رغم إعلان إعادة فتح الحاجز: قلق بين طلاب الداخل في جنين

رغم إعلان السلطات الإسرائيلية إعادة فتح ممر المشاة في حاجز الجلمة شمال مدينة جنين اليوم، الخميس، لا يزال آلاف الطلبة من الداخل الفلسطيني الذين يدرسون في الجامعة العربية الأمريكية في جنين يشعرون بحالة من القلق والترقب،

رغم إعلان إعادة فتح الحاجز: قلق بين طلاب الداخل في جنين

رغم إعلان السلطات الإسرائيلية إعادة فتح ممر المشاة في حاجز الجلمة شمال مدينة جنين اليوم، الخميس، لا يزال آلاف الطلبة من الداخل الفلسطيني والذين يدرسون في الجامعة العربية الأمريكية في جنين يشعرون بحالة من القلق والترقب، ويناشدون المسؤولين والنواب العرب الوقوف إلى جانبهم في معاناتهم بسبب إغلاق حاجز الجلمة.

'عرب 48' تابع القضية وواصل الاتصال مع الطلاب الذين يشعرون بالقلق والتوتر والذين اضطروا للسفر في طرق وعرة للوصول إلى حاجزي الحمرة أو جبارة حتى يتمكنوا للعودة إلى بلداتهم ومنازلهم. ومنهم من فضل المكوث في جنين لتمكنهم من تقديم الإمتحانات خلال هذين الأسبوعين.

أبو رومي: 'السفر خمس ساعات... مشقة ما بعدها من مشقة'

وقال الطالب أمير أبو رومي من طمرة، يدرس موضوع المحاماة سنة ثانية، لـ'عرب 48' إننا 'مجموعة كبيرة من الطلاب، نحو 3000 طالب من بلدات الداخل الفلسطيني، نتواجد حاليًا في حرم الجامعة في جنين ولا نستطيع العودة إلى بيوتنا بسبب إغلاق حاجز الجلمة حتى الأن، الأمر الذي يتسبب بمعاناة الآلاف من طلاب الداخل الفلسطيني 48، ومن ضمنهم كذلك الطلاب الذين لا يبيتون في جنين ويضطرون للسفر من خلال المواصلات العامة ولا يمتلكون سيارة خاصة لهم، فحاجز الجلمة مغلق والمواصلات قليلة، هناك طلاب بقوا داخل جنين وطلاب داخل الخط الأخضر، الأمر الذي يعني خسارة مواد تعليمية لمن لم يتمكن من الدخول إلى الجامعة، كما قد يضطر البعض إلى إعادة مساقات تعليمية في حال لم يتمكن من الوصول إلى قاعة الإمتحانات، خاصة وأننا نمر الآن في فترة إمتحانات'.

وأضاف أنه 'يجب أن أعود للمنزل في طمرة ولهذا سأضطر للسفر من خلال حاجز الحمرة القريب من العوجة، أو للسفر من خلال حاجز جبارة الذي يمر من منطقة طولكرم، هذا يعني بأنني سأسافر لمدة خمس ساعات على الأقل حتى أصل بيتي بدلا من السفر ساعة واحدة وهذه مشقة ما بعدها من مشقة'.

وأكد أن 'الطلاب العرب يعانون بسبب التأخير على حاجز الجلمة بسبب التفتيش المكثف للسيارات الأمر الذي كان يعرقل وصولهم بالوقت المحدد للجامعات، وإغلاق حاجز الجلمة يضاعف بشكل جدي مشكلة آلاف الطلاب العرب، وأناشد المسؤولين بالتحرك لأجلنا وعدم السماح باستمرار هذا الوضع الذي يؤثر جدا على دراستنا ويعرضنا للخطر بسبب السفر لساعات طويلة، كما أن هناك نسبة كبيرة من الطلاب الذين بدأوا دراستهم للسنة الأولى وليس لديهم خبرة الأمر الذي قد يحرمهم من متابعة دراستهم لهذا العام'.

