النقب: "مؤتمر صمود" يعيد قضية القرى مسلوبة الاعتراف للواجهة

أكد المشاركون في مؤتمر "القرى غير المعترف بها صمود من أجل الاعتراف" على هامش انعقاده أمس، الخميس، أن الصمود هو ضمان انتزاع الحقوق الأساسية وهو القول الفصل في أي معادلة أو تسوية.

النقب: "مؤتمر صمود" يعيد قضية القرى مسلوبة الاعتراف للواجهة

صور من المؤتمر في النقب

أكد المشاركون  في مؤتمر 'القرى غير المعترف بها صمود من أجل الاعتراف' على هامش انعقاده أمس، الخميس، أن الصمود هو ضمان انتزاع الحقوق الأساسية وهو القول الفصل في أي معادلة أو تسوية. كما شدد المشاركون على ضرورة العمل على تعزيز الصمود الإيجابي وأخذ زمام المبادرة. 

افتتح مدير فرع شتيل في بئر السبع، سلطان أبو عبيد، جلسات المؤتمر مرحبا بالحضور ومشددا على أهمية طرح الموضوع للنقاش بعد انقطاع، وقال إن 'هذا المؤتمر يشكل فرصة للانطلاق بعمل لا ينتهي مع انتهاء المؤتمر'.

 وأعرب عن سعادته بالحضور قائلا إن 'تواجدكم الكبير اليوم هو رسالة بأننا لن نكل ولن نيأس ولن نصاب بالإحباط، وسنستمر بالعمل على انتزاع الاعتراف بقرانا'.

وبدوره عبر رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، عطية الأعسم، عن قناعته بـ'تصميم سكان القرى غير المعترف بها على الصمود والثبات في ظل السياسات والممارسات الهمجية للسلطات الإسرائيلية'، على حد وصفه.

كما تحدث رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، عن مركزية قضية القرى غير المعترف بها في عمل لجنة المتابعة، قائلا إن 'قضية القرى غير المعترف بها حظيت وستحظى باهتمام كبير من لجنة المتابعة، وهي تمثل الشاهد الأكبر على سياسات التمييز والتهميش التي تنتهجها حكومات إسرائيل المتعاقبة ضد المواطنين العرب'.

وافتتح رئيس اللجنة المحلية في قرية وادي النعم، لباد أبو عفاش، الجلسة التي ناقشت واقع القرى غير المعترف بها، سرد فيها قصة صمود قرية وادي النعم التي توجت بالاعتراف الضمني في المجلس القطري للتخطيط والبناء قبل أكثر من أسبوعين.

وشدد على أن 'الصمود يتطلب منا النفس الطويل وهي معركة عض أصابع، فقد تعرضنا في السابق لكافة أنواع الضغوطات والممارسات لدفعنا على الإذعان وقبول مخططات السلطة، وقابلنا ذلك بالإصرار والتصميم من خلال الإضرابات والمظاهرات ولجأنا أيضا إلى الاستعانة بالمرافقة المهنية من جهات مختصة بالتخطيط والقضاء لتقوية حجتنا ودحض أقاويل السلطة عن استحالة تطبيق الاعتراف لضرورات تخطيطية، والتي ما هي إلا حجج واهية'.

وتحدثت الصحافية والناشطة صابرين أبو كف عن أهمية توثيق واقع القرى وسرد رواية مغايرة لا تحصر وتختزل واقع القرى بالصور النمطية من البئس وصور الضحية بل تؤكد على حيوية مجتمعها النابض بالحياة، وقالت إن 'عملية التصوير والتوثيق تبعث على التفكير وتترجم معاني الصمود من دون اللجوء للخطابة والشعارات'.

وأضافت أن 'قرية أم بطين التي انتزعت الاعتراف قبل عقد من الزمن ما زالت تعاني من عمليات الهدم التى تطال البيوت'.

وحذرت من تفاقم الأوضاع الصحية جراء مرور وادي الخليل ومياه الصرف الصحي من المستوطنات المجاورة المتدفقة فيه.

وأشار خليل دهابشة من اللجنة المحلية في قرية الفرعة إلى الخطر الداهم الذي يواجهه سكان قرية الفرعة بعد المصادقة على المخطط لإنشاء منجم الفوسفات 'برير' على أراضي القرية. 

