أهالي ميعار المهجرة: أرضنا ليست للبيع

حذر بعض أصحاب الأراضي أهالي ميعار من الوقوع بهذا الشرك المدبر ودعوهم إلى رفض أي نوع من المساومة، والتمسك بحق العودة كحق أنساني تاريخي ثابت وغير خاضع للمساومة والتقادم..

أهالي ميعار المهجرة: أرضنا ليست للبيع

فيما ينتظر الكثيرون من أهالي  قرية ميعار المهجرة في الجليل والقريبة من مدينة سخنين استعادة أملاكهم وأراضيهم التي صودرت في أعقاب النكبة الفلسطينية عام 1948 والعودة لبلدتهم التي اقتلعوا منها وهجّروا إلى خارج الوطن، ومنهم من بقي ولجأ إلى البلدات المجاورة مثل كابول وشعب وعرابة وشفاعمرو، تنشط مجموعة من المحامين والسماسرة من الشمال (الأسماء محفوظة في ملف التحرير) في الآونة الأخيرة بين عائلات المهجرين وتحاول إقناعهم بالتنازل عن حقهم بأراضيهم التي مر على مصادرتها أكثر من 65 عاما وبأثمان بخسة أي لا يتعدى ثمن الدونم الواحد 60-70 ألف شيكل.

وحذر بعض أصحاب الأراضي أهالي ميعار من الوقوع بهذا الشرك المدبر ودعوهم إلى رفض أي نوع من المساومة، والتمسك بحق العودة كحق أنساني تاريخي ثابت وغير خاضع للمساومة والتقادم..

استعادة الأرض

وقال أبو يوسف نمارنة لـ'عرب 48' إن 'محامين حضروا برفقة معاونين إلى منزلي في شفاعمرو وقد حصلوا على طابو بريطاني بمساحة 120 دونما تؤكد ملكية العائلة لهذه الأرض التي صودرت في أعقاب النكبة بعد أن تم اقتلاعنا من بلدتنا ميعار'.

وأضاف أنه 'توجه لي أحد المحامين وشخص آخر من إحدى قرى الشمال وأخبرني أن المستندات التي أحضرها معه 'طابو إنجليزي' تؤكد ملكيتنا 120 دونما من أراضينا في بلدتنا ميعار المهجرة التي اقتلعنا منها، وقدموا لنا عروضا هزيلة لبيع هذه الأرض للدولة بمبلغ زهيد لا يتعدى 68 ألف شيكل، إلا أننا رفضنا هذه العروض جملة وتفصيلا، لأن أرضنا المصادرة منذ عام 1948 لا زالت مكانها ونحن مصممون على استعادة أراضينا دون المساومة عليها فهي ملكنا وحقنا وسنواصل المطالبة بهذا الحق كأبسط حق بعد أن شردنا واقتلعنا من بلدتنا وتشتتنا داخل البلاد وخارجها وذقنا الويلات'.

معاناة...

وقال محمد نجل أبو مصطفى سعدة والذي عايش النكبة ولا زال يتواصل بجرحه المزمن مع بلدته ميعار، أن والده أخبره بتوجه محامين له للمساومة وبيع أرضه التي صودرت عام النكبة 48.

وأضاف لـ'عرب 48' أن 'والدي يتواصل مع بلدتنا ميعار كالكثيرين من الأهل ولا ينقطع عنها، وتحمل معاناته ومعاناة عائلته ثم استقر في مدينة شفاعمرو بعد أن اشترى قطعة أرض صغيرة وأقام عليها منزلا'.

ووصف توجه المحامين والسماسرة له لبيع أراضيهم في ميعار بأنه 'تماما مثل سكب الزيت الساخن على الجرح المفتوح'.

وأكد أن والده الذي تجاوز السبعين عاما من عمره لا زال يعيش على أمل العودة.

مساومة...

واستعرض الناشط داهش عكري ابن بلدة ميعار المهجرة بدوره عمق الجرح ووجع التهجير، وقال لـ'عرب 48' إنه 'سمعنا عن مجموعة من المحامين والسماسرة من منطقة البطوف والجليل الغربي الذين يسعون إلى جمع المال على حساب جراحنا. لم تكتف  المؤسسة الإسرائيلية بقتل الإنسان الفلسطيني وتهجيره، بل هي مصرة على استكمال جريمتها بحقنا أهلنا اللاجئين في وطنهم من خلال المساومة على أراضينا والتخلص من أهم المعالم الشاهدة  على النكبة والاقتلاع وعمق تجذرنا في وطننا، وذلك من خلال ضعاف النفوس في ملاحقة المهجرين ومساومتهم على أملاكهم مستغلة ظروفهم المعيشية وأزمة الأرض والمسكن العميقة وعبر المراهنة على عامل الزمن الذي قد يضعف أمل العودة وتمسكهم بأرضهم في ظل الظروف السياسية العربية الإقليمية والدولية المتردية من خلال تحريك واستغلال بعض النفوس الواهنة والفاشلة التي تنشط في هذه الأيام لاستكمال الجريمة وإقفال هذه الحلقة، لكننا متمسكون بهذا الحق وندعو الجميع إلى أن يحذروا هؤلاء المتسولون على جراحنا'.

وأكد الناشط في لجنة مهجري ميعار، المربي غازي شحادة، لـ'عرب 48' أن بعض الأهالي توجهوا له واخبروه عن نشاط بعض المحامين والسماسرة من إحدى بلدات منطقة البطوف وقرى الجليل الغربي.

وقال لـ'عرب 48' إن 'المساومة على حق المهجرين خيانة عظمى، القضية ليست شخصية أو قضية بلديات بل قضية وطنية وثابت وطني وأخلاقي وإنساني غير قابل وغير خاضع للمساومة، ولذلك لا نقبل بتاتا الحديث أو التفاوض على بيع أو تبديل أرض مقابل أرض في مكان آخر رغم أننا نعلم أن هناك من أقدم على ذلك في بعض القرى، ونحن لا نخوّن أحدا بل نلوم هؤلاء الأخوة، وهناك من أقدم على ذلك إما بدافع الجهل أو بدافع الضغط ومساومة المؤسسة بعد التضييق والملاحقة، وهناك من بدل أرضه عن دراية ووعي وهذا هو الملام أكثر. وللأسف فإن هؤلاء الذين بدلوا أرضهم مقابل أرض أخرى عليهم أن يعرفوا أن الأرض البديلة التي منحتهم إياها الدولة هي أراضي تابعة لأهلنا من المهجرين ممن لا زالوا يذوقون الويلات خلف الحدود وفي مخيمات اللجوء وينتظرون العودة'.

وشدد شحادة أنه 'علينا ألا نتهاون بالأمر، وهو أمر خطير ومؤلم ويمس بنا في الصميم، وعلينا متابعته ولا يعقل أننا نعمل منذ سنوات ونتواصل مع بلدتنا برفقة أبنائنا لتعزيز الارتباط الزمني والوجداني ببلدتهم وأراضيهم وكي لا تهون عليهم، ونحن لا نتهم أحدا بالخيانة ممن بدلوا أراضيهم، لكن نقول لهم أصحوا فالأرض هي الأرض والوطن هو الوطن والبلد هي البلد. ونقول لهؤلاء المحامين والسماسرة أنتم تعلمتم من خير هذا البلد فلتصحّوا ضمائركم وإنسانيتكم وكفوا عن هذا العبث بوجع الناس وعودوا لأنفسكم وحكموا ضمائركم'.

التعليقات