معطيات مقلقة: نسبة النساء المعنفات في الشمال هي الأعلى

يشهد مجتمعنا في الآونة الأخيرة نزيفًا دمويًا يتمثل في حوادث العنف المتكررة حتى أمسى العنف خبرًا يوميًا في حياتنا اليومية، ليصبح أخطر الآفات الاجتماعية التي تهز ترابط وصمود مجتمعنا وتضعه على حافة الانهيار

معطيات مقلقة: نسبة النساء المعنفات في الشمال هي الأعلى

"دم المرأة مش رخيص"

يشهد مجتمعنا في الآونة الأخيرة نزيفًا دمويًا يتمثل في حوادث العنف المتكررة حتى أمسى العنف خبرًا يوميًا في حياتنا اليومية، ليصبح أخطر الآفات الاجتماعية التي تهز ترابط وصمود مجتمعنا وتضعه على حافة الانهيار. 

العنف هو آفة أخذت تنتشر في الآونة الأخيرة بين أبناء المجتمع بكل مكوناته وتركيباته انتشار النار بالهشيم مجهزة على قيم وأسس ضرورية لمجتمع سليم.

للعنف أسباب ومسببات عديدة، فالإحباط الاجتماعي الناتج عن الإقصاء والتهميش الذي يمر بها مجتمعنا ينعكس بصورة مباشرة على تعاملنا وتصرفاتنا اليومية في الاتجاهات المختلفة بين الأفراد، داخل العائلة وفي الحيز العام الذي نعيش به، وأيضا تشكل الثقافة المكتسبة عبر مراحل الحياة المختلفة أحد أبرز الأسباب الأخرى والتي يجب أن نتداولها وخاصة قدرتنا على التأثير في ذلك المجال.

إن ظاهرة العنف بشكل عام وفي الأطر المختلفة تعد من أكثر الظواهر التي تستدعي اهتمام الجهات الرسمية ومتخذي القرار من ناحية الأسرة النووية من جهة أخرى، إلا أنه لا بد من مواجهتها أولا بمعرفة حجمها الحقيقي بالأرقام، لهذا نضع بين أيديكم  بعضًا من المعطيات التالية فيما يتعلق بالعنف ضد النساء والتي أجريناها من خلال مسح العلاقات الأسرية والعنف في المجتمع الفلسطيني في إسرائيل كخطوة استراتيجية لتوفير قاعدة مستقلة من المعلومات ليكون أساسًا لفهم الظاهرة من جهة وكأساس لمتخذي القرارات وصانعي السياسات من جهة أخرى وليساعدهم في بناء وتوفير استراتيجيات تهدف للتصدي والحد من هذه الآفة.

العنف ضد النساء من قبل الزوج

أظهرت المعطيات بحسب جمعية الجليل، ركاز – العنف والعلاقات الأسرية، بأن مجمل نسبة النساء اللواتي تعرضن لأحد أنواع العنف في السنة الأخيرة للمسح على أشكاله المختلفة قد بلغت 30.4 بالمئة بواقع 28.7 بالمئة تعرضن لعنف نفسي، 10.2 بالمئة لعنف جسدي، 9.4 بالمئة لعنف اقتصادي، 6.9 بالمئة لعنف اجتماعي و 3.4 بالمئة لعنف جنسي، بحيث تصل نسبة العنف الأعلى على أحد أشكاله ضد النساء في منطقة الشمال حيث بلغت نسبة النساء اللواتي تعرضن للعنف في منطقة الشمال إلى 36 بالمئة مقارنة مع 22.2 بالمئة في منطقة حيفا، 23 بالمئة في منطقة المركز و26 بالمئة في منطقة الجنوب.

كما وتصل نسبة العنف ضد النساء في التجمعات السكنية المختلطة وهي الأعلى إلى 60.8 بالمئة في المجمل بواقع 59.1 بالمئة تعرضن لعنف نفسي و20.9 بالمئة للعنف الجسدي.

ويظهر ازدياد مطرد بنسبة النساء اللواتي تعرضن للعنف في السنوات الأولى للزواج حتى 15 سنة بدءً من 26.4 بالمئة حتى 5 سنوات لترتفع الى 37.7 بالمئة حتى 15 سنة زواج، هذا وتبدأ نسب التعرض للعنف بالانخفاض بعد 16 سنة زواج.

اقرأ/ي أيضًا| طمرة: وقفة احتجاج على قتل آمنة ياسين وجنينها

وتفيد المعطيات أيضا بأن هنالك انخفاض في نسب تعرض الزوجات للعنف مع ارتفاع مستوى التحصيل العلمي للزوجة وأن أعلى نسبة من النساء اللواتي تعرضن للعنف هن زوجات لأزواج في حالة بطالة وتصل نسبتهن إلى 41.4 بالمئة، بالإضافة إلى أن أعلى نسبة من النساء اللواتي تعرضن للعنف هن زوجات لأزواج ذوي تعليم إعدادي فأقل (37.4 بالمئة)، وتنخفض النسبة مع ارتفاع مستوى تعليم الزوج.

التعليقات