الآن، لكن يمكن التوصل لوحدة ميدانية وهذا مطلب الشعب حتى نستثمر بما يجري في خدمة مشروع التحرر الوطني الفلسطيني".

أما على صعيد الداخل الفلسطيني فقد أوضح النائب زحالقة بأنه قد بدأ التحرك الجدي، حيث أن هناك وجود واهتمام مكثف على المستوى الشعبي والسياسي الفلسطيني في المسجد الأقصى، كما تنطلق المظاهرات في كافة المناطق تقريبا، ونحن ندعو الجميع للمشاركة في النشاطات المحلية والقطرية دعما للأقصى، بحيث يجب أن تكون رسالة للحكومة الإسرئيلية بأن الانتهاكات الإسرائيلية لن تمر، شعبنا سيحمي الأٌقصى مهما كلف الثمن".

يذكر في هذا السياق أن الشرطة قد استدعت النائب زحالقة للتحقيق معه. وقال د. زحالقة إنه كما يبدو فإن التحقيق يتعلق بالأحداث الأخيرة التي وقعت في باحات المسجد الأقصى، مضيفا "لن أمثل لهذا التحقيق، فهو قمع سياسي نتج عن تحريض وزير الشرطة ووزراء آخرين لمنعي من دخول المسجد الأقصى والتحقيق معي".

جمعة الزبارقة: التصعيد يستدعي تحركا محليا ودوليا

من جهته أكد عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني الدمقراطي، جمعة الزبارقة،  أن التصعيد الحاصل في القدس، بكل المقاييس، يستدعي تحركا شعبيا محليا، وتحركا دوليا لصد الاعتداءات على المسجد الأقصى.

وبحسب الزبارقة فإن الفلسطيني يضطر للدفاع عن نفسه أمام ممارسات المستوطنين وقمع قوات الاحتلال.

التعليقات