أم الفحم: الشرطة تتقاعس في كبح جماح العنف

شهدت مدينة أم الفحم منذ عدة شهور ارتفاعا خطيرا في عدد جرائم إطلاق النار التي لا تزال أسبابها مجهولة.

أم الفحم: الشرطة تتقاعس في كبح جماح العنف

منظر عام في أم الفحم

شهدت مدينة أم الفحم منذ عدة شهور ارتفاعا خطيرا في عدد جرائم إطلاق النار التي لا تزال أسبابها مجهولة.

يحاول الشارع الفحماوي فهم ما يجري في المدينة وخاصة خلفيات وأسباب خلافات، شجارات وحتى جرائم طعن وإطلاق نار ازدادت بصورة مقلقة مؤخرا، لكن يتعذر عليه ذلك لأن الأمر أصبح أشبه بالحدث العادي!

ولعلّ الأسباب التي أدت إلى أن يتجرأ البعض ويطلق النار في ساعات متأخرة من الليل هو تخاذل الشرطة والسلطات وتقاعسها بمعالجة مثل هذه القضايا التي تقض مضاجع الأهالي عامة.

'عرب 48' أعد تقريرا تحدث فيه مواطنون وأجمعوا على تحميلهم الشرطة مسؤولية تفاقم العنف في أم الفحم.

وقال أشرف العال إن 'ظاهرة إطلاق النار خطيرة جدا ويجب اجتثاثها قبل فوات الأوان. من الواضح أن الشرطة تتخاذل بحل مثل هذه القضايا، وإذا توقعنا أن الشرطة ستأتي لجمع السلاح في مدينة أم الفحم فهذا لن يحدث لن يحدث أبدا، يجب أن نأخذ المسؤولية على عاتقنا كمواطنين وهذا ينبع من التربية في البيوت كما وأنه علينا معرفة أين يقضي أبناؤنا أوقاتهم'.

وأكد أن' جيل اليوم يحتاج إلى أن نتنبه له كثيرا في ظل هذه الظروف، والوضع أصبح لا يطاق'.

وعن رأيه حول الحل لهذه الظاهرة، قال 'أعتقد أن بداية حل هذه الظاهرة تبدأ من مقاطعة الأعراس التي يتم فيها إطلاق نار'.

وأشار إلى أن 'يجب التعامل مع المشاكل بمسؤولية تامة دون اللجوء إلى العنف، فكل مشكلة لها حل، وعلينا دحر العنف ونبذه'.

ووجّه العال رسالة لسكان أم الفحم عبر 'عرب 48' قال فيها إنه 'على كل شخص أن يبدأ بالتغيير بنفسه ومن ثم يتطلع إلى إحداث التغيير في المجتمع. أرى كثيرا من الناس يتذمر ويقول إن الوضع لا يطاق، السؤال من هو الذي يطلق النار؟ من هنا يبدأ التغيير'.

واستطرد أنه 'يتوجب علينا عدم الاعتماد على الشرطة لأنها ليست معنية بحل المشاكل بل معنية بتفاقمها، ولو قام عربي بإطلاق النار في الخضيرة فعلى الفور تعتقله الشرطة وتصادر السلاح'.

مواجهة

وقال الطالب الجامعي، فراس عبد درويش، في حديثه لموقع 'عرب 48' إنه 'خلال الأحداث الأخيرة ، ادعت الشرطة أنها ستصل لكل من يخالف القانون، وبالفعل جندت الشرطة قوات كبيرة، ولكنها وكما كان متوقعا لم تقصد أنها ستصل لمن يزعجون ويرهبون الأهالي بعنفهم وسلاحهم، الشرطة لم تقصد أنها ستصل لمن يخالف القانون حقًا بل قصدت في تصريحها المتظاهرين فقط'.

