جرائم العنف تعكر صفو البقيعة

تشهد قرية البقيعة في الجليل الأعلى موجة من جرائم العنف غير المسبوقة حيث تصاعدت في الآونة الأخيرة وتيرة الاعتداءات باستخدام الأسلحة النارية والقنابل اليدوية التي استهدفت المنازل والممتلكات،

جرائم العنف تعكر صفو البقيعة

البقيعة... من يعيد لها الهدوء

تشهد قرية البقيعة في الجليل الأعلى موجة من جرائم العنف غير المسبوقة حيث تصاعدت في الآونة الأخيرة وتيرة الاعتداءات باستخدام الأسلحة النارية والقنابل اليدوية التي استهدفت المنازل والممتلكات، آخرها حرق سيارة سكرتير المجلس المحلي، سليم سويد، وإطلاق النار وإلقاء قنبلة يدوية على منزله، كما سبقها إلقاء قنبلة على منزل رئيس المجلس المحلي، د. سويد سويد، وإطلاق نار على منزل أحد المواطنين.

وتسود حالة من القلق والغضب بين الأهالي لما آلت إليه حال البلدة.

سويد: 'الخلفية معروفة والوضع مرعب'

قال سكرتير المجلس المحلي في البقيعة، سليم سويد، لـ'عرب 48' حول الاعتداء على منزله وسيارته قبل أيام، إن 'ما حدث جعلني استيقظ الساعة الثالثة فجرا على صوت صراخ الناس، نظرت من الشرفة إلى الأسفل ورأيت عددا من الجيران يحاولون إخماد النار المشتعلة بسيارة الجيب بعد أن أعقبها إطلاق نار وإلقاء قنبلة تجاه المنزل. المشهد كان مذهلا ومرعبا'.

وأضاف أن 'الخلفية قد تكون معروفة وهي ليست عائلية، وأعتقد أنه قد تكون ذات صلة بالانتخابات المحلية وعلى خلفية تعيينات وخاصة تعيين مديرة للمدرسة الثانوية. إذا كانت هذه هي الأسباب فأوضح أن من يعيّن ويفصل هي وزارة التربية والتعليم، وإذا لم يرق للبعض وجود الإدارة الحالية للمجلس المحلي فأؤكد أنه جرى انتخابها بشكل ديمقراطي ولينتظر الانتخابات القادمة ويعمل على تغييرها، لكن لا يعقل أن نحتكم لمنطق الغاب في حل خلافاتنا ومشاكلنا'.

وعبّر عن رفضه تخصيص حراسة شخصية له، 'أرفض هذا لأنه لا يعقل أن نضع حرسة على بعضنا البعض، إذا كانت خلفية الاعتداء هي السياسة المحلية فنحن التزمنا دائما بما تفرزه الانتخابات'.

رئيس المجلس: 'لا يعقل أن تحكمنا لغة السلاح والقنابل'

وقال رئيس المجلس المحلي، د. سويد سويد، لـ'عرب 48' إن 'إلقاء قنبلة على منزلي ومنازل الآخرين هو أمر خطير. للأسف ارتفعت وتيرة العنف بشكل مقلق في الآونة الأخيرة بعد أن شهدنا قبل سنوات حرق السيارات في البلدة'.

وأضاف أن 'من يلقي القنابل ويطلق النار هو شخص هامشي، والابتزاز ليس وسيلة لتحقيق أهداف ومصالح'.

وحول فيما إذا كان لقضية تعيين مديرة للمدرسة الثانوية علاقة بالاعتداءات الأخيرة، قال: 'نحن لا نعرف من يقوم بهذه الاعتداءات وليس هناك أي عنوان لها، أما بالنسبة لتعيين مديرة للمدرسة فأنا لست من يعيّن أو لا يعيّن، كل ما بالأمر أنه أجريت مناقصة وجرى الفوز بالمناقصة التي أجرتها وأشرفت عليها وزارة التربية والتعليم، لكن مهما يكن الأمر فإن اللجوء للقوة والعنف بهدف الابتزاز لتحقيق مصالح شخصية مرفوض، وهنا فإن محاولة الاعتداء علي ليست مشكلة شخصية بل قضية اعتداء على بلد وأجيال ومشاريع تربوية وتعليمية من أجل النهوض بالشباب، ولا يعقل أن يكون السلاح والقنابل هي اللغة التي تحكمنا'.

خير: 'نتاج التحريض في الفيسبوك'

واستعرض الناشط يوسف خير حال البلدة، وقال لـ'عرب 48' إن 'الوضع بلغ حدا غير معقول، بتنا نستيقظ على أزيز الرصاص ودوي القنابل. أعتقد أن ما يحدث هو بفعل بعض الفتية المحبطين بسبب حالة الفراغ التي تحاصرهم كما في الكثير من البلدات العربية'.

وأضاف أن 'هذه الموجة من الاعتداءات جاءت نتاج عملية تحريض في مواقع التواصل الاجتماعي والفيسبوك على المجلس المحلي والرئيس، لكن بالتالي على القيادات السياسية والروحية في البلدة أن تعمل على تطويق هذه الظاهرة قبل فوات الأوان'.

وقال المواطن جمال زين الدين، لـ'عرب 48'، إن 'الأمر بلغ حدا لا يطاق، أعتقد أن هناك لا مبالاة من الكثيرين. أحذر من أن ما نشهده الآن من ترهيب وتهديد قد يصل كل واحد منا حيث بات الأمان مفقودا وبتنا ننام ونستيقظ على إطلاق النار. علينا عدم انتظار الشرطة لأننا نحن فقط نستطيع أن نعيد لبلدنا الهدوء والأمان بالنوايا الطيبة والعمل الجاد'.

وقال المواطن ملحم زين الدين، لـ'عرب 48'، إن 'ما نشهده الآن قد يسبب كارثة مستقبلا علينا جميعا. أعتقد أن الجميع يعرف أسباب هذه الموجة من اللجوء للعنف، وقد تصل هذه الأعمال لكل بيت. على الجميع أخذ دورهم في عملية الإصلاح والردع'.

وقال الأب داوود سخنيني، لـ'عرب 48'، إن 'العنف يتفشى في كل مكان في ظل غياب الردع والقانون، وعلى الدولة وقف هذه الظاهرة فمثلما ألقوا القبض على المجرم النازي آيخمان بعد أربعين سنة، يستطيعون إلقاء القبض على الجناة في بلدة لا تتجاوز 5 آلاف نسمة. ونحن من جهتنا علينا أيضا ألا ننتظر في نبذ الباطل وإظهار الحق'.

وقال الشاعر سامي مهنا، لـ'عرب 48'، إن 'البقيعة التي عرفت بأنها بلد الشعراء كما أطلق عليها، تنزلق للأسف إلى هذه الهاوية وتصبح لغة العنف فيها هي السائدة رغم أننا نعلم أن من يقترف جرائم العنف هم فئة صغيرة وهامشية'.

اقرأ/ي أيضًا | البقيعة: حرق سيارة سكرتير المجلس واستهداف منزله

واتهم الشرطة بالتقاعس والإهمال، 'إن الشرطة الجماهيرية المتواجدة بالبلدة لم تحقق أي نتائج في ملف العنف الذي طال مواطنين ومسؤولين منهم رئيس وسكرتير المجلس المجلي'، أكد مهنا.

التعليقات