انهيار مبنى تل أبيب: شهادات مروعة في اللحظات الأولى

"كان من الممكن أن تكون الكارثة أكبر بكثير، حيث أنه في لحظة انهيار السقف كان معظم العمال هناك في استراحة، يجلسون تحت سقف مدعم بأعمدة"

انهيار مبنى تل أبيب: شهادات مروعة في اللحظات الأولى

تحدث شهود عيان لموقع عــ48ـرب، اليوم الإثنين، عن مشاهد مروعة أصابتهم بالصدمة، وذلك إثر انهيار المبنى المفاجئ صباح اليوم، الإثنين، في مدينة تل أبيب، في شارع 'هبرزيل' في 'رمات هحيال'، والذي أسفر عن مصرع عاملين، وإصابة أكثر من 20 عاملا، و5 مفقودين تحت الأنفاض، لا تزال أعمال البحث والتمشيط من طواقم الإنقاذ تبحث عن المفقودين تحت الأنقاض، وغالبيتهم من العمال العرب.

المضمد وسائق سيارة الإسعاف، مروان مصري، والذي كان من أول الحضور إلى مكان الحادث، قال 'كان الغبار في كل المكان، وكدنا لا نرى المصابين.. فوضى عارمة، كأنه يوم القيامة، أكثر من 80 رجل إنقاذ كانوا في اللحظات الأولى من إسعاف وإطفاء ووحدات الإنقاذ الخاصة'. 

وأضاف: 'عندما وصلنا المكان، رأينا الكثير من المصابين قد غطاهم الركام، لكنهم على قيد الحياة. بدأنا بحفر الرمال بأيدينا كي يتسنى لنا الوصول إليهم بأسرع وقت ممكن، وكان العمل شاقا جدا.'.

وبحسبه فقد صادف الكثير من الحوادث في نطاق عمله، إلا أن هذه الحادثة كانت الأصعب من بينها 'إذ أننا كنا في سباق مع الزمن، كل ثانية كانت مصيرية بالنسبة لنا كانت لحظات حرجة جدا'.

وأضاف: 'سادنا شعور بالخوف على حياتنا، ونحن نعمل، فهذه الحادثة فريدة من نوعها، إذ أن أطراف السقف الذي سقط كانت على وشك الانهيار أيضا، وكان أمرا في غاية الخطورة، كانت عين واحدة على السقف وعين على المصاب، إلا أننا استطعنا أن نتجنب المخاطر، وأنقذنا كل من كان في المكان، باستثناء الذين طمرهم الركام حيث يصعب الوصول إليهم'.

أما رائد حاج يحيى، وهو مهندس من مدينة الطيبة ويعمل في البناية المحاذية للبناية التي انهارت تبعد نحو خمسين مترا عن مكان عمله، فقد قال لعرب48: 'وصلت إلى المكان الذي كان يعم بالفوضى، لم يكن أي رجل إسعاف ولا إنقاذ.. غبار كثيف وأصوات صراخ فقط. وبعد دقائق بدأت تدخل قوات من الإسعاف التابعة لمستشفى 'أسوتا' وهو على بعد أمتار من موقع الحادث، وبذلوا جهداً كبيراً في إنقاذ المصابين في اللحظات الأولى'. 

وتابع: 'كان المنظر مخيفا جدا.. المصابون في كل مكان، رأيت من أمامي نحو 10 مصابين إحداهم كان يعاني من إصابة خطيرة، فكل جسده مغطى بالدماء والجروح، والكثير منهم أصيبوا بالهلع ولم يحركوا ساكنا بعد الحادثة بدقائق'.

وأضاف: 'رغم الكارثة الكبيرة، إلا أنه كان من الممكن أن تكون الكارثة أكبر بكثير، حيث أنه في لحظة انهيار السقف كان معظم العمال هناك في استراحة، يجلسون تحت سقف مدعم بأعمدة، الأمر الذي حماهم من الموت، باستثناء بعض العمال الذين بقوا وسط البناية'.

وقال أحد المهندسين في مبنى محاذ للبناية التي انهارت، إن سقوط السقف بهذا الشكل يؤكد أن هناك إهمال في التخطيط، لأن السقف سقط، وبقيت أعمدة البناية على ما هي، الأمر الذي يبين أن التخطيط خاطئ، إضافة إلى أن البناية كانت تعم بالفوضى في ما يتعلق بالأعمال التي تتم هناك، في بناية كهذه يجب أن يتواجد المراقب بشكل دائم، لكن في هذه البناية لم يكن هكذا'.

اقرأ/ي أيضًا| تل أبيب: مصرع عاملين و5 مفقودين و24 مصابا في انهيار مبنى

أما أبو زيد، وهو مقاول في البناية من الناصرة فقد أشار إلى أن ستة من العمال الذي يعملون لديه، من الناصرة والقدس قد أصيبوا بإصابات طفيفة جراء الحجارة التي تطايرت عليهم بعد انهيار السقف.

وبحسبه فإن 'سقف البناية سقط نتيجة ضغط الحمولة عليه، فقد كانت عليه شاحنات ورمال ومواد بناء، بالإضافة إلى الاشتباه بأنه يوجد أخطاء في هندسة المبنى'.

التعليقات