أم الفحم: استشراء العنف والإجرام وارتفاع وتيرة الخوف والقلق

تسود مدينة أم الفحم أجواء من القلق والتوتر في أعقاب استشراء جرائم العنف والإجرام، بوتيرة عالية في الآونة الأخيرة.

أم الفحم: استشراء العنف والإجرام وارتفاع وتيرة الخوف والقلق

منظر عام لمدينة أم الفحم

تسود مدينة أم الفحم أجواء من القلق والتوتر في أعقاب استشراء جرائم العنف والإجرام، بوتيرة عالية في الآونة الأخيرة.

وهزت جريمة قتل الشاب حسين أبو رعد، بإطلاق النار عليه حين كان يرقص فرحا في زفاف قريبه مشاعر الجميع، وأشعلت أجواء الخوف والهلع لتقض مضاجع الأهالي الذين فقدوا الأمن والأمان بسبب فوضى السلاح.

وأعرب الأهالي عن خشيتهم من اتساع دائرة العنف والإجرام في المدينة وضواحيها خاصة، والمجتمع العربي عامة.

6 جرائم قتل منذ مطلع 2016

وشهدت أم الفحم ومنطقتها 6 جرائم قتل منذ مطلع العام الجاري 2016، فيما أشارت إحصائيات وافانا بها مدير مركز 'أمان'، رضا جابر، إلى أن 52 عربيا لقوا مصارعهم في جرائم القتل منذ مطلع 2016، وأكد أن 'هذا مؤشر في غاية الخطورة'.

د. محمد محاجنة
د. محمد محاجنة

وقال د. محمد محاجنة من أم الفحم، لـ'عرب 48'، حول تفشي العنف في المدينة، إنه 'تحصيل حاصل، وليس مفاجئا بتاتا، فهو وليد تراكمات منذ فترة زمنية طويلة، وكل هذا أدى إلى هذه الأوضاع المأساوية الراهنة في المدينة الآن'.

وقال حول أسباب انتشار هذه الظاهرة واستشرائها، إن 'هذا العنف والإجرام المتفاقم، ينبع من صمت المجتمع على تجاوزات كثيرة في الشارع والمدرسة لا نعرها أي اهتمام. مجتمعنا صمت إزاء إطلاق النار في الأعراس وأعمال الزعرنة في الشوارع والعنف في الملاعب والمدارس وغيرها، إلى أن وصلنا لوضع بات فيه عدد كبير من المواطنين فيأام الفحم يملك السلاح غير المرخص، وأصبح المواطن يخشى الخروج من منزله في الليل خوفا على حياته وأطفاله، إضافة إلى غياب السلطة المحلية والشرطة وعدم القيام بواجبها، وعدم ضبط القانون'.

وتطرق إلى دور المواطن، وقال إن 'المواطن، للأسف الشديد، لا يُبالي بما يحدث ولا يقوى على التصدي ومناهضة ظاهرة العنف ومرتكبيها. لا يُعقل أن تفرض أقلية في مدينة عريقة كأم الفحم سيطرتها على الشارع وتدب الخوف والذعر في نفوس الناس، يجب على الأهالي أن يستفيقوا من الغفلة، وأن يفرضوا سيطرتهم على الشارع، لأن الشارع الفحماوي هو لأطفال ونساء وشيوخ أم الفحم وليس لهذه الثلة، لا يُعقل أن يُقتل شاب في فرح وعلى مرأى من الجميع في جريمة نكراء والكل يقف صامت حيال ذلك'.

وأشار محاجنة إلى أن 'المسؤولية تقع على عاتق الشيوخ وأئمة المساجد، لأن رسالتهم اقتصرت في الآونة الأخيرة فقط على الصلاة، وأهملوا أمورا مهمة كثيرة، وكذلك تتحمل المسؤولية لجان الصلح في المدينة والبلدية والمواطنين. لا يمكن للمواطن الفحماوي أن يثق أيضا بالقضاء والشرطة لأنهما يشرعنان هذه الأعمال الإجرامية، والوحدة كفيلة لوحدها بوضع حد لهذه المهزلة'.

الصمت قاتل

محمود أديب إغبارية
محمود أديب إغبارية

وقال رئيس اللجنة الشعبية في مدينة أم الفحم، محمود أديب إغبارية، لـ'عرب 48'، إن 'أعمال العنف في أم الفحم تتصاعد، فقد حذرنا في السابق من خطورة الصمت حيال هذه الأعمال الخطيرة، وتفاقم الإجرام، وعلى الجميع أن يفهم بأن الصمت يقتلنا'.

وأضح أن 'الشرطة هي المسؤول الأول في مسألة الحد من العنف، لأن القوة والسلطة بيدها، وللأسف فإنها لا تقوم بدورها في مكافحة الجريمة وظاهرة السلاح واستخدامه بصورة شبه يومية على أرض الواقع تدل بأن الشرطة فشلت في كل المراحل، وهذا عامل أساسي يغذي ظاهرة العنف والجريمة'.

ودعا إلى توحيد الجهود لمحاربة العنف، 'يجب علينا أن نتكاتف كلنا، سلطة محلية وقوى سياسية وأهالي المدينة، من أجل وضع حد لهذه الظاهرة، فسكوتنا يعتبر مساهمة كبيرة في زيادة العنف، وفي منح الجريمة المنظمة الفرصة للسيطرة على الشارع الفحماوي'.

واستطرد أنه 'لا يمكن أن نبرئ المجتمع الفحماوي وذوي الشأن من المسؤولية الملقاة عليهم، فالعنف هو نتاج مجتمعنا ولا يمكننا التغاضي عن ذلك. مسؤولية كبيرة تقع على عاتقنا الآن في محاربة هذه الظاهرة، ويجب أن نبدأ من التربية في البيت والمدرسة والمسجد'.

ونوه إغبارية إلى أن 'سياسة الدولة تساهم في زيادة العنف'، وأشار إلى أن 'سياسة التمييز التي تنتهجها الدولة، وشح الميزانيات الممنوحة لبلدية أم الفحم في ظل نقص الأطر الشبابية والنوادي هي أسباب رئيسية، في وقت يزداد فيه عدد المقاهي في المدينة التي أصبحت المأوى للشباب. على البلدية أن تمارس الضغط على الحكومة من أجل رصد الميزانيات وتوفير الأطر اللازمة لرعاية الشباب'.

اقرأ/ي أيضًا | أم الفحم: البلدية تحمل الشرطة مسؤولية الانفلات الأمني

وأنهى أن 'المواطن الفحماوي قلق جدا، ويسود الشارع حالة من الذعر الشديد، إذ يهدد العنف كل مواطن في أم الفحم. نحن في اللجنة الشعبية سنعقد في الفترة القريبة جلسة طارئة للتباحث في سبل مكافحة العنف، وسوف ننظر في إمكانية نصب خيمة اعتصام أمام الشرطة وسلسلة فعاليات احتجاجية أخرى'.

التعليقات