غطاس: سندخل مرحلة جديدة من المفاوضات الائتلافية

د. رائد غطاس: لا نقبل أن يشكك أي أحد في وطنيتنا وانتمائنا الوطنيّ، لأننا مسؤوليتنا الوطنية تحتم علينا العمل على خدمة السكان العرب

غطاس: سندخل مرحلة جديدة من المفاوضات الائتلافية

فازَ المرشح رونين بلوت، الذي دعمته القائمة المشتركة لرئاسة بلديّة نتسيرت عيليت، على غريمه نتنائيل تويتو، بعد سلسلة من المفاوضات بين القائمة المشتركة وبلوت لتحسين وضع العرب في المدينة، وفي هذا الصدد يُجري موقع عرب 48 مقابلة مع عضو القائمة المشتركة، د. رائد غطّاس، لمعرفة آخر المستجدات ما بعد الانتخابات.

س : ما هو تقييمكم لنتائج انتخابات الرئاسة في بلدية نتسيرت عيليت؟

دلّت النتائج على فوز المرشح رونين بلوت، وهو المرشح الذي نال دعمنا كقائمة مشتركة، وقد دعونا السكان من أجل التصويت للمرشح وذلك من أجل هدف واحد، ألّا وهو وقف عهد غابسو الذي تمثل في المعسكر الآخر (تويتو)، ولكن، في النهاية، فاز المرشح الذي نال دعمنا وهكذا نستطيع أن نقول إنّ عهد ونهج غابسو البائس قد انتهى. وبالطبع، نحن سعداء بفوز المرشح الذي دعمناه، وقد فاز بفارق أكثر من 4000 صوت، وإذا أخذنا مجمل الأصوات العربيّة 2500 صوت، ونقلناهم إلى المعسكر الآخر ترجح كفة المرشح المنافس لبلوت، وهو يعلم ذلك.

س: هل ستدخلون في ائتلاف بلديّ؟

أثبتنا وحدة صفنا في القائمة المشتركة، والتجاوب مع السكان العرب كوحدة سكانيّة واحدة، وهم بالفعل من قرروا هوية رئيس نتسيرت عيليت القادم، والآن دخلنا مرحلة جديدة تتطلب الدخول في مفاوضات ائتلافيّة من أجل توقيع اتفاق ائتلافي نضع فيه كافة مطالبنا، وكما وعدنا السكان العرب سنحصل على صلاحيات مع ملفات الرفاه الاجتماعي والهندسة وغيرها من الملفات لإدارتها لصالح السكان العرب.

س: ما هي الخطوات التي ستتخذونها من أجل تحقيق المطالب العربية؟

سنُدخل المطالب في الاتفاقية الائتلافية، نحن لا نصوّت مع أي ائتلاف دون أن يضم المطالب التي طالبنا بها، من الممكن عدم تنفيذ كافة المطالب خلال فترة زمنية قصيرة، ولكن نحن نعلم أننا مقبلون، بعد سنتين، على انتخابات جديدة للمجلس البلدي ورئاسة البلديّة، وبالطبع رئيس البلدية الذي انتخب لديه هاجس أنه بعد سنتين نستطيع أن نغيّرهُ لصالح مرشح آخر في حال عدم تنفيذه الاتفاق، ولذلك نحن متفائلون أنّه سيكون بحاجة للأصوات العربيّة أيضًا في المستقبل، وسيعمل على تنفيذ الاتفاق.

س: كيف رأيتم تجاوب السكان العرب مع قرار القائمة المشتركة؟

بشكل عام في نتسيرت عيليت كانتخابات خاصة بالرئاسة فقط، كان التجاوب ضعيفًا ونسبة التصويت 43% في المدينة بشكل عام، و38% في المجتمع العربي، ونحن نعلم دائمًا أن نسبة التصويت في المجتمع العربي أضعف وأقلّ دائمًا من المجتمع اليهودي، فعمليًا حافظنا على نسبة التصويت كونها انتخابات رئاسية فقط دون انتخابات المجلس البلدي، وفي الانتخابات القادمة عام 2018 سنعمل على أن تكون نسبة التصويت مرتفعة جدًا من قِبل السكان العرب حتى نستطيع أن نحصل على كتلة قوية تمثل السكان العرب من 4 أعضاء على الأقل وأكثر.

