الطيبة: 3 جرائم قتل و15 إصابة منذ مطلع العام

أثارت جريمة القتل الأخيرة التي شهدتها مدينة الطيبة قبل أيام، وراح ضحيتها الشاب أحمد عازم (32 عاما)، ردود فعل غاضبة بين الأهالي. وسادت أجواء قلق شديدة في المدينة إثر استفحال العنف والجريمة.

الطيبة: 3 جرائم قتل و15 إصابة منذ مطلع العام

ضحايا جرائم القتل في الطيبة، من اليمين (عبد الناصر جبارة، أحمد عازم، سند حاج يحيى)

أثارت جريمة القتل الأخيرة التي شهدتها مدينة الطيبة قبل أيام، وراح ضحيتها الشاب أحمد عازم (32 عاما)، ردود فعل غاضبة بين الأهالي. وسادت أجواء قلق شديدة في المدينة إثر استفحال العنف والجريمة.

وأعرب المواطنون عن استنكارهم الشديد، بعد أن صعقوا بالجريمة البشعة التي أودت بحياة الشاب عازم، تاركا خلفه طفلين وزوجة حامل.

عازم سقط ضحية للجريمة الثالثة في الطيبة رميا بالرصاص، حيث كان قد قتل الشاب عبد الناصر جبارة بتاريخ 08.04.16 بإطلاق نار أيضا، وكذلك مقتل الشاب سند حاج يحيى برصاص الشرطة بتاريخ 27.02.2016.

وتُعدّ الجريمة الثالثة في غضون ساعات شهدها المجتمع العربي الذي يعاني من استشراء العنف وجرائم القتل تزامنا مع جريمتي قتل المغدور حسين قبلان من بيت جن والمغدور محمد أبو كليب من بسمة طبعون.

ورجحت الشرطة في التحقيقات الأولية حول ملابسات الجريمة بالطيبة، أن 'خلفية القتل تعود لشجار نشب بين المغدور وآخر قبل الجريمة بساعات قليلة، وبينما كان المغدور على مقربة من مدخل بيته برفقة العائلة، تقدم إليه مجهول وأطلق عليه النار من مسافة قريبة، ما أدى لإصابته بجراح وصفت بالحرجة، فارق الحياة على أثرها في المستشفى'.

وشهدت مدينة الطيبة في الأسابيع الماضية جرائم عنف مختلفة، كسائر البلدات العربية، معظمها نفذ بسلاح منتشر بكثرة في البلدات العربية ومن السهل الحصول عليه، في حين نفذت حملات تفتيش وضبط أسلحة في البلدات العربية، كما تدعي، غير أنها عجزت في محاربة جرائم القتل.

تفاقم ظاهرة العنف آخذة في الازدياد في الآونة الأخيرة، فبعد أن عاشت الطيبة حالة عنف عصيبة وقاسية على مدار عدة أعوام حتى قبل نحو ثلاث سنوات، أزهقت خلالها أرواح عدد من أبنائها، عاد العنف والإجرام ليضرب الطيبة من جديد.

وتشير المعطيات في الطيبة المستقاة من مركز التميم الطبي ومركز الرازي الطبي إلى أنه منذ مطلع عام 2016 تشهد المدينة ارتفاعا حادا بعدد الإصابات نتيجة استخدام العنف، وهذا مؤشر خطير يدل على تفشي هذه الظاهرة في المدينة، حيث سجل منذ مطلع العام، 3 جرائم قتل، و7 إصابات نتيجة إطلاق نار، و8 إصابات نتيجة طعن، منها خطيرة، ونحو 15 جريمة إطلاق نار على منازل وسيارات ومحلات تجارية، ناهيك عن تبادل إطلاق النار في أحياء المدينة في ساعات ما بعد منتصف الليل.

