الطيرة: سهى منصور… بأي ذنب قتلت؟!

أثارت جريمة القتل النكراء التي شهدتها مدينة الطيرة مساء أمس، الخميس، والتي سقطت ضحيتها المربية سهى أمين منصور (39 عاما) وهي أم لأربعة أولاد، ردود فعل غاضبة في المدينة.

الطيرة: سهى منصور… بأي ذنب قتلت؟!

المغدورة سهى منصور

أثارت جريمة القتل النكراء التي شهدتها مدينة الطيرة مساء أمس، الخميس، والتي سقطت ضحيتها المربية سهى أمين منصور (39 عاما) وهي أم لأربعة أولاد، ردود فعل غاضبة في المدينة.

وكان منفذ الجريمة قد أقدم على إطلاق العيارات النارية صوبها، وهي داخل سيارتها قرب بيتها، مصيباً إياها بجراح بالغة الخطورة أدت إلى وفاتها، وعثر عليها بعد ساعات من مقتلها داخل سيارتها. 

وشيعت جماهير غفيرة عصر اليوم الجمعة جثمان المغدورة إلى مثواه الأخير في مسقط رأسها الطيرة.

محاسبة الذات وهدم التعويل على الشرطة

وقال ابن الطيرة، رئيس الاتحاد القطري للجان أولياء أمور الطلاب العرب، المحامي فؤاد سلطاني، لـ'عرب 48' إن 'هذه الجريمة النكراء تضاف إلى عشرات جرائم القتل التي حصلت في الطيرة في السنوات الأخيرة وإلى مئات جرائم القتل التي حصلت وتحصل في المجتمع العربي عامة، لم يعد يكفي أن نوجه أصابع الاتهام للشرطة أو الدولة أو أي جهة مسؤولة بالتقصير، وهذا أمر واضح أنها جهات لا يعول عليها. ولقد آن الأوان لكي يقوم المجتمع العربي بفحص نفسه وتحمل مسؤولياته والدفاع عن شبابه وشاباته كما يجب'.

وأضاف أنه 'على كل واحد منا أن يفحص سلوكه هو وماذا يمكن أن يفعل للحد من هذه الآفة الخطيرة. إن محاربة العنف تبدأ في  البيت والمدرسة باتباع التربية الصحيحة، ولذلك يجب التعاون بين كل الجهات من مربين وأهالي وهيئات محلية، فالحلقات المغلقة والندوات لا تكفي، وهي ليست الحل'.

نبذ ومقاطعة المجرمين

وقال رئيس بلدية الطيرة، المحامي مأمون عبد الحي، لـ'عرب 48' إننا 'نستنكر هذه الجريمة البشعة التي راح ضحيتها والدة لأطفال صغار ومربية أجيال'.

وأضاف إن 'الشرطة مطالبة بالعمل الجاد للكشف عن مرتكبي الجريمة النكراء، وأتوجه الى كل المواطنين باستنكار مثل هذه الجرائم ونبذ ومقاطعة من يرتكبها والعمل على أن لا يبقى المجرمون بيننا'.

وأكد أنه 'سنستمر بالضغط على الشرطة بكل الوسائل والأساليب للقيام بدورها كما يجب. علينا أن لا ننسى أن في دولة إسرائيل هناك شرطة واحدة لا غير وعلى مستوى الطيرة هناك تقدم ملحوظ في عمل الشرطة، ولكنه غير كاف'.

وأشار إلى أن 'المسؤولية بالكشف عن مرتكبي مثل هذه الجرائم ملقاة بالأساس على الشرطة، وعدم قيامها بواجبها سيدفعنا للتحرك جماهيرياً'.

مطالبة المسؤولين بالعمل على محاربة العنف والإجرام

وقال رئيس المعارضة في بلدية الطيرة، محمد منصور، لـ'عرب 48' إننا 'أولا نستنكر كل أحداث العنف التي تتزايد بالمثلث الجنوبي وبالذات في مدينة الطيرة، ونأسف بشكل خاص على جريمة قتل المربية سهى منصور. ونحن نطالب بإلقاء القبض على مرتكبي هذه الجريمة ومحاكمة مرتكبي الجرائم بحق أبنائنا وأهلنا'.

