"لأجل أسرانا": نحو التضامن الشعبي والسياسي والإعلامي

أقامت المؤسسة العربية لحقوق الإنسان وكيان - تنظيم نسوي يومًا دراسيًا تحت عنوان "لأجل أسرانا"، مساء أمسٍ، الجمعة، بحضور العشرات من النساء والناشطين السياسيين والاجتماعيين، لعرض مشروع "نساء من أجل الأسرى".

"لأجل أسرانا": نحو التضامن الشعبي والسياسي والإعلامي

أقامت المؤسسة العربية لحقوق الإنسان وكيان - تنظيم نسوي يومًا دراسيًا تحت عنوان 'لأجل أسرانا'، مساء أمسٍ، الجمعة، بحضور العشرات من النساء والناشطين السياسيين والاجتماعيين، لعرض مشروع 'نساء من أجل الأسرى' وبحث توصيات عمل لخدمة قضية الأسرى ووضعها على الأجندة، بمركز الطفولة بالناصرة.

وافتتح اللقاء مدير المؤسسة العربية لحقوق الإنسان، محمد زيدان، الذي رحب بالحضور وأكد على أهمية هذا اللقاء دعمًا للأسرى وللقضية بكافة جوانبها، وتحدث عن المشروع والتعاون بين الجمعيتين لتنفيذه، إضافة إلى أنه يأتي في فترة يقود فيها الأسرى إضرابًا عن الطعام، احتجاجًا على الاعتقالات الإدارية. مشيرًا إلى ضعف التضامن الشعبي مع هذه القضية العادلة وعدم وجود أجندة عمل واضحة وممنهجة.

وشمل اليوم الدراسيّ كلمة للمحاميّة عن شؤون الأسرى، عبير بكر، مستعرضةً معاناة الأسرى في سجون الاحتلال، والفرق بين تجربة الأسير الأمنيّ والسجين الجنائيّ، قائلةً: 'المعطيات الرسميّة الأخيرة، لغاية شهر نيسان 2016، تشير إلى أنّ هناك 7000 أسير أمني داخل السجون الإسرائيليّة، بينهم 60 أسيرة بسجني الدامون والشارون، ووصل كذلك عدد المعتقلين الإداريين، الذي تزايد بشكل كبير في السنتين الماضيتين، إلى 700 معتقل إداري، بينهم 8 أطفال تحت جيل 18 عامًا'.

وأردفت بكر أنّ عدد المضربين عن الطعام هم 300 أسير، لعدّة أسباب مختلفة، القليل منهم تضامنًا مع الأسير بلال كايد، حوالي 40 أسيرًا، بينما أسرى حماس أعلنوا الإضراب عن الطعام بسبب الممارسات القمعيّة تجاههم، في النفحة ورامون بشكل خاص، حيث يخوض 290 أسيرًا إضرابًا عن الطعام بسبب الأوضاع السيئة وقمعهم وتفتيشهم بحجة محاولة تنفيذ عمليات في السجون، وفي المقابل يخوض 4 أسرى إضرابًا عن الطعام بسبب الاعتقال الإداري.

ومن جهته، قدّم الأسير المحرر عضو اللجنة المركزيّة في التجمع الوطني الديمقراطي، مخلص برغال، عرضًا من تجربته في الأسر، قائلًا: 'تعلّمت في مدارس اللد والرملة ويافا، ولدت لعائلة وطنية، أخي الأكبر سجن لمدة 4 سنوات على خلفية سياسيّة، أما أنا، ففي جيل 20 اعتقلت 7 سنوات، وتم اعتقالي بعد انتهاء محكوميتي بسنتين مرة أخرى، وقضيت 28 عامًا من حياتي في الأسر، تحرّرت في صفقة وفاء الأحرار قبل 5 سنوات، ومنذ تلك اللحظة، أحاول التصالح مع ذاتي ومتابعة مسيرتي السياسية والنضالية، التي تحتاج توازنًا كبيرًا، فحياة الأسير بعد أن يتحرر وتأهيله مجددًا في الحياة العادية هي قضية لا ينتبه لها الكثير، رغم أهميتها'.

أما عن التصعيد في نضال الأسرى الحالي في زنازين الاحتلال، قال برغال 'إن الإضرابات الفردية الحالية هي ناتجة عن فقدان الأمل والانقسام الحاصل داخل المجتمع الفلسطيني' مشيرًا إلى أهمية التضامن الشعبي مع الإضرابات، لأنها ركيزة أساسية تدعم مطالب الأسرى وتشحن طاقاتهم للصمود في نضالهم.

