المرأة الفلسطينية: القانون والدولة في السياق الاستيطاني الاستعماري

​عقد المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية "مدى الكرمل"، اليوم الخميس، مؤتمره الدولي الثاني بعنوان "المرأة الفلسطينية، القانون والدولة في السياق الاستيطاني الاستعماري"، في فندق "أكوتيل" بعكا القديمة.

المرأة الفلسطينية: القانون والدولة في السياق الاستيطاني الاستعماري

عقد المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية 'مدى الكرمل'، اليوم الخميس، مؤتمره الدولي الثاني بعنوان 'المرأة الفلسطينية، القانون والدولة في السياق الاستيطاني الاستعماري'، في فندق 'أكوتيل' بعكا القديمة.

واستقطب المؤتمر مشاركة واسعة من قبل طالبات دكتوراة ومحاضرات جامعيات ومتخصصات على صعيد القانون وحقوق الإنسان، والنائبة عن التجمع الوطني الديمقراطي والقائمة المشتركة، حنين زعبي.

واستهل المؤتمر بالترحيب من قبل مدير البرامج البحثية في مدى الكرمل، إمطانس شحادة، ثم محاضرة افتتاحية بعنوان 'المرأة الفلسطينية، القانون والدولة اليهودية'، قدمتها مديرة برنامج الدراسات النسوية في مدى الكرمل، نادرة شلهوب كيفوركيان.

وجرى تقسيم المؤتمر إلى 3 جلسات، الأولى بعنوان 'المرأة بين عنصرية الدولة والقانون' والتي ترأستها طالبة الدكتوراة، همت زعبي، إلى جانب مشاركة كل من المحاضرة شيربل هاريس، التي ألقت مداخلتها بعنوان 'التجربة الأميركية في عنصرية الدولة والقانون'، إضافة إلى مداخلة المحامية سهاد بشارة من مركز عدالة القانوني بعنوان 'الفضاءات الجندرية في تكوين الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي'، تلتها مداخلة المحاضرة سراب أبو ربيعة قويدر بعنوان 'سياسة محو الطبقية لدى النساء الفلسطينيات العاملات في النقب'.

وتطرقت الجلسة الثانية إلى الجنوسة، العنصرية والعنف ضد المرأة وترأسها طالب الماجستير عامر إبراهيم، إلى جانب مشاركة كل من المحاضرة دنيس دي سيلفا بمداخلة حملت عنوان 'النساء الفلسطينيات في مواجهة العنف العنصري'، المحامية نسرين مصاروة بمداخلة 'الدولة، والمشغل الفلسطيني والتحرش الجنسي في أماكن العمل'، المحامية عبير بكر بمداخلة 'فقدان الحماية القانونية لدى الأسيرات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية' وطالبة الدكتوراة سائدة مقاري ريناوي بمداخلة 'ما بين الرواية والقرار – عرض وتحليل نقدي لجريمة اغتصاب المرأة الفلسطينية بحسب ظهورها في قرارات المحاكم اللوائية في إسرائيل'.

وتداولت الجلسة الثالثة 'القانون والإماتة والمناطق الحدودية'، حيث أدارتها المحامية بانة شغري، إلى جانب مشاركة كل من المحاضرة روزاليندا فراغوسا بمداخلة 'حياتية الموتى في المكسيك وسياسات الموت'، طالبة الدكتوراة عرين هواري بمداخلة 'النقاش حول تعديل قوانين الأحوال الشخصية: الخطابات والمرجعيات'، المحامية حلا موسى دكور بمداخلة 'استقلالية المحاكم الكنسية عن جهاز الدولة: إرث أبوي استعماري، وقرار سياسي بحت' والمحاضرة سهاد ضاهر ناشف بمداخلة 'الاعتقال الإداري لجثامين الفلسطينيات: تجميد القوانين، تجميد الجثامين'.