وذكر في معرض حديثه أنه 'تم توسيع المسطح التخطيطي للمنجم ليطال كامل أراضي قريتي الفرعة والزعرورة بعد اقتصار المخطط الأصلي على الأراضي إلى الجنوب الشرقي من القريتين'.

هذا، وتجدر الإشارة إلى أن قرية الفرعة حصلت على قرار الاعتراف عام 2006 وتم تجميد الإجراءات الخاصة بالاعتراف من صياغة مخطط هيكلي بعد الكشف عن مناجم الفوسفات.

وتابع دهابشة حديثه قائلا إن 'الأهالي ليسوا دمى كي ينقلوا من مكان لمكان، فلهم ماض وحاضر ومستقبل يربطهم بأرضهم ويتعطرون بعبقها على مر الأجيال'.

وأكد أن هذه المخططات ستبوء بالفشل على صخرة صمود أهل الفرعة 'أود أن أطمئنكم أن أهلنا في الفرعة صامدون وسيفشلون هذا المخطط كما فعلوا في السابق'.

ودعا ممثل اللجنة المحلية في قرية أم الحيران، رائد أبو القيعان، إلى تضافر الجهود للتصدي لمخطط اقتلاع قرية أم الحيران، وقال إن 'أم الحيران أصبحت رمزا لتفشي سياسة الفصل العنصري التي تتمثل باقتلاع قرية عربية قائمة والزج بمستوطنين مكانهم'.

واستعرضت المخططة نيلي باروخ المخططات القائمة وتحدثت عن أكثر من 23 مستوطنة مزمع إقامتها في النقب وذلك ضمن سياسة واضحة بتهويد الحيز. أحد الأمثلة الصارخة على عنصرية هذا النهج هو المخطط لإقامة مستوطنة جديدة باسم 'نافيه غوريون' على أراضي قرية بير هداج المعترف بها الأمر الذي يتعارض مع مبادئ التخطيط الإسرائيلية ذاتها.

وتحدث الأستاذ آرون يفتاحيئل المحاضر في جامعة بن غوريون وأحد القائمين على 'المخطط التوجيهي البديل للاعتراف بالقرى غير المعترف بها' على ضرورة المبادرة وطرح الحلول الممكنة وعدم النزوع لردود الفعل فقط، 'لقد سحبنا البساط من تحت ادعاء الحكومة القائل بعدم توفر بديل وأن العرب البدو يرفضون أي حل'.

وأضاف أن 'هذا المخطط يفي بكل المعاير المهنية التي يتم العمل بها ويستند على أرضية معرفية راسخة. لتخطيط يجب أن يخدم احتياجات السكان ويأخذ نمط حياتهم بالحساب فالتوزيع الجغرافي في الحيز هو تعبير عن العلاقات الاجتماعية وهوية المجتمع'.

واختتم المؤتمر بجلسة سياسية حضرها كل من النائب عن القائمة المشتركة، أيمن عودة، وعضو المكتب السياسي في التجمع الوطني الديمقراطي، جمعة الزبارقة، وعضو الكنيست عن ميرتس، تمار زاندبيرج، ورئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، عطية الأعسم.

وأكد المشاركون في الجلسة ضرورة مواكبة العمل البرلماني واستغلال هامش العمل المتاح والمناورة في باب تحقيق الاعتراف.

وأكد الزبارقة على هيمنة الخطاب التحريضي على جدول عمل الكنيست الإسرائيلي، وشدد على العمل الشعبي كرافعة لأي جهد برلماني يبذل. أما عودة فتحدث عن مواصلة عمله من أجل الاعتراف بالقرى، 'لقد ذكرت في أول خطاب لي قضية القرى غير المعترف بها وانطلقت في مسيرة الاعتراف التي وضعت قضية القرى غير المعترف بها محل اهتمام محلي ودولي وما الاعتراف الأخير بوادي النعم التي انطلقت منها بمسيرة الاعتراف إلا جنيا لثمار عمل دؤوب ومتواصل'. وأكدت زاندبيرج التزامها بقضية القرى غير المعترف بها 'نحن عملنا في السابق وسنعمل لتغير هذا الوضع'.

هذا، وتقرر الدعوة لورشات لمناقشة آليات النضال في موعد لاحق، وتعتزم الجهات المنظمة بإجراء هذه الورشات في القرى غير المعترف بها لتسهيل وتيسير المشاركة.

التعليقات