وأضاف 'نطالب أيضا النواب العرب في القائمة المشتركة أن يقدموا عريضة واستجوابا لوزير الشرطة وحثه على العمل من إيجاد حل لآفة العنف والإجرام في المجتمع العربي'.

مديرة المدرسة التي عملت بها المغدورة في جلجولية: 'فجعنا بمقتل مربية مهنية ومحبوبة'

وقالت مديرة المدرسة الابتدائية 'أ' في جلجولية، منال رابي، لـ'عرب 48' إننا 'فوجئنا وفجعنا جميعا لسماع هذا الخبر، كل الهيئة التدريسية وكل العاملين في المدرسة يندبون هذه المصيبة'.

وأضافت أن 'المربية سهى منصور عملت في مدرستنا كمربية في صفوف البساتين منذ أعوام عديدة وكانت مهنية جداً وناجحة في عملها ومحبوبة ومقبولة جداً من الأهالي والزملاء والأطفال، ولذلك كل أهالي البلدة صعقوا لسماع هذا الخبر'.

وأوضحت أنه 'نحن الآن نتواصل مع كل الجهات المختصة من المجلس المحلي والتفتيش ومركز الخدمات النفسية والاستشارة وجميع الهيئة التدريسية لكي نجهز الطلاب والأهالي لاجتياز هذه المحنة العصيبة وهذه الفترة الصعبة. تغمدها الله برحمته وأدخلها فسيح جناته'.

وقال عضو بلدية الطيرة عن التجمع الوطني الديمقراطي، حسني سلطاني، في حديثه لـ'عرب 48' إن 'التجمع في الطيرة ومنطقة المثلث يشجب ويستنكر جريمة القتل التي راحت ضحيتها المربية سهى منصور بدون أي رادع أخلاقي وقانوني، ويندرج ذلك في إطار تفشي ظاهرة العنف والجريمة المستشرية في مجتمعنا العربي. ونحن في نفس الوقت نرفض كل أنواع العنف والإجرام، وللأسف أن ضحية جريمة القتل هذه مربية ومعلمة أجيال في مدرسة ابتدائية'.

وأضاف أن 'الشرطة وجميع الجهات المسؤولة مطالبون بالكشف الفوري عن مرتكبي الجريمة النكراء ومقاضاتهم'.

عشرات جرائم القتل منذ مطلع العام والمجرمون أحرار طلقاء

وشهدت البلدات العربية عشرات جرائم قتل سجلت بغضون الأشهر الأخيرة. وتسجل يوميا حوادث إطلاق رصاص وإلقاء قنابل وبلطجة ونزاعات وشجارات وأعمال سطو وسرقة، ما بات يهدد المجتمع العربي في أمنه واستقراره ونسيجه الاجتماعي.

وتتسع مظاهر العنف رغم إدراج العديد من البلدات العربية ضمن مشروع ما يسمى 'مدينة بلا عنف' وافتتاح مقرات للشرطة، إذ تتواصل في البلدات العربية مظاهر العنف وفوضى السلاح، حيث تحول ذلك إلى مشهد اعتيادي.

ويعيش المواطنون العرب في البلاد حالة من القلق والتوتر، وذلك في أعقاب اتساع مظاهر العنف وجرائم القتل، فمنذ مطلع العام الحالي 2015 سجلت نحو 30 جريمة، فيما أشارت إحصائيات عام 2014 إلى أن 59 شخصا قتلوا في حوادث إطلاق رصاص، ولم تقدم لوائح اتهام في العديد منها أي أن القاتل ما زال حرا طليقا.

اقرأ أيضا: الطيرة: مقتل سهى منصور رميًا بالرصاص

ويستدل من الإحصائيات أن 59 جريمة سجلت في العام الماضي لم تنجح الشرطة في معاقبة الجناة في أكثر من ثلاثين جريمة العام الماضي،  وكذلك الأمر بالنسبة لجرائم ارتكبت منذ مطلع العام الحالي.

التعليقات