ورأى أن 'تقاعس الشرطة في عملها واضح وهو ليس بجديد على أحد، ولكن لا يمكن أن نضع اللوم فقط على الشرطة وتخاذلها في الحد من هذه الظواهر المقلقة، فمجتمعنا بأهله وأحزابه وبلديته هو الذي يستطيع وهذا واجبه أيضا في مواجهة هذه الظاهرة، فالأمر وإن كان يحتاج إلى عمل شاق ومتواصل إلا أنه ممكن وإمكانية حدوثه تكمن فقط في وضع خطة موضوعية يشرف عليها جميع الأطراف وعلى رأسها البلدية ومؤسساتها'.

وأضاف: 'لستُ مؤهلاً لتحديد الخطة التي يجب العمل بها، لكنني أظن أن العمل يُقسم إلى قسمين، الأول من خلال إنشاء جيل جديد ينبذ العنف والسلاح، والثاني من خلال محاولة الحد من الظاهرة الآن، وبالنسبة للقسم الثاني فللأسف لا أجد له حلاً منطقياً، وآمل أن توفر البلدية ومؤسساتها الحل. اقترح تنفيذ القسم الأول عن طريق المدرسة والمؤسسات ثم لينتقل بعد ذلك للشارع والبيت، العمل في المدرسة مثلا ليس فقط محاضرات للطلاب والأهالي فقط رغم ضرورة وأهمية المحاضرات، بل يكون بإنشاء وتقوية مؤسسات ومراكز ترفيهية وتعليمية تحتضن الطلاب بعد انتهاء الدوام فيها ويمكن أن يمرر ما لا يأخذه الطالب باهتمام في المحاضرة المدرسية'.

فوضى الأخلاق والسلاح

وقال محمود حصري في حديثه لموقع 'عرب 48' إننا 'أصبحنا بمثابة مجتمع يمنح الأجيال القادمة السلاح بدلا من الكتاب. سلاحنا كان العلم والأخلاق، أما الأن فقد تغيرت معالم هذا المصطلح النزيه وتلطخت بدماء الأبرياء وتشوهت بتحويل بلد كأم الفحم إلى ميدان العنف. لقد أصبحنا نعيش تحت منظومة فوضى الأخلاق والسلاح... فإلى متى؟'.

وقال الشاب عبود إغبارية لـ'عرب 48' إن 'الشرطة لو أرادت فبإمكانها أن لا تبقي أي قطعة سلاح في أم الفحم، ولو بدأ كل واحد منا بتغيير نفسه وإبعادها عن المشاكل والديون والعائلية والعربدة أؤكد لك أن ظاهرة استعمال السلاح ستختفي وبالطبع هذا الأمر يعتمد على دور المساجد، الدورات الدينية والنشاطات الاجتماعية أيضا'.

عزيمة وإرادة

وقال محمد طارق أبو شقرة، لـ'عرب 48' إن 'تقاعس الشرطة وتخاذلها في قضية فوضى السلاح غير المرخص ما هي إلا ثمرة سياسة عنصرية تمارس ضد المجتمع العربي وذلك نراه في الارتفاع الحاد لعدد الجرائم وفوضى استخدام السلاح وعدم فك رموز عشرات الجرائم في المدن والقرى العربية'.

وأشار إلى أنه 'يجب علينا كأبناء وآباء في هذا المجتمع أن نعي وندرك ما يحاك لنا ونعمل جاهدين بتكاتف وجد لمحاربة هذه الظاهرة والتغيير نحو الأفضل'.

أما المواطن خالد عطية فقال لـ'عرب 48' إن 'العنف يغزو كل مجتمعنا، والخطر هو انحدار بعض الشباب في مرحلة الثانوية إليه، ونسبة الأشخاص الذين هم دون الثامنة عشرة تبلغ نحو 40% ويجب الانتباه إلى أنه بعد نحو 10 سنوات إذا استمر الحال على ما هو عليه فسيستحيل علينا معالجة أمورنا، وما نطلبه في الحياة أن نعيش في مجتمع مدني وآمن، وعدم الاستعجال باستئصال العنف هو خطيئة كبرى'.

وأكد أنه 'يجب أن يهب كل فرد منا ولنقف وقفة رجل واحد في مواجهة العنف واستئصاله، أبناؤنا فلذات أكبادنا لهم الغد الآمن لنبني لهم هذا الأمل'.

التعليقات