عرابة: تشييع الشخصية الوطنية فضل نعامنة

فضل نعامنة شخصية تميزت بالحضور والعطاء ولم تنال حقها* كان أحد قادة يوم الأرض الخالد، وتولى رئاسة لجنة الدفاع عن الأراضي ورئاسة مجلس عرابة المحلي

عرابة: تشييع الشخصية الوطنية فضل نعامنة

شيعت جماهير غفيرة من عرابة البطوف والمنطقة عصر اليوم، الأربعاء، الشخصية الوطنية فضل محمد نعامنة، الذي تولى مسؤوليات عدة في المؤسسات الوطنية بالداخل، لاسيما بعد يوم الأرض الخالد، الذي كان له دورا بارزا في القرارات وإدارة هذه المعركة التاريخية والموقف في اتخاذ قرار الإضراب الشهير مع القيادات الأخرى.

وبقي نعامنة ناشطا حتى أوائل التسعينات بعد أن توقف نشاطه في صفوف الحزب الشيوعي الإسرائيلي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وخاض انتخابات الرئاسة للسلطة المحلية لولاية واحدة بعدها أصيب في حادثة بمنطقة الشمال لم تعرف ملابساتها لغاية اليوم، لكنه أصيب بإعاقة جسدية وبعدها أصيب بمرض أقعده ثلاثة سنوات إلى حين وافته المنية بعد صراع مع المرض.

وتحدث رفيقه خالد موسى بدارنة لـ'عرب 48' عن خصاله ودور المرحوم. وقال إن 'فضل نعامنة، أبو نصيف، كان متميزا وتمتع بميزات الحضور والإلمام بالتفاصيل، وتمتع بنحو خاص بروح النكتة المرتجلة ذات الموقف وخفة الظل التي رافقته في الظروف الصعبة أيضا. وكان مواكبا للحدث ويقدم البيانات ويتواجد بين الناس'.

وأضاف بدارنة أنه 'رافقته منذ أواسط الستينات، وفي العام 1968 كنا أعضاء بالمجلس المحلي وعاشرته وعرفته عن قرب، وتولى أيضا منصب نائب رئيس المجلس المحلي بدون راتب، وكان مرافقا ومتابعا لكل تفصيل، كما كنا سوية في أحداث يوم الأرض الخالد. وكان أحد القيادات التي قادت العمل في عرابة والبطوف بشكل صحيح'.

وتابع بدارنة أنه في العام 1987 انتخب نعامنة سكرتيرا للجنة الدفاع عن الأراضي. وفي العام 1994 خاض الانتخابات المحلية خارج حزبه الذي استقال منه، وفاز برئاسة المجلس المحلي بقوة بسبب شعبيته، 'فقد تميز بحضور قوي وقوة الخطابة وخفة الظل. وبعد ولايته الأولى خاض الانتخابات لدورة ثانية الا انه لم يفز'.

وأضاف بدارنة أنه 'بعد أن تقاعد، اختار طريقة للترويح عن النفس في أحضان الطبيعة في الشمال، خصوصا منطقة طبريا التي كان شغوفا بها إلا أنه واجه هناك حادثة بقيت غامضة لغاية اليوم، حيث عثر عليه مصاب بإصابة بالغة على جانب الشارع. ولم تعرف أسبابها وسببت له إعاقة مستديمة. وقبل ثلاثة سنوات ألم به المرض وبقي يصارعه بقوة لغاية وفاته. ويبقى فضل نعامنة علامة فارقة في تاريخ البلدة والمنطقة والمعترك السياسي عامة'.

وقال جازي بدارنة لـ'عرب 48' إنه 'للأسف لم توف فضل نعامنة حقه، رغم أنه كان متميزا'. وتحدث عن خصال المرحوم قائلا إنه نسان استثنائي بتواضعه وطيبته وبساطته وحكمته معا، وذكر بدوره ومواقفه في يوم الارض الخالد، مشددا أنه كان في عرابة قائدان 'هو وطيب الذكر رئيس المجلس المحلي محمود نعامنة - أبو المأمون. وكان فضل مندفعا ومقداما، ليس متهورا، بل طاقة وحكمة. وأذكر أنه عندما كان رئيسا للمجلس لم يتغير أبدا. وكان ينزل إلى الشارع بملابس العمل ويحمل الفأس مثل أي عامل، ويعمل مع عمال المجلس. كان ودودا وصاحب نكته وخفة ظل يبتسم ويتعاطى مع الناس بكل أعمارهم ومراتبهم الاجتماعية، وحاول بناء سلطة محلية وأقسام عصرية بصدق وإخلاص، لكن للأسف، حزبه أساء له. واليوم لاحظت في بيت العزاء أنه كانت محاولة متأخرة لإنصاف الرجل، لكني أعتقد أن هذا جاء متأخرا'.

وقال محمود أبو جازي إن 'فضل نعامنة كان شامخا ومتواضعا، قريبا من قلوب وهموم الناس وترك بصمة في وجدان وذهن كل واحد منا. وكان يبث الأمان في نفوسنا، وقوته كانت ببساطته وحكمته ويعطينا الاطمئنان في أحلك الظروف وأصعبها، ويشعرك بأنك موجود وقوي. كان عمليا ومتفائلا. وهو ليس مجرد ناشط بل كان قريب للقلوب يتحلى بميزات وصفات عظيمة، وما أحوجنا اليوم لهذه الروح والحكمة والصدق'.

اقرأ أيضًا| عرابة: الموت يغيّب الشخصية الوطنية فضل نعامنة

التعليقات