صرخة

وقال الناشط أدهم مصري، لـ'عرب 48'، إن 'ما يحدث هو أمر غير معقول، لا يجوز المرور عليه مر الكرام دون الوقوف والعمل على برامج وخطط من أجل الحد من هذه الظاهرة البشعة. أين أهل الخير، أين أهل الدين والأئمة والخطابات؟. أعتقد أنه مهما تعددت الأسباب فهناك مليون سبب دون اللجوء إلى القتل'.

وتابع أن 'ما جرى بالطيبة أمر خطير جداً، أين يذهب أولاد المغدور وزوجته؟ من سيربيهم؟ ومن سيعوض أمه وأحبابه؟ لقد تجرعوا مرارة الحسرة والألم والحزن اللا محدود مدى الحياة'.

وأكد أن 'الإضرابات والاحتجاجات يجب أن تطلق بقوة ضد العنف وجرائم القتل، نريد صرخة احتجاج وكفى! ويجب شل جميع المؤسسات حتى يتم وضع حل لهذه الظاهرة التي تضعنا كلنا في نفس القالب، وإذا ما بقينا على صمتنا فسوف ننتظر الجريمة القادمة'.

تراكمات وتغييرات

وقال مدير مركز أمان- المركز العربي للمجتمع الآمن، المحامي رضا جابر، لـ'عرب 48'، إن 'العنف ليس وليد اللحظة، بل وليد تراكمات لظروف وتغييرات اجتماعية واقتصادية وسياسية هائلة، مرت وتمر بمجتمعنا العربي هزت بناه وضربت جذوره وتركته مجتمعا ضعيفا وغير منظم. الجريمة تنمو وتقوى في شقوق جسد المجتمع الواهن. وكل برنامج لمناهضة العنف يجب أن يعالج هذه الشقوق وأسبابها منعا لازديادها وتكرارها. ولأننا مجتمع اتكالي وكسول بتعامله مع كل قضاياه فهناك جو عام يبحث عن العصا السحرية لحل مشكلة العنف، ولا عصا كهذه!'.

وأضاف أن 'بناء مجتمعنا من جديد وتحصينه والوقوف بجرأة أمام ظواهر العنف ومسببيها هو عمل مضنٍ يحتاج إلى سواعد وعمل حسب برنامج ولسنوات، يكون أساسه تنظيم كل بلد وبلد من جديد. بالأمس في اجتماع لجنة المتابعة في بلدية الطيبة توجهت لبلدية الطيبة بطلب لإطلاق مشروع تطوعي تحت إشرافها يعيد النظام وينهي مظاهر الفوضى والعبث في البلد ويبعث روح التكافل الاجتماعي والانتماء، مشروع لمدة سنة ويمكن تمديد فترته. من يعول على الدولة وأجهزتها، دون التنازل عن حقنا منها، بأنها معنية بالحل وتنفيذه فهو واهم. نحن من يجب أن يأخذ مصيره بيديه ونحن من يجب أن يقتلع شوكه بيديه'.

وقال رئيس بلدية الطيبة، المحامي شعاع منصور مصاروة، في اجتماع لجنة مكافحة العنف والجريمة التابعة للجنة المتابعة العليا، إنه 'آن الأوان أن نفتش عن وسائل وآليات جديدة لمكافحة العنف والجريمة، من خلال التفكير خارج الصندوق وعدم الاكتفاء بوسائل قديمة، أكل الدهر عليها وشرب، وهي مستهلكة حتى الرمق الأخير، وقد ملتها الجماهير'.

اقرأ/ي أيضًا | جرائم القتل والعنف في مجتمعنا العربي إلى أين؟

وأضاف أنه 'يجب أن لا نفتقر للمواجهة العينية والقول الصريح الجريء مع أنفسنا في المقام الأول، مجتمع ينتقد ذاته. أنا لا أبحث عن جلد الذات، ولكن عن مواجهة أنفسنا بالحقائق، وعدم استخدام نفس الوسائل والآليات التي لا تقودنا إلا لنفس النتائج كالشجب والاستنكار، جميل... وماذا بعد؟؟؟'.

التعليقات