عكا: العنف بين تقاعس الشرطة واستفحال البطالة

تستشري آفة العنف في مدينة عكا بشكل هستيري في الآونة الأخيرة، حيث تكررت جرائم حرق السيارات وإلقاء القنابل وإطلاق النار على المنازل، وسط استنكار وشجب الأهالي لجرائم باتت تهدد أمنهم الشخصي وأصبحت مصدر قلق وخوف لهم.

عكا: العنف بين تقاعس الشرطة واستفحال البطالة

(منظر عام لمدينة عكا)

تستشري آفة العنف في مدينة عكا بشكل هستيري في الآونة الأخيرة، حيث تكررت جرائم حرق السيارات وإلقاء القنابل وإطلاق النار على المنازل، وسط استنكار وشجب الأهالي لجرائم باتت تهدد أمنهم الشخصي وأصبحت مصدر قلق وخوف لهم.

وكان قد عقد مؤخرًا اجتماع حضره عدد من أهالي من بلدة عكا القديمة، تمخض عن تشكيل لجنة يتركز عملها في تهدئة الخواطر وإصلاح ذات البين بين العائلات المتخاصمة والحفاظ على السلم الأهلي في المدينة.

وحاور 'عرب 48' عددًا من سكان عكا حول أسباب تفشي آفة العنف وكيفية الحد منها.

وذكر المربي يوسف سالم، أن 'ما وصلنا إليه اليوم جعلني أتبنى القول بأن جيل اليوم أبناء أيتام لآباء أحياء، وهذا ما نراه من خلال فقدان الأهل السيطرة على أبنائهم'.


انزلاق

وقال سالم لـ'عرب 48'، إن 'الأهل يسعون وراء توفير لقمة العيش وبنفس الوقت لا يعملون على تربية أبنائهم بالشكل الصحيح، ما يجعلهم عرضة لتربية الشارع ووسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي ومنها نحو الانحراف والانزلاق إلى الهاوية مثل تعاطي المخدرات وشرب الكحول وارتكاب الجرائم'.

وأضاف أن 'عكا استقطبت منذ عام 1948 الكثير من اللاجئين الذين أصبحوا يفوقون عدد السكان الأصليين، الأمر الذي سبّب أزمة اقتصادية واجتماعية نعيش صداها حتى يومنا هذا، وذلك بحد ذاته سببًا للانحراف والانزلاق إلى الهاوية'.

وأنهى حديثه قائلًا إن 'الشرطة والسلطات الإسرائيلية لا تقوم بدورها تجاه حماية مواطنيها على عكس ما تدعيه، وهذا ما نراه عند حدوث مشكلة في مجتمعنا العربي، حيث نراها تنظر للأمر من بعيد حتى تتمكن من تنفيذ مشاريع ومخططات وسياسات ترمي إليها هذه الحكومة'.

جهل

وقال الشاب محمود شيابنة لـ'عرب 48'، إن 'انتشار الجهل وعدم الوعي الكافي للتعايش مع بعضنا البعض هو ما يؤدي إلى استفحال آفة العنف في المجتمع العربي عمومًا ومدينة عكا على وجه الخصوص'.

وأضاف: 'نرى أن البطالة استفحلت بين شبابنا ما يؤدي إلى انحرافهم وارتكابهم لجرائم العنف، والحل بحسب اعتقادي هو تكاتف الأيدي للعمل السريع في حال وقوع أي إشكالية من هذا النوع، وعدم التكاسل والرضوخ لمناصبنا أو مواقفنا، والعمل على تهدئة الأوضاع بشتى الطرق'.

وأشار إلى أنه 'للأسف الشديد هناك تكاسل من قبل أصحاب النفوذ الذين يعتلون منصة الخطابات، وعندما يتطلب الأمر جهودا عملية لا تجد أحدًا يسعى إلى ذلك، ومن هنا علينا العمل الجاد والفوري من أجل إنهاء الخلافات وإخمادها قبل وقوع ما لا تحمد عقباه'.

واختتم أنه 'لا يخفى على أحد أن هناك مسؤولية تقع أيضًا على الشرطة، مع التنويه إلى أن هناك تكاسل من قبل الشرطة لا سيما وأنها تنظر إلى المجتمع العربي بنظرة تختلف عن نظرتها للمجتمع اليهودي، فلو قتل يهودي في عكا لكان الرد سريعًا بإغلاق مدينة عكا حتى القبض على الجاني بأسرع ما نتصوره، وهذا ما يجعلنا نفكر مليًا بأننا نحن الوحيدين الذين نستطيع إخماد الفتن فيما بيننا بدلًا من سفك دماء بعضنا البعض'.

هلاك

وقالت أزهار شعبان، لـ'عرب 48'، إن 'الوضع الذي يعيشه المجتمع العربي عمومًا وعكا على وجه الخصوص مؤسف جدًا، في ظل استشراء الإجرام'.

وأكملت حديثها قائلة إن 'هناك عوامل عدة تقف وراء تفشي آفة العنف، ومن هنا أتساءل أين دور الأهل وكبار السن في ظل تلاشي الأخلاق والقيم والمبادئ، ناهيك عن العوامل السياسية التي تنتهجها الدولة تجاه المواطنين العرب'.

اقرأ/ي أيضًا | عكا: تحريض على رمال بسبب دعوتها عدم الاحتفال بالاستقلال

'عكا تشهد موجة عنف هستيرية مع ارتفاع نسبة البطالة التي باتت مشروع هلاك لشبابنا، ما يؤدي إلى بحثهم عن أعمال الشغب والإجرام'، مؤكدة أنه 'هناك دور للقيادة في عكا خصوصًا والمجتمع العربي عمومًا من أجل الحد من هذه الآفة وقيادة شبابنا نحو بر الأمان'.

التعليقات