ذوو الاحتياجات الخاصة: تمييزٌ مضاعف

وقال نواف زميرو لـ"عرب 48"، إن "المجتمع لا ينصف ذوي الاحتياجات الخاصة، فيما تميّز السلطات ضدنا كوننا أبناء للمجتمع العربي".

ذوو الاحتياجات الخاصة: تمييزٌ مضاعف

مجموعة صور خاصة التقطت بعدسة "عرب 48"

يعيش في البلاد نحو 400 ألف عربي مع احتياجات خاصة بدرجات ونوعيات مختلفة (حركيّة، حسيّة، نفسيّة، عقليّة، تطوريّة وذهنيّة) أكثر من نصفهم هم أشخاص في سن العمل.

ويواجه ذوو الاحتياجات الخاصة الكثير من العقبات، كونهم ذوي إعاقات من جهة، وسياسة التمييز والعنصرية بسبب انتمائهم لأقليّة قوميّة (المجتمع العربي) في البلاد.

وقال نواف زميرو لـ'عرب 48'، إن 'المجتمع لا ينصف ذوي الاحتياجات الخاصة، فيما تميّز السلطات ضدنا كوننا أبناء للمجتمع العربي'.

 

يعمل زميرو في وحدة دعم العائلة بـ'مركز سنديان' في قلنسوة' حيث تتركز فيه الخدمات للعائلات التي لديها أطفال مع احتياجات خاصة منذ الولادة، ويعمل أيضا في مركز للاستشارة الحقوقية الذي يوفر باللغة العربية جميع المعلومات حول حقوق هذه الشريحة من المجتمع.

وشرح زميرو أنه 'للأسف لا تزال النظرة في مجتمعنا لذوي الاحتياجات الخاصة غير مقبولة فالناس تشعرهُم بأنهم غرباء وأنهم عبء على المجتمع، لكنهم يتناسون أن أحد أفراد هذه الشريحة هو إنسان قبل كل شئ، له قدراته الخاصة التي تلائم وضعه الجسماني. أؤمن أن الإنسان لم يُخلق عبثا ولكل منا رسالة ومكانة خاصة، وله دور في هذه الحياة مثله مثل غيره من بني البشر'.

وحمّل زميرو المسؤولية للمجتمع عامة وذوي الاحتياجات الخاصة خصوصا فيما يتعلق بالتعامل معهم ودمجهم بالمجتمع، وأكد لـ'عرب 48'، أنه 'يحب على هذه الشريحة أن تبادر للخروج إلى المجتمع، وأن تطالب بحقها أن تُدمج وتتفاعل معه، كي يغير المجتمع الآراء المسبقة حول هذه الشريحة الهامة، ويغير هذه المفاهيم البدائية، ومعا نستطيع نحن ذوي الاحتياجات الخاصة أن نعزز دورنا في المجتمع بكل فئاته'.

ودعا الهيئات المدرسية وكافة المؤثرين في المجتمع، إلى 'بذل جهود كافية وتقديم محاضرات توعوية في مناسبات تربوية منهجية أو فعاليات وورشات عمل من شأنها أن تغير نظرة التلاميذ، بهدف الحد من الأذى والتصرفات غير اللائقة التي يتعرض لها ذوو الاحتياجات في الشوارع والأماكن العامة'.

وقالت مديرة مركز سنديان في قلنسوة، ماجدة مرعي، لـ'عرب 48'، إن 'الخدمات للأطفال منذ الولادة بالإضافة إلى الاستشارات في مركز دعم العائلة الذي يعطي ارشادات لعائلات ذوي الاحتياجات الخاصة أمام المؤسسات الرسمية من أهم الأعمال إلى جانب حملات التوعية للمجتمع تجاه هذه الشريحة'.

وأضافت أنه 'من خلال فعاليات توعوية إرشادية لتغيير الأفكار نلمس الحاجة الماسة لهذا العمل الإنساني المميز'.

وأشارت إلى أن 'الطفل الذي يعاني من إعاقة هو جزء لا يتجزأ من العائلة والمجتمع، لذا نعمل على رفع مكانته كي يتقبله ويحتويه المجتمع. الوضع اليوم ليس كما كان في السابق، لكن نحن بحاجة للعمل أكثر وتنظيم وتكثيف فعاليات مختلفة تخص هذه الفئة. وأعتقد أن للأهل دورا كبيرا في هذا الشأن وأنصحهم أن يطالبوا بحقوق طفلهم ذوي الاحتياجات الخاصة وأن يخرجوه الى المجتمع، ليشارك معهم، لأن الطفل إذا لم تتقبله العائلة فسوف يرفضه المجتمع أيضا'.

وقال عبد الرحيم أحمد حمودة من قلنسوة، لـ'عرب 48'، إن 'الصعوبات بدأت في المدرسة، عندما دخلت في اليوم الأول، كانت نظرات الطلاب تجرحني كثيرا، نظرات استهزاء واستهتار وكأنني جئت من عالم آخر، لكني لم ألُمهم في ذلك الوقت، لأن الجهل كان مسيطرا عليهم فيما يخص بالتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة'.

وأضاف أن 'الوضع يختلف اليوم بعض الشيء، نسبة الوعي تزداد رغم أنها تسير ببطء، لكنها لا تكفي لتحد من التعامل السلبي مع ذوي الاحتياجات الخاصة'.

وأشار إلى موقف صعب واجهه، وقال إن 'أكثر موقف صعب واجهني في حياتي هو الزواج، عندما عرضوا علي فكرة الزواج، رفضت في البداية لأنني على علم مسبق أنني سوف أرفض ولن تقبل بي أي فتاة في هذه الوضعية، وهذه المخاوف تعود إلى مرحلة الثانوية، عندما استرجع الذكريات، كيف كانت الفتيات تنظر لي بنظرة استهتار وكأنني لست من البشر، وغالبا ما يشعر ذوو الاحتياجات الخاصة بحساسية زائدة ويتأثرون بسرعة، وأي نظرة غريبة ممكن أن تفسر بنظرة شفقة وازدراء، وهذا ما سبب لي أن أرفض فكرة الزواج في حينه'.

وتمنى على المجتمع أن 'يتعامل بصورة طبيعية مع ذوي الاحتياجات الخاصة لأنهم بشر، يتمتعون بمشاعر وأحاسيس وأحلام وطموحات'.

وطالب بـ'الحد من نظرات الشفقة والازدراء، وأن يعاملنا الناس بأننا مثلهم قادرون...'.

التعليقات