طلاب الداخل في جنين: معاناة وترقب نتيجة إغلاق الحاجز

يعيش نحو 3 آلاف طالب من الداخل الفلسطيني في الجامعة العربية الأميركية بمدينة جنين، في هذه الأيام، حالة من التوتر والترقب والخشية على سير دراستهم الجامعية خاصة وأنهم يقدمون الامتحانات في هذه الفترة.

طلاب الداخل في جنين: معاناة وترقب نتيجة إغلاق الحاجز

حاجز الجلمة

يعيش نحو 3 آلاف طالب من الداخل الفلسطيني في الجامعة العربية الأميركية بمدينة جنين، في هذه الأيام، حالة من التوتر والترقب والخشية على سير دراستهم الجامعية خاصة وأنهم يقدمون الامتحانات في هذه الفترة.

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد أغلقت حاجز الجلمة شمال مدينة جنين بذرائع 'أمنية' مما جعل طلاب الداخل في حيرة من أمرهم حيث علقوا في حرم الجامعة ومساكنهم، ويضطرون للدخول والخروج عن طريق حاجز 'جبارة' القريب من مدينة الطيبة في المثلث رغم معاناتهم وتكبدهم مشاق السفر لساعات.

قلق وأجواء ترهيب

واستعرضت الطالبة بيان كيوان محاميد في حديثها لـ'عرب 48' تداعيات إغلاق الحاجز وأثره النفسي والمعنوي على الطلاب، وقالت إنه 'لا شك أنها تدابير سياسية عليا وهي بالطبع عنصرية،  فالإغلاق الشامل والتام مستهجن خاصة وأنهم لم يطرحوا حلولا للطلاب على أقل تعديل ولم يضعوا طريقة لدخولهم وخروجهم من الحاجز، ناهيك عن أن الكثير من الطلاب وخاصة الجدد يشعرون بالقلق والخشية بسبب الإغلاق والأجواء الترهيبية السائدة ومستقبل تعليمهم في ظل هذه الأوضاع المشحونة وتداعياتها مع هذه الإجراءات المشددة وغير المبررة'.

وأضافت أن 'ما يحدث هو بمثابة إجراءات عقابية للجميع والحجج التي يتذرعون بها غير مبررة بعد أن ارتكبت إعدامات ميدانية. وبطبيعة الحال فإن هذه الإجراءات تسبب معاناة كبيرة للطلاب، وهناك من يضطر للسفر يوميا لأسبابه وظروفه الخاصة ومنهم من هو متزوج ويعود يوميا لأسرته، ونتيجة هذه الإجراءات يضطرون للبقاء هنا أو تحمل مشاق السفر الالتفافي لمسافات طويلة مع سوء ومخاطر الطرق'.

وأشارت إلى أن 'الطلاب الآن في فترة امتحانات، وهذا يؤثر إلى حد كبير على الطلاب الجدد. نحن نرى بهذا الإغلاق إجراء عدائيا لا مبرر له، وهو يهدف إلى فرض حالة من الترهيب'.

صعوبة وتوتر

وأشار الطالب محمد تيتي في حديثه لـ'عرب 48' إلى تداعيات هذا الإغلاق، وقال إنه 'منذ يومين وأنا أحاول العودة إلى بلدتي دير الأسد في الجليل لأتزود باحتياجاتي الأساسية من أمتعة ومصروف، إلا أنهم أخبروني أنه لا مجال للعبور من الحاجز'.

وأضاف 'عدت وكررت الاتصال تلفونيا إلا أنهم كانوا يجيبوني باستخفاف ويكرروا نفس العبارة 'مغلق غدا ومغلق غدا ومغلق غدا'. أما بخصوص الخيار الآخر وهو السفر عن طريق حاجز 'جبارة' فهو صعب للغاية ويستغرق ساعات طويلة عدا عن سوء حال الطريق وخطورته خاصة ليلا ناهيك عن قلق وتوتر  الأهل'.

وقلل الناشط الطلابي عدي محاميد بدوره من تأثير هذه الإجراءات، وقال لـ'عرب 48' إنه 'ليس كما يصور البعض وكأن الأمر صعب للغاية، قد يكون صعوبة ما لدى الطلاب القادمين من مسافات ومناطق بعيدة مثل قرى الجليل الأعلى، لكن الغالبية من الطلاب يجدون بديلا عن طريق حاجز 'جبارة' رغم كل المصاعب'.

ولفت إلى أنه 'جرى الإعلان عن غرفة عمل لمساعدة الطلاب الجدد وعممنا على الطلاب أرقام هواتف خاصة للمساعدة، ونحن بدورنا نتابعهم، وليس هناك ما يقلق رغم هذا الإجراء العدائي دون الأخذ بالحسبان تداعياته على الطلاب العرب، ونحن باتصال مع النواب العرب وعلمنا أنهم باتصالات مع الجهات الإسرائيلية لإيجاد صيغة لحل الأزمة'.

أمل في حل الأزمة قريبا

وقالت سمر حسين، وهي والدة لطالبة في الجامعة العربية الأميركية في جنين، لـ'عرب 48' إنه 'لا شك أننا في العائلة نشعر بقلق معين خاصة وأن ابنتي في سنتها الأولى بالجامعة، ونحن غير معتادين على مثل هذا الحال'.

وأضافت أن 'الأمر لم يكن بالحسبان كي نتخذ إجراءات احتياطية مثل توفير الأمتعة والمصروف الكافي، وابنتي مثل زملائها الطلاب  الآن تعيش أجواء الامتحانات مع مصاعبها بالسنة الأولى، لكن علينا أن نعتاد على هذا الوضع لأنه جزء من حال هذه البلاد، ونأمل يتم حل هذه الأزمة في أقرب وقت ممكن'.

التعليقات