المثلث الجنوبي: اقتصاد مأزوم يسرق فرحة العيد

رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها شريحة كبيرة من السكان في منطقة المثلث الجنوبي كغالبية البلدات في المجتمع العربي، في ظل ازدياد الحاجيات للفرد واتساع رقعة البطالة وارتفاع نسبة الفقر وسياسة القمع والتمييز الاقتصادي من قبل الحكومة،

المثلث الجنوبي: اقتصاد مأزوم يسرق فرحة العيد

الأسواق عشية العيد في بلدات المثلث الجنوبي (تصوير"عرب 48")

رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها شريحة كبيرة من السكان في منطقة المثلث الجنوبي كغالبية البلدات في المجتمع العربي، في ظل ازدياد الحاجيات للفرد واتساع رقعة البطالة وارتفاع نسبة الفقر وسياسة القمع والتمييز الاقتصادي من قبل الحكومة، إلا أن غالبية المحلات التجارية في المثلث الجنوبي تنتعش باستثناء بعض المحلات لا سيما الملابس منها التي تتذمر من نزوح الزبائن إلى المجمعات التجارية اليهودية.

 

وقال صاحب محمص 'بن النواس' في مدينة الطيرة، ماهر النواس، لـ'عرب 48'، إن 'الإقبال على المحمص جيد، وللعيد نكهته الخاصة، فالكثير من الناس يلجؤون لتجهيز طاولاتهم قبيل العيد وهذا يضيف دفعة كبيرة إلى مدخول المحل، واعتدنا على هذا الأمر منذ سنوات، إذ تزداد نسبة البيع في العيد بأضعاف عن الأيام العادية'.

وقال حول الأوضاع الاقتصادية في الطيرة، إن 'هذا المحل أقيم منذ 17 عاما وأنا أعمل به، وفي كل سنة ألمس أن الأوضاع الاقتصادية للناس تزداد سوءًا وخاصة في السنوات الأخيرة. نحاول تخفيض الأسعار قدر الإمكان لتناسب كل جيب، وهذا أضعف الإيمان'.

تفاقم الحالة الاقتصادية الضعيفة

وعن الإقبال الضعيف على سوق الملابس في المثلث الجنوبي، قال محمد قادري، صاحب محل 'الوهر للملابس' في الطيرة، لـ'عرب 48'، إن 'سوق الملابس في المثلث وخاصة في مدينة الطيرة، يُعاني من إقبال متدن قبيل الأعياد وهذا الوضع يزداد سوءا فترة تلو الأخرى'.

وأشار إلى أن 'المجمعات المحيطة بالبلدات العربية أثرت كثيرا على بعض المحلات وخاصة سوق، فنسبة كبيرة من أهالي الطيرة يشترون من خارج البلدة مع أن الأسعار والجودة لا تختلف. الأهالي يذهبون إلى المجمعات كيوم ترفيه يشترون خلاله الملابس ما يعود بالضرر على الكثير من المحلات في البلدات العربية. لا أرى أي طريقة لتحسين البيع في سوق الملابس. نحن في هذا المحل منذ 25 عاما، الإقبال بدأ ينخفض منذ عام 2002، وسبب ذلك الانفتاح على البلدات اليهودية حيث من السهل الوصول إلى البلدات والمجمعات التجارية في المنطقة، والمحلات الصغيرة بخطر ولا يمكنها أن تعيش في ظل هذه المجمعات الكبيرة التي تزداد في كل سنة'.

ومن جانبه، قال ضياء مدني جمعة من مدينة الطيبة، صاحب محل 'تيك بريك' لبيع الحلويات، لـ'عرب 48'، إنه 'حتى الآن الإقبال منخفض، لكني أتوقع كما في كل عام أن يزداد الإقبال في ليلة العيد، فالأجواء مميزة في مدينة الطيبة، ويتوافد الأهل على المحلات، لكنه ليس كافٍ، وذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها الناس'.

واستطرد أن 'الحلويات هي من أسس تزيين الطاولة العربية في أيام العيد، ولا يمكن الاستغناء عنها، مثل حبات الشوكولاتة المختلفة على أشكالها وألوانها.

تحسن مطلوب

وقال خالد أبو ذيب، مدير مطعم 'أبو الذيب' في مدينة الطيبة عن الأجواء، لـ'عرب 48'، إن 'الأجواء سمحة في يوم العيد، والإقبال جيد لا سيما على المطاعم، إذ أن الناس في هذه الأيام تفضل الطعام الجاهز. وفي العيد دائما تنتعش الطيبة اقتصادياً الأمر الذي يجعل الأجواء مميزة وجميلة ونتمنى أن تستمر هكذا'.

وتابع أن 'الأوضاع الاقتصادية بشكل عام سيئة في المجتمع العربي، نحن لا نتعامل كثيرا مع هذه الشريحة لأن ما نبيعه هو بسعر زهيد ولا نلمسه داخل المحل، لكن بشكل عام ألمس أن الأوضاع الاقتصادية متدنية جدا في الآونة الأخيرة'.

وأشار إلى أن 'الأوضاع السياسية الراهنة تغذي ظاهرة البطالة والفقر، لا ننسى أن الوضع السياسي الراهن وسياسة التمييز الحكومية تجاه العرب تزيد من حالات البطالة وهذا يزيد من نسبة الفقر ويمس الراتب الشهري للمواطن العربي، إضافة إلى ازدياد الحاجيات للفرد، فاليوم الفرد يعمل وبالكاد يكفيه راتبه، فكيف إذا تحدثنا عن عائلة وأولاد؟'.

الاكتفاء بالقليل

وقال يوسف جبارة من مدينة الطيبة، لـ'عرب 48'، إن 'سوق الفواكه يشهد إقبالا كبيرا أيام قليلة قبل العيد، نخفض الأسعار قدر الإمكان حتى يتسنى للجميع شراء الفواكه بأسعار مناسبة لهم'، مشيراً إلى أن 'الأوضاع الاقتصادية الصعبة للمواطنين هي بما كسبت أيديهم، فالكثير منهم لا يرحمون أنفسهم ولا يُراعوا الظروف التي يعيشون بها، يجب عليهم أن ينظموا أنفسهم وأن يعيشوا بما آتاهم الله دون تبذير زائد'.

 وقال صاحب محل لبيع اللحوم في مدينة الطيبة، أمجد عازم، لـ'عرب 48'، إنه 'يكثر بيع اللحوم في عيد الأضحى خاصة. تُباع اللحوم على أنواعها المختلفة بأسعار نحاول قدر المستطاع تخفيضها ليتسنى للمواطن البسيط التزود بها'.

وعن الوضع الاقتصادي، قال إن ' هذا المحل جديد نسبيا، لكني عندما اطلعت على الأوضاع الاقتصادية للناس ذهلت من هول المستوى المتدني الذي آلت إليه بعض العائلات بسبب أزمة اقتصادية خانقة. لم أكن أتوقع أن تباع اللحوم بالدين، أو من لم يأكل اللحم منذ شهر بسبب ضيق الأوضاع الاقتصادية وتفاقمها'.

إقرأ/ي أيضًا| سوق الناصرة في العيد: إقبال شحيح رغم الحملات

التعليقات