انتحل شخصية 'عنان' الاسم المستعار له في المهمة، كان الرجل 'العشوائي' الذي لا يبالي في عالم الإجرام، زرع بين مجموعات تجار السلاح في منطقة المثلث مع 'تفخيخ' سيارته بعدد كبير من الكاميرات المخفية، أوقع أكثر من 70 مشتبها وضبط 16 قطعة سلاح وكمية من السموم المختلفة.
كشفت الوحدة الخاصة للشرطة، الأسبوع الماضي، عن عملية سرية قام بها الشرطي 'عنان' (اسم مستعار) في منطقة المثلث بهدف الكشف عن مجموعات تجارة الأسلحة في المنطقة، في ظل جرائم العنف التي تجتاح المجتمع العربي وتهدد سلامة المواطنين، وذلك بعد انتشار السلاح بسهولة تامة حتى أصبح في متناول كل يد وصار الوسيلة الأولى لحل المشاكل في المجتمع العربي ليغذي ظاهرة العنف المتفشية والتي أودت بحياة 24 ضحية منذ مطلع العام الجاري.
زرعت الشرطة العميل السري وهو شرطي رأت فيه 'كل المواصفات لإتمام هذه العملية السرية التي كان قد خطط لها مسبقا، نشط العميل عنان ما يقارب السنة داخل البلدات العربية في منطقة المثلث وبدأ بإنشاء علاقة ودية مع من يتعاملون في تجارة الأسلحة والسموم رويداً رويداً، وبتكثيف العمل على تجار الأسلحة'، وفق ملفات المحكمة التي أظهرت أنه كان أيضا بـ'علاقة وطيدة مع من يتعامل معه، وكان يقدم لهم النصائح الشخصية على صعيد الحياة اليومية، حتى كسب ثقتهم، وبدأ بالعمل على صفقات السلاح. غالبية الصفقات تمت بين العميل ومشتبهين آخرين، بينما كان العميل يقود سيارته الشخصية والتي جهزت خصيصا لهذه العملية وأخفى فيها كاميرات مراقبة وأجهزة تسجيل صوتي، حتى يتسنى للشرطة إيقاع المشتبهين متلبسين بالصوت والصورة مع الأدلة القاطعة'.
ويستدل من الملفات أنه 'عادة في الصفقات العادية كان المشتبهون ينتظرون المكالمة من العميل السري، ليعطيهم الضوء الأخضر لتنفيذ الصفقة، وكانت الصفقة تتم في البلد الذي يقطن فيه المشتبه به، وفي الغالب نفذت الصفقات قرب سيارة العميل، بهدف تصوير المتشبهين وتسجيلهم بالصوت والصورة، واستطاع العميل خلال سنة واحدة الكشف عن أكثر من ثلاثين صفقة، منها 16 قطعة سلاح، وكميات من السموم والذخيرة وبعض القنابل اليدوية'.
وقال المحامي علاء تلاوي، لـ'عرب 48'، الموكل بالدفاع عن خمسة مشتبهين، إن 'الشرطة اعتقلت نحو 60 مشتبها من منطقة المثلث، الطيبة، الطيرة، قلنسوة، زيمر، جت، باقة الغربية، كفر قاسم وجلجولية، وما يثير القلق أن الغالبية الساحقة هم في سن لا يتعدى الخامسة والعشرين عاما، وفي هذا الملف على وجه الخصوص ستقدم لغالبيتهم لوائح اتهام خطيرة مع أدلة قاطعة بتورطهم في هذه الصفقات'.
وأضاف أن 'غالبية الصفقات موثقة بالصوت والصورة، ما سيسهل على النيابة العامة تقديم لوائح اتهام ضد المشتبهين بسرعة، وهذا الملف يعتبر ملفا جديا وقويا خاصة وأننا نتحدث عن بنود الشبهات بلائحة الادعاء وهي ليست التآمر لتنفيذ جناية، إنما شبهات ارتكاب الجناية التي تنسب لكل مشتبه به، وبذلك أوقع بعشرات المشتبه بهم وهم متلبسون لا سيما وأن الأمر الأكثر دهشة هو صغر سن المشتبهين بين المعتقلين، ما يحتم على أولياء الأمور والمؤسسات التربوية في المجتمع أن تعيد حساباتها في سلك التربية، ذلك وأن مستقبل هؤلاء الشباب في خطر بسبب هفوات صغيرة'.
وفي ذات السياق، مددت محكمة الصلح اعتقال المشتبهين فيما أطلقت سراح ثلاثة وفرضت عليهم الحبس المنزلي. ونسبت لغالبية المشتبهين شبهات خطيرة بالتجارة بالأسلحة ونقلها وحيازتها، وسوف تنظر المحكمة اليوم، الأحد، في عدد من ملفات المشتبهين لتمديد الاعتقال للمرة الثانية، والقسم الآخر سيتم النظر فيه الأسبوع المقبل.
اقرأ/ي أيضًا | جلجولية: اعتقال مشتبه بصفقات سلاح
التعليقات