حجازي: 'شعور بالقلق ينتاب الطالبات في استخدام حواجز جديدة'

أما الطالبة رنين حجازي والتي تدرس طب أسنان، سنة رابعة، فقد بات الشعور بالقلق بسبب اضطرارها للسفر مسافات طويلة للوصول إلى حاجز الحمرة للعبور إلى داخل الخط الأخضر، قالت 'أدرس للسنة الرابعة طب أسنان في جامعة تصنف من أفضل الجامعات عالميا وعلى وشك إنهاء تعليمي، لقد مرت 4 أعوام بأمان إلى أن قررت السلطات الإسرائيلية إغلاق حاجز الجلمة فقد بات الشعور بالقلق ينتاب الطلبة وخاصة الطالبات، اليوم هي المرة الأولى التي سأجرب العبور من خلال حاجز آخر غير حاجز الجلمة حتى أتمكن العودة لمدينة طمرة في الجليل وآمل أن يكون خبر إعادة فتح حاجز الجلمة اليوم صحيحا'.

وأضافت أنه 'للأسف نتعرض لتضييقات بدلا من تسهيلات، ونطالب جميع الهيئات المسؤولة التحرك من أجل آلاف الطلاب العالقين في مستنقع المعاناة بسبب إغلاق الحاجز الرئيسي الذي نعتمد عليه للوصول لمقاعد الدراسة'.

محاميد: 'سأبقى في جنين حتى لا أخسر امتحاناتي'

ويُفضل الطالب أحمد محاميد المكوث في جنين لإجراء امتحاناته بدلا من العودة إلى أم الفحم من خلال حاجز جبارة الذي يضطره الأمر للمرور من طريق وعرة قد تعرضه للخطر، وهو طالب سنة ثانية في موضوع العلاج الوظيفي، يعاني كغيره من الطلاب الفلسطينيين من داخل الخط الأخضر، وقال لـ'عرب 48' إنه 'مر شهر واحد على السنة الدراسية وغالبيتنا نحتاج للعودة على الأقل مرة أسبوعيا لتوفير احتياجاتنا الشخصية من مال وأمور أخرى، ولكن للأسف هناك طلاب علقوا داخل جنين ومنهم من بقي في منازلهم في الداخل الفلسطيني ولم يتمكنوا من الوصول للجامعة وتقديم الإمتحانات، أوضاعنا سيئة جدا في الحالتين، فنحن عالقين بين المطرقة والسندان'.

وناشد كغيره من الطلاب النواب العرب أن يساندوهم في محنتهم هذه قائلا إننا 'طلاب علم نتوجه لندرس في جنين، لا نريد أن نخسر سنوات تعليمنا، هدفنا التعليم والارتقاء بمجتمعنا ونتمنى منكم الوقوف لجانبنا ودعمنا لأن الأمر لا يُحتمل، ومعاناتنا أقسى من وصفها، وأصعب مما يصلكم، فقط ندعوكم للإنضمام إلينا في جامعة جنين ومحاولة السفر من خلال حاجز جبارة لمعرفة مشاعر القلق التي تنتابنا'.

زيداني: 'السفر عبر الحواجز الأخرى خطر ويهدد سلامتنا'

وأوضح الطالب مصطفى زيداني من طمرة، وهو يدرس الرياضة سنة أولى، أنه بالإضافة للمعاناة والتعب الجسدي الذي يعانيه الطالب العربي بسبب إغلاق الحاجز فهناك معاناة وضغط نفسي قد تتسبب بمشاكل في مسار دراسته، فطيلة الوقت يدرس الحلول والخطط المناسبة له والأنسب لإتباعها.

وقال وهو في طريقه إلى حاجز جبارة مع مجموعة طلاب آخرين إننا 'نضطر للعودة إلى بلداتنا في الداخل الفلسطيني على شكل مجموعات طلابية حتى لا نتعرض للخطر، فالوضع خطير جدا ويهدد سلامتنا'.

وأضاف أنه مرغم على العودة إلى طمرة لأنه يعمل أربعة أيام ولديه التزامات أخرى عليه القيام بها ولا يمكن تأجيلها، كما لا يمكنه التوقف عن العمل في مصلحتهم الخاصة.

وأوضح أن 'هدفنا التعلم والحصول على الشهادات الأكاديمية لنعود إلى أهلنا مرفوعي الرأس، لذلك نناشد القيادات العربية والمسؤولين بمساعدتنا واتخاذ خطوات لمساعدتنا وتحسين أوضاعنا'.

التعليقات