الناصرة: مواطنون يتجنبون زيارة المدن اليهودية في ظل الاعتداءات العنصرية

شهدت مدينة النّاصرة، كما معظم المدن والقرى العربيّة، الأسبوع المنصرم، موجة تظاهرات واشتباكات مع الشرطة، التي اندلعت تنديدًا بالاعتداء على المسجد الأقصى وقتل المدنيين العُزّل ضمن سياسة الإعدام الميداني.

الناصرة: مواطنون يتجنبون زيارة المدن اليهودية في ظل الاعتداءات العنصرية

شهدت مدينة النّاصرة، كما معظم المدن والقرى العربيّة، الأسبوع المنصرم، موجة تظاهرات واشتباكات مع الشرطة، التي اندلعت تنديدًا بالاعتداء على المسجد الأقصى وقتل المدنيين العُزّل ضمن سياسة الإعدام الميداني.

ولا بدّ أن تكون هذه الأجواء المتوترة التي يسودها الظلم والقمع ورائحة الدماء قد أثّرت على المجتمع العربي، وبشكل خاص، على علاقتهم بالمجتمع اليهودي ومؤسسات الدولة، إلى أن وصل الحد بالمواطنين النصراويين مثل شريحة واسعة من العرب في الداخل إلى أخذ الحيطة والحذر في ظل الأجواء العنصرية المعادية للعرب، وبشكل خاص إثر الاعتقالات العشوائية التي طالت شبانًا وشابات المدينة، ومعظمهم دون ذنب، بالرغم من أنهم قاصرين واتهامهم بمحاولة الإخلال بالنظام.

الخوف .. متى؟

يتحدث المواطن ميشيل كتّورة عن قلقه وخوفه إزاء التوجه لمكان خارج النّاصرة، فالوضع اختلف عمّا كان عليه، الأحداث التي جرت مؤخرًا تدعو للخوف، وهناك نظرة أخرى للشارع اليهودي لنا كعرب متواجدين في دولة إسرائيل، مؤكدًا أنّ هناك خوف من الخروج من المدينة، وهاجس من أن تحدث مشاكل، وهذا يؤدي بالضرورة إلى خوف.

وتعرب الفتاة سارة عمري، بدورها، أنّها ترتاب من الدخول إلى المدن اليهودية، وهو شعور 'ما بين الخوف والحذر، فقد وصلنا إلى وضع يتهم فيه العربي دون أن يفعل أي شيء خطأ، بل من الممكن حين يسير المواطن في الشارع أن يتم إيذاؤه'.

ومن الطرق التي يمكن من خلالها أخذ الحيطة والحذر، تقول عُمري، إن الحل في البقاء داخل المدن العربية، 'التي يتوفر بها كل شيء وتكون هذه إحدى طرق المقاطعة وفي ذات الوقت، نحمي أنفسنا، فأي شيء نريده يمكننا الذهاب إلى المدن والقرى العربية واقتناؤه'.

ومن جهة أخرى، يفيد المواطن غانم مروّات، أن المشاحنات والاشتباكات أدّت إلى تحايد المواطنين من دخول المجتمع الآخر، وكل جهة تحاول أن تتحايد الأخرى، وفي كل مجتمع هناك أشخاص قابلة لإيذاء غيرها وهذا سبب الخوف لدى الطرفين.

فيما يعتبر عبد الله الصفوري، أنه لا يخاف من دخول مدن يهوديّة في ظل هذه الأوضاع، 'ما عدا بلدات مثل بيت شان والمجيدل فمن الخطر الدخول إليهم لدرجة لا يمكن الاقتراب منهم أو التحدث مع أهلها، أما باقي المدن اليهودية وغيرها كحيفا وطبريا فهي لا تشكل أي خوف، ومع هذا، فإنّه لا يخاف على نفسه أين يذهب، بل يخاف من الطرف الآخر وتصرفاته غير المتوقعة'.

وتقول الفتاة إسراء عمري، إنها لا تخاف السفر إلى المدن اليهوديّة المختلطة كصفد وحيفا وبئر السبع، 'لأنني لا أقوم بفعل خاطئ، وبالرغم من التزامها الديني بالحجاب، فهي ترى أنّ هناك نظرات غريبة تتصوب باتجاهها في المجتمع اليهودي'.

ويشير نادر خليل من النّاصرة، إلى أنّه لا يرى أن هناك خوف بل حيطة وحذر يجب أن يتحلى به الأنسان، في كل الأوقات وعندما يكون برفقة عائلته إلى أماكن مختلطة خارج المدينة، فمن المفضل عدم الخروج والبقاء في المنزل في هذه الأيام، وهي قضية حذر وليس خوف'.

التعليقات