سخنين: احتدام النقاش على خلفية قضية سماسرة الأرض

لا يزال ملف سماسرة الأرض والمسكن يثير عاصفة غضب في مدينة سخنين، وتتعالى الأصوات داعية لوقف ما اعتبره الكثيرون بأنه سابقة خطيرة تستوجب عدم الوقوف على الحياد وتستدعي العمل الجاد لإسقاطها.

سخنين: احتدام النقاش على خلفية قضية سماسرة الأرض

منظر عام لمدينة سخنين (تصوير"عرب 48")

لا يزال ملف سماسرة الأرض والمسكن يثير عاصفة غضب في مدينة سخنين، وتتعالى الأصوات داعية لوقف ما اعتبره الكثيرون بأنه سابقة خطيرة تستوجب عدم الوقوف على الحياد وتستدعي العمل الجاد لإسقاطها.

تواصل القوى الشعبية في سخنين مواكبة هذه القضية ومتابعتها في اجتماعاتها الخاصة واللقاءات الشعبية والخطوات الاحتجاجية التي كان منها نصب خيام أمام مبنى البلدية تعبيرا عن أزمة السكن، وكان الحراك الشبابي السخنيني الذي تشكل حديثا واللجنة الشعبية وكتلة المعارضة قد انسحبوا من اجتماع كان من المقرر أن يكون مغلقا مع إدارة البلدية لبحث ملف السماسرة بسبب أن تركته البلدية مفتوحا، معتبرين أن 'هذا مهرجان شعبي وليس اجتماع بحث خاص مغلق'.

الحراك الشبابي: لن نتراجع عن إنهاء مخطط السماسرة

استعرض الناشط وأحد مؤسسي الحراك الشبابي السخنيني، فداء الطويل، أزمة الأرض والمسكن ومناخ البلد الاجتماعي الذي انتجه السماسرة ودور الحراك الشبابي، وقال لـ'عرب 48'، إن 'تأسيس الحراك الشبابي في سخنين الذي أقيم فقط قبل شهرين جاء أساسا على خلفية انكشاف ملف السماسرة وعمليات السمسرة التي تعمق أزمة الأرض والمسكن. رأينا أنه من غير المعقول، في ظل صراعنا التاريخي مع المؤسسة الإسرائيلية، بعد أن صادرت معظم أراضينا ولم يتبق منها إلا القليل أن تمنحنا الفتات من هذه الأراضي، وأن نتعرض لمؤامرة من السماسرة بسبب جشع البعض من أبناء جلدتنا. هذه السمسرة تأتي على حساب المحتاج والضعيف بسبب إهمال مسؤولي الأقسام في البلدية، وعندما يعقدون لقاءات واجتماعات للتباحث في أزمة السكن نقول أن المواطن لا يريد أن يسمع محاضرات تتناول المساحات والأرقام والمواقع، بل يريد أن يعرف الشروط بوضوح وأن تكون الأسعار معقولة لقسائم الأرض'.

وأضاف أنه 'من المعروف أن سعر القسيمة في البلاد (مساحة 400 م) لا يتجاوز الـ125 ألف شيكل، فكيف وصل السعر في سخنين إلى 700 ألف شيكل؟؟! واضح أنه تحول إلى مشروع ربحي طائل وفاحش للسماسرة'.

وشدد الطويل على أن 'الحراك الشبابي واللجنة الشعبية سيواصلان العمل لمناهضة السمسرة والسماسرة ومن يقف خلفهم، ولن نكل ولن نمل في عملنا من أجل إيجاد حلول مناسبة للشباب خاصة وأهل سخنين عامة. نعمل بالتنسيق والتعاون التام مع أعضاء القائمة المشتركة وكل الأطر المحلية لإلغاء مخطط السمسرة والسماسرة، ولحل الأزمة السكنية الخانقة ومنع أي جهة تسعى لاستغلالها بغية مطامع تجارية خاصة'.

وحول عمل الحراك الشبابي، قال إنه 'هناك من اتهم الحراك بأنه مسيس، ونحن نقول له نعم نحن مسيسون ولسنا فئويون ولسنا محزبون، ونحترم كل الأحزاب، والحراك مشكل من كل أطياف المجتمع السخنيني وهذه ليست نقيصة وليست تهمة، لأننا نعتقد أن الشباب الفلسطيني يجب أن يكون مسيسا. أما حول الاعتراف بالحراك الشبابي أو عدم الاعتراف به فنقول إن الحراك يستمد شرعيته من أهالي سخنين، ونحن سنواصل عملنا دون هوادة لأن سخنين تستحق أكثر بكثير مما هي عليه الآن'.

 

اللجنة الشعبية: البلدية تدعي أننا نسيّس العمل 

ورأى مركز اللجنة الشعبية في سخنين، وليد غنايم، أن العقبات التي تواجهها اللجنة كبيرة، وقال لـ'عرب 48'، إنه 'من غير المعقول أن تعتبر البلدية كل نشاط لا يروق لإدارتها تسييسا، وما العيب لو كان العمل مسيسا؟ نحن نريد مجتمعا مسيسا يدرك ما يحدث حوله ويعرف ما يريد، وأعتقد أن الرد يجب أن يكون على القضية العينية الحارقة، قضية السماسرة'.

وأضاف أن 'الاجتماع السابق جرى فضه بسبب عدم التزام رئيس البلدية بالاتفاق على عقد اجتماع مغلق حول قضايا هامة كهذه، أردنا ا، تعقد جلسة مغلقة لأن عندنا الكثير من الاستفسارات القانونية والتخطيطية مع قسم الهندسة بالبلدية مثل نقل تخطيطات من مكان لآخر، وتدور شكوك حول السماسرة وبيع بعض القسائم لأغراض غير المعدة لها'.

وأكد أنه 'بعد فض الاجتماع السابق قمنا نحن في اللجنة الشعبية والحراك الشبابي وكتلة المعارضة بتوجيه رسالة للبلدية والمستشار القانوني والمهندس، وحتى الآن لم نتلق الإجابة عليها، وفي حال لم تتجاوب البلدية معنا فنحن كلجنة شعبية وبالتنسيق مع الحراك الشبابي الذي نرى فيه مستقبل شبابنا سنحاول كشف الوثائق والمستندات التي قد تقطع الشك باليقين'.

بلدية سخنين: لا نعترف بالحراك الشبابي

وفي تعقيبه، قال رئيس بلدية سخنين، مازن غنايم، لـ'عرب 48': 'أولا، أنا لا أعترف بالحراك الشبابي لأنه جسم غير منتخب، وثانيا، أنا لا أعقد جلسات مغلقة لأنه لا شيء نخفيه عن الجمهور بل نريد عقد اجتماع مفتوح أمام الأهالي ووسائل الإعلام وكل سخنين، وذلك من أجل معرفة الحقيقة الكاملة'. 

وأضاف أن 'انسحاب اللجنة الشعبية والمعارضة من الاجتماع السابق لأنه كان مفتوحا أمام الجمهور لن يدفعني للتراجع عن موقفي بأن يبقى الاجتماع مفتوحا أمام الجميع، فنحن نريد طرح الحقيقة، ومن وجه لنا رسالة لعقد اجتماع آخر هي كتلة المعارضة'.

وأنهى بأنه 'سندعو لاجتماع مع المعارضة واللجنة أما الحراك الشبابي فلن أدعوه للاجتماع لأنني لا أعترف به'.

التعليقات