كما عُرض في اليوم الدراسيّ فيلم وثائقي عن الأسرى، وفُتِح باب للنقاش والتوصيات لثلاثة محاور مختلفة، منها توصيات للمجتمع المدني، والجمعيات وما يمكن أن تقدمه، توصيات للإعلام وسبل تطويره لخدمة قضية الأسرى وتوصيات توصيات للأحزاب السياسية الفاعلة، الحركات السياسية الشبابية ودورها في العمل السياسي والحزبي.

وفي حديث لعرب 48 مع مركزة المشاريع في المؤسسة العربية لحقوق الإنسان، سمر عزايزة، قالت إنّ هذا اليوم هو نتاج عدة لقاءات من أقرباء الأسرى وناشطات سياسيات، لتقديم التوصيات التي تم العمل عليها للإعلام والمجتمع المدني والأحزاب السياسية، الهدف من الندوة هو استخراج نقاشات هامّة وواضحة، وهي خطوة جيّدة للتفكير، واستقطاب المحاميين الذين لهم تأثير كبير بقضية الأسرى، نحن نحتاج العمل مستقبلًا والحديث مع مهنيين واختصاصيين لنصل إلى خطة إستراتيجيّة واضحة للعمل على قضية الأسرى في كل مجال ومجال، ووضعها على الأجندة.

واستطردت عزايزة بالقول إنّه في ظل التصعيدات بالقوانين الأمنيّة، من المحتمل أن يكون كل شخص منّا أسير، مشيرةً إلى سياسة الاعتقال الإداري المتزايدة في الداخل الفلسطيني، على خلفية منشورات موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، رسائل هاتفيّة نصيّة، أو التظاهرات والوقفات الاحتجاجيّة، ويجب الوقوف مع قضية الأسرى لأنّه من الممكن أن يكون كل فرد منّا أسيرًا في ظل التصعيدات الأمنية والقانونية.

وفي الجانب الإعلامي، خلصت الندوة إلى تخصيص زاوية للأسرى وأخبارهم وقصص إنسانية عنهم في مواقع الإنترنت الإخباريّة، وضرورة وجود برنامج للأسرى في الراديو، كي يتواصل الأسير مع أهله، وهو حق مسلوب منه في سجون الاحتلال.

وفي ختام الورشة، تحدثت مديرة جمعية كيان، رفاه عنبتاوي، عن أهمية المشروع وخصوصيته بكونه سلط الضوء على كافة جوانب القضية، بدءًا بالأسرى والأسيرات القابعين في سجون الاحتلال وحتى نساء الأسرى وعائلاتهم، وذلك تأكيدًا على أن القضية تتعدى جدران السجون وما يحصل بداخلها. وبدورها، أكدت على أنه رغم كون القضية مجتمعية سياسية ووطنية من الدرجة الأولى إلا أنه يجب التعامل مع الجوانب والمستوى الشخصي والحياة اليومية للأسير وكل من له علاقة به خارج السجن.

وأكدت عنبتاوي على أن جمعية كيان والمؤسسة العربية لحقوق الإنسان على استعداد تام وقناعة بضرورة الاستفادة والتعلم من هذه التجربة وتطويرها لأعمال مستقبلية، بمشاركة جميع الفئات وتكثيف الجهود لبناء عمل مشترك يضمن تسليط الضوء على القضية ويضمن إشراك النساء وإسماع أصواتهن كأسيرات أو كجزء من ذوي الأسرى.

وفي النهاية، ذكرت عنبتاوي أن طاقم المشروع سيعمل، في الفترة القريبة، على تحضير ورقة تشمل التوصيات والاقتراحات التي انبثقت عن ومن ثم تعميمها وإرسالها للمشتركين وللإعلام والأحزاب والهيئات السياسية والجمعيات. 

يذكر أنّ مشروع 'نساء من أجل الأسرى' هو مشروع مشترك بين المؤسسة العربية لحقوق الإنسان، وجمعية كيان -تنظيم نسوي، عمل مع مجموعة نسائية خلال العام الماضي حول رفع الوعي حول قضية الأسرى، إعطاء دعم لأهالي الأسرى، تشبيك بين قضايا أسرى الداخل والضفة. المشروع بدعم من صندوق هيكس أيبر.

اقرأ/ي أيضًا| مصلحة السجون الإسرائيلية تحدد زيارات النواب للأسرى الفلسطينيين

التعليقات