مجد الكروم تناهض الخدمة المدنية

تشهد قرية مجد الكروم في الأيام الأخيرة تحركاً جدياً من أجل مناهضة مشروع ما يسمى الخدمة المدنية على كافة أشكاله، حيث وضعت اللجنة الشعبية في القرية آليات عمل وشكلت لجنة خاصة لمناهضة القضية ومخاطرها.

مجد الكروم تناهض الخدمة المدنية

منظر عام لقرية مجد الكروم

تشهد قرية مجد الكروم في الأيام الأخيرة تحركاً جدياً من أجل مناهضة مشروع ما يسمى الخدمة المدنية على كافة أشكاله، حيث وضعت اللجنة الشعبية في القرية آليات عمل وشكلت لجنة خاصة لمناهضة القضية ومخاطرها.

وكانت اللجنة الشعبية قد عقدت اجتماعاً مساء الجمعة الماضي، حضره العشرات من الناشطين والشباب والطلاب وأعضاء ورئيس مجلس مجد الكروم المحلي، وأعضاء في لجان أولياء أمور الطلاب وعدد من المربين وممثلي الأحزاب والحركات السياسية المختلفة.

وناقش المشاركون ازدياد عدد الشباب في الخدمة المدنية واستيعابهم في بعض المؤسسات التعليمية في القرية.

'عرب 48' رصد آراء عدد من المواطنين في مجد الكروم حول موقفهم حيال الخدمة المدنية ومحاولات أسرلة الشباب.

توعية الشباب

وعقب رئيس اللجنة الشعبية في مجد الكروم، رؤوف حمود، لـ'عرب 48'، قائلاً إن 'مشروع الخدمة المدنية بصورته الحالية يخدم المؤسسة الأمنية وليس الهدف منه تشجيع التطوع في المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني'.

وأضاف أنه 'للأسف الشديد سياسة التمييز الممارسة ضد مجتمعنا في مجالات العمل والسكن تجعل بعض الشباب يظن أن الخدمة المدنية هي الحل للضائقة التي نعيشها. ومن الضروري رفع الوعي لدى شبابنا من خلال الحوار والتوجيه الوطني، ومن هنا أدعو جميع من انضم إلى الخدمة المدنية إلى التفكير مجدداً في مخاطر هذا المشروع وألا يغترور بالفتات والوعود الوهمية'.

تشويه الهوية الفلسطينية

وقال عضو اللجنة الشعبية، عز الدين بدران، لـ'عرب 48'، إننا 'نرفض هذا المشروع بكافة أشكاله كونه يستهدف تشويه الهوية الفلسطينية، أضف إلى أنها تتضمن امتيازات وهمية من أجل إغراء طلابنا وأبناء شعبنا'.

وأضاف أنه 'علينا أن نطرح البديل أمام هذا المشروع الصهيوني، وأن نقدم خدمة تطوعية في مؤسساتنا الوطنية داخل مجتمعنا'.

وطالب 'كافة المؤسسات برفض مشروع الخدمة المدنية، لأنه مشروع غير أخلاقي وغير إنساني، فلو جاء هذ ا المشروع من منظار مدني تطوعي، لما كانت المؤسسات الأمنية الإسرائيلية ضالعة به'.

وشدد أننا 'لن نقف مكتوفي الأيدي كلجنة شعبية وأحزاب سياسية بتفشي المشروع في قرانا العربية عموماً ومجد الكروم خصوصاً'.

ودعا المنضمين إلى الخدمة المدنية بالعدول عن هذه الطريق، حيث 'وضعنا أيضاً خطة عمل من أجلها رفع الوعي لدى الشباب لعدم الاكتراث لإغراءات المشروع، علماً أن هنالك مشاريع أخرى تتضمن الامتيازات، لكنها لا تشوه الهوية الفلسطينية التي نعتبرها الجدار الحامي لنا ولأبناء شعبنا'.

تنشيط لجنة مناهضة الخدمة المدنية

وقال مركز عمل اللجنة المناهضة للخدمة المدنية، محمد صغير، لـ'عرب 48'، إن 'مشروع الخدمة المدنية آخذ بالتفشي داخل مجتمعنا، وأرى أن هذا الأمر مدبر ويتم التخطيط له من أجل المس بهويتنا'.

وأضاف أن 'رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اشترط الخدمة أيضاً ضمن خطة إنقاذ المجتمع العربي، وعليه نرى بمدى اهتمامهم بتسيير هذا المشروع. لن تصبح خدمة مدنية في ظل فرضها علينا ضمن أحد القوانين الذي يعود علينا بالفتات، وللأسف الشديد هنالك عدد من المسؤولين والدعاة الوطنيين في غفلة عن الأمر'.

