المثلث والساحل: حظر نشر وإغلاق ملفات جرائم القتل

في ظل المطالبة بعدم تقاعس الشرطة في محاربة العنف والإجرام بالبلدات العربية، واستهدافها تجنيد الشباب العرب، تتواصل إخفاقات الشرطة وتعجز بفك رموز غالبية ملفات جرائم القتل.

المثلث والساحل: حظر نشر وإغلاق ملفات جرائم القتل

في ظل المطالبة بعدم تقاعس الشرطة في محاربة العنف والإجرام بالبلدات العربية، واستهدافها تجنيد الشباب العرب، تتواصل إخفاقات الشرطة وتعجز بفك رموز غالبية ملفات جرائم القتل.

10 جرائم قتل اقترفت منذ مطلع العام الجاري في منطقة المثلث والساحل، وقُدمت لائحتا اتهام فقط في ملفين مختلفين، فيما لا تزال 8 ملفات قيد التحقيق ويرجح إغلاقها بسبب عجز الشرطة في كشف القتلة المجرمين.

ينتظر ذوو ضحايا جرائم القتل منذ مطلع العام الجاري 2016 تقديم القتلة المجرمين للقضاء ومعاقبتهم، لكن معظم الملفات أغلقت لانعدام أدلة راسخة ضد مشتبه بهم أو بسبب عدم اعتقال مشتبهين أصلا.

وقال شقيق المرحوم أحمد عازم من الطيبة والذي راح ضحية جريمة قتل بعد أن أطلق النار عليه جناة من مسافة الصفر أمام بيته، إن 'الشرطة لم تقدم لنا أي شيء في الموضوع، اعتقلت الشرطة مشتبهين أطلقت سراحهم فيما بعد بسبب عدم توفر أدلة تدينهم. لا يوجد أي بصيص أمل على أن يتم فتح الملف مرة أخرى لكشف الشرطة عن المجرمين'.

وأضاف: 'نشعر باستياء شديد من تقاعس الوحدة الخاصة للشرطة خاصة والشرطة عامة، لو كان القتيل من بلدة يهودية لاختلف الأمر تماماً. نفقد في كل سنة بعض شبابنا العرب ضحايا لجرائم القتل، ولا يُقدم القتلة إلى القضاء ما يعطي الضوء الأخضر لغيرهم في الاستمرار بهذه الجرائم'.

في جريمة أخرى هزت المجتمع العربي، عثر بتاريخ 26.12.2015 على جثة في أحد الأحراش المحاذية لمدينة كفر قاسم، وأعلن بتاريخ 14.02.2016 أن الجثة هي للفتاة ماجدة أبو جابر (18 عاما) من كفر قاسم، واعتقلت الشرطة خمسة أشخاص للاشتباه بضلوعهم في الجريمة، وأطلقت سراحهم بعد ثلاثة أسابيع، ولغاية اليوم لم يطرأ أي تطور في التحقيقات، ويبدو أن الملف وضع كغيره في دُرج ليعلن عن إغلاقه لعدم الكشف عن ملابسات الجريمة.  

أم الفحم شهدت أيضا جريمتي قتل في يوم واحد، وقع ضحيتهما محمد إغبارية ومحمد محاجنة، عمت المدينة في تلك الفترة فوضى عارمة، في حين استاء العديد من المواطنين وتذمروا من تفشي الجرائم وعدم ضبط الشرطة للقانون وردع المجرمين.

الشرطة بدورها، استصدرت فورا أمر منع النشر حول أي من تفاصيل الجريمتين، غير أنها لم تعلن رغم فتح ملف التحقيق منذ شهر نيسان/ إبريل لغاية هذا اليوم أنها اعتقلت مشتبهين، أو أية تفاصيل، رغم أن سريان أمر حظر النشر قد انتهى ولم يُجدد.

وفي كفر قاسم، توفي محمد الجوابرة، فجر يوم السبت 27.05.16، متأثرًا بجراح أصيب بها في شجار نشب بين عائلتين في المدينة، بعد أن نقل إلى المستشفى وكان يعاني من إصابة حرجة. واستصدرت الشرطة أمر حظر النشر على تفاصيل الجريمة والتحقيقات الجارية لمدة أسبوعين، ولم تستصدر بعد انتهاء الأسبوعين تمديد لأمر حظر النشر، ولم تعلن عن اعتقال مشتبه بهم ليبقى ملف الجريمة دون نتائج تذكر.

وشهدت مدينة اللد جريمة قتل الشاب إيهاب أبو لبن، (18 عاما) بإطلاق نار، حين كان يقف أمام بيته توفي على إثرها في المستشفى. اعتقلت الشرطة ثلاثة مشتبهين للضلوع بالجريمة واشتبهت أن خلفية الجريمة تعود لشجار بين عائلة المغدور وعائلة أخرى، لكن بعد فترة أطلقت سراح المشتبهين وأغلقت الملف.

عادت الطيبة لتلعق طعم المآسي والجرائم من جديد، فقد لقي الحاج أحمد حبيب (84 عاما) مصرعه بعد أن اخترقت رصاصة طائشة جسده واستقرت في صدره، واعتقلت الشرطة في حينه مشتبهين أطلقت سراحهم دون قيود بعد إلغاء الشبهات ضدهم، ولم تعتقل الشرطة مشتبهين آخرين. ولا تزال الشرطة تنتظر تقرير التحاليل الطبية للتشخيص الجنائي، لتجزم في ظروف وفاة المرحوم.

أما في ملف جريمة قتل الشاب هلال أبو زايد من مدينة اللد، فقد حصلت تطورات في مجريات التحقيق، إذ اعتقلت الشرطة في الأسبوع الأخير مشتبهين بضلوعهم في جريمة القتل والمساعدة على القتل.

تجدر الإشارة إلى أن لائحتي الاتهام الوحيدتين التي قدمتا في ملفي جريمتين مختلفتين هما الأولى جريمة قتل الشاب إبراهيم حجازي من يافا واتهام قاصر من المدينة، والأخرى في ملف المرحوم عبد الناصر جبارة، والتي قدمت فيها النيابة العامة لائحة اتهام ضد شاب من الطيبة.

واكتفت الشرطة بالقول أن 'التحقيقات في كافة ملفات جرائم القتل العالقة ستبقى رهن التحقيق حتى التوصل إلى الحقيقة وتقديم المجرمين للقضاء دون أي محاباة أو استثناءات'.

التعليقات