يشار إلى أنه فتح في ختام كل جلسة باب المداخلات لتوجيه الأسئلة والاقتراحات من قبل الحضور، وفي ختام المؤتمر جرى النقاش وألقيت التوصيات من قبل النائبة حنين زعبي، البروفيسورة نادرة شلهوب كيفوركيان والمحامية ألحان نحاس داود.

وتحدثت مديرة برنامج الدراسات النسوية في مدى الكرمل، بروفيسورة نادرة شلهوب كيفوركيان، لـ'عرب 48' قائلة إن 'هذا المؤتمر الثاني لبرنامج الدراسات النسوية في مدى الكرمل، والذي جاء من أجل النظر لقضية المرأة، القانون في السياق الاستيطاني الاستعماري'.

وأضافت أن 'المؤتمر يهدف إلى محاولة النظر عما يحدث عند وضع المرأة في علاج قضية العلاقة بين القانون والدولة خصوصًا عندما يدور الحديث عن دولة استيطانية استعمارية كإسرائيل تسعى نحو محو التراث والتاريخ والجغرافية الفلسطينية وما إلى ذلك'.

وتابعت أن 'المؤتمر تداول قضايا الأرض وقانون الطوارئ والعنف المباشر ضد المرأة وسط تواجد باحثات أجنبيات اللواتي نظرن أولًا نحو الإطار الاستيطاني الاستعماري وعلاقته بالمرأة، وثانيًا النظر نحو قضية العرق وعلاقته بالعنف ضد المرأة'.

وأنهت حديثها قائلة إن 'تواجد باحثات في مسارات مختلفة وعاملات قانونيات وأخريات اجتماعيات، يمكننا في البداية من قراءة الواقع بطريقة أفضل، ثم إنتاج معرفة للواقع في السياق القانوني بطريقة أفضل، بعدها محاولة التفكير سوية من أجل انتاج نوعية ثانية من الفكر في قراءة القانون وليس أخذ القانون وتطبيقه كما هو، إنما النظر كيف من الممكن تطبيقه من أجل تطوير مكانة المرأة'.

وذكرت المحاضرة سراب أبو ربيعة قويدر، لـ'عرب 48'، أنه 'طرحت من خلال مداخلتي في المؤتمر عن آليات إقصاء طبقة نساء وسطى من الفلسطينيات في النقب، علمًا أن الحديث يدور حول 6 بالمئة من مجموع سكان النقب، اللواتي هن عاملات مهنيات وأكاديميات'.

وتابعت أن 'الدولة تستعمل عدة آليات إقصاء ضمن مؤشرات ثقافية ودينية وجماعية وعنصرية، حيث نشاهد كيفية تقاطع كافة هذه المؤشرات في سوق العمل اليهودي والعربي، ويمكن القول إنه كلما تقدمنّ في سلم العمل يتعرضنّ لخنق ودوائر إقصاء بشكل أكبر'.

وقالت منسقة برنامج الدراسات النسوية في مدى الكرمل، ألحان نحاس داود، لـ'عرب 48'، إن 'المؤتمر جاء لتسليط الضوء على النساء في المثلث الموجود بين الأقلية والدولة'.

وأكملت أن 'المؤتمر جرى تقسيمه إلى 3 جلسات، حيث تعاملت الجلسة الأولى مع كافة قضايا العنصرية تجاه النساء وتسليط الضوء عليهنّ كجزء من المواطنين الفلسطينيين، تلتها الجلسة الثانية التي تحدثت عن كل موضوع متعلق بجسد النساء وعن العنف ضدهنّ، بعدها تناولت الجلسة الثالثة قضية تهميش النساء في المناطق الحدودية بين الدولة والأقلية الفلسطينية'.

واختتمت أنه 'بحسب اعتقادي أهمية المؤتمر هو تسليط الضوء ووضع المرأة في الوسط، علمًا أنه سبق وأن عقد مؤتمرات تحاكي قضايا الأرض والعمل والاعتداءات الجنسية والأحوال الشخصية، لكن هذه المرة الأولى التي توضع فيها المرأة في الوسط'.

التعليقات