س: انتقدكم البعض بسبب دعمكم للمرشح بلوت، بأنّه ينتمي لحزب صهيونيّ، فماذا تقول في هذا الشأن؟

يجب توضيح قضيتين هامتين، أولاً المنتقدون ينقسمون إلى قسمين، قسم منهم مدسوس وهو بالفعل من معسكر غابسو وأصدقائه، الذين رأوا بتأييدنا للمرشح المنافس، رونين بلوت، تهديدًا، مما دفعهم بانتقادنا بكيفية دعمنا لمرشح من حزب صهيونيّ، والهدف الأساسي كان تحييد السكان العرب وعدم خروجهم للصناديق كي يلحقوا الخسارة بمنافسهم، وعمليًا هم أصدقاء غابسو اليمينيين.

أما القسم الآخر، فهو انتقدنا فعلًا من منطلقات وطنية وعقائدية، وقد اختلطت عليهم الصورة، وينتقدوننا لماذا نؤيد مرشح حزب صهيونيّ، وهنا أوضح أنّنا نخوض انتخابات بلدية للرئاسة، ونحن نعلم منذ البداية أنّ مرشح بلدية نتسيرت عيليت لن يكون عربيًا ممثلاً عن التجمع الوطنيّ، الجبهة، أو أي حزب عربي آخر، بل هو يهوديّ وهذا ما أدركناه منذ البداية.

عمليًا نحن أمام أمرين: إما أن نكون في المعارضة ولا نشترك في الانتخابات الديمقراطيّة ونترك السكان دون خيار، وهي انتخابات خاصة، ولكن نحن كأشخاص مسؤولين سياسيًا، ونمثل أحزابنا الوطنية، ولا نقبل أن يشكك أي أحد في وطنيتنا وانتمائنا الوطنيّ، لأننا مسؤوليتنا الوطنية تحتم علينا العمل على خدمة السكان العرب واختيار أفضل السيئين لصالح السكان العرب، لأننا في لعبة انتخابات بلديّة يجب علينا أن ندخل ونستلم ملفات معيّنة في البلديّة ونقيّم الموقف حسب الوضع الحالي، وقد كان الموقف أنّ السكان العرب يستطيعون أن يرجحوا أحد المرشحين، وكان واجب علينا أن نتخذ الموقف الصحيح بدعم المرشح الذي يتجاوب مع مطالبنا.

كان يجب أن نستغل هذه الفرصة وندعم المرشح لننهي عهد ونهج غابسو، الذي لعب دورًا سلبيًا في تأييد العنصرية في المدينة، حيث أنّه لفّ المدينة بالأعلام الإسرائيليّة، وردد دائمًا أنّه ما دام رئيسًا لبلديّة نتسيرت عيليت لن تقام مدرسة عربيّة، ولن تقام شجرة عيد الميلاد، وبأنّه سيحافظ على الرموز الدينيّة في المدينة، عدا عن أنّه جاء باليهود المحافظين وبنا حيًّا لهم، بينما المرشح بلوت لم يذكر في دعايته الانتخابيّة الحفاظ على يهودية المدينة، ولم يذكر العنصريّة، بل تحدث عن التعايش، وأنّه إذا رأت وزارة المعارف حاجة بوجود مدرسة عربية للسكان العرب فمن هو حتى يرفض هذا الطلب، وسيعمل باتجاهه.

إذا برهن بلوت في المرحلة القادمة أنّه شريك فعلًا لنا في العمل البلدية وتجاوب بالفعل مع مطالبنا، من الممكن أن نتعاون معه في الدورة القادمة، أيضًا، ولكن إذا تبيّن العكس فنحن أمامنا إمكانية معاقبته وإبرام اتفاقية مع مرشح آخر.

التعليقات