وأردف أنه 'يقع على لجنة المتابعة المسؤولية في ظل عدم طرحها للبدائل ووقف نشاط مكافحة المشروع الذي أخذ بالتفشي بمجتمعنا في أعقاب ذلك، وعليه أرى بأنه يجب إعادة ترتيب أوراق لجنة مناهضة الخدمة المدنية المنبثقة عن لجنة المتابعة وانتخاب رئيس نشيط لها'.

واختتم أن 'رفض مشروع الخدمة المدنية يأتي من منطلق الثقافة والتربية، ومن هنا أدعو الجميع لرفض الخدمة المدنية وأطالب المنضمين إليها بالتفكير مجدداً وعدم الاكتراث إلى الإغراءات والفتات مقابل ذلك'.

الخدمة المدنية باب للخدمة العسكرية

وقال المواطن عبد الرؤوف ماهل مناع، لـ'عرب 48'، إنني 'أرفض الخدمة المدنية التي جاءت من أجل خدمة الدولة ولا تصب في مصلحة مجتمعنا العربي أبداً'.

وأضاف أن 'الانضمام إلى الخدمة المدنية سيحتم علينا في النهاية أن نخدم عسكرياً أيضاً، لذلك يجب أن نقف وقفة رجل واحد من أجل التصدي للخدمة المدنية'.

واختتم 'يجب أن نوّعي أبنائنا أكثر لرفض الخدمة المدنية سواء إن كان من قبل الأهل أو المدارس، كما وأدعو إلى إقامة مشاريع تثقيفية وتربوية من أجلها رفع الوعي لدى أبنائنا'.

المجلس المحلي: سنواصل مناهضة الخدمة المدنية

وقال رئيس المجلس المحلي في مجد الكروم، سليم صليبي، لـ'عرب 48'، إننا 'سنواصل اتخاذ المواقف والخطوات التي تفيد أبناء شعبنا وتطلعاتهم، نحن لم نهدد ولم نحرض، بل دعينا إلى توعية المنخرطين في الخدمة المدنية وإعادتهم لأحضان شعبهم، وقلنا أنهم مضللون ومسؤوليتنا هي احتواؤهم، فهم في الأول والأخير أبناء شعبنا'.

وتابع صليبي: 'لنا كامل الحق باتخاذ موقف ضد الخدمة المدنية ومناهضتها'.

وكانت اللجنة الشعبية قد تبنت عدة خطوات من أجلها مواجهة الظاهرة ورفع الوعي لدى الشباب والأهل وتحذيرهم من بعض سماسرة الخدمة المدنية من القرى المجاورة.

والخطوات التي تم التوصل إليها، بحسب اللجنة، هي أولًا: رفض مشروع الخدمة المدنية في قرية مجد الكروم والذي جاء تمهيدًا للخدمة العسكرية وإحالة شبابنا إلى خدمة المؤسسة الامنية مقابل حفنة من الامتيازات والإغراءات السخيفة.

ثانيًا: دعوة كافة المؤسسات التعليمية والاجتماعية والصحية ومدراء المدارس والمجلس المحلي إلى رفض استيعاب الخادمين، الأمر الذي يؤثر سلبيًا على طلابنا ومجتمعنا.

ثالثًا: رفع الوعي لدى طلابنا وشبابنا في المدارس الثانوية وبين أوساط أبناء الشبيبة، من خلال تنظيم محاضرات وندوات توضح خطورة مخطط الخدمة المدنية على هويتنا العربية الفلسطينية، وإنشاء صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف توضيح أهداف وتفاصيل المشروع وآثاره السلبية على تماسك مجتمعنا ومستقبله.

رابعًا: دعوة لجان الآباء لأخذ دورهم في المدارس والاجتماع مع المدراء وطواقم المعلمين للحد من اندماج الخادمين في المدارس والتحذير من شرعنة وجودهم بين طلابنا.

واختتمت اللجنة الشعبية بيانها بتوجه إلى 'الشباب كافة وإلى أبنائنا الذين انضموا للخدمة المدنية، ودعوتهم إلى التفكير مجددًا في مخاطر هذا المشروع، وعدم الاغترار بالفتات والوعود الوهمية، فشبابنا وطلابنا لن يعجزوا عن إيجاد فرص للعمل والتعليم بكرامة رغم كل الظروف والتحديات